قضى فيما هو كائن»[1].
وجاء رجل يوماً إلى ابن عمر يسأله عن شيء، فقال له ابن عمر: «لا تسأل عمّا لم يكن؛ فإنّي سمعت عمر بن الخطاب يلعن من سأل عمّا لم يكن»[2].
وسأل رجل ابيّ بن كعب عن مسألة، قال: يا بني أكان الذي سألتني عنه؟ قال: لا. قال: أمّا لا، فأجّلني حتّى يكون[3].
وقرأ عمر يوماً القرآن، فانتهى إلى قوله تعالى: «فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا* وَ عِنَباً وَ قَضْباً* وَ زَيْتُوناً وَ نَخْلًا* وَ حَدائِقَ غُلْباً* وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا»[4]، فقال: كلّ هذا عرفناه فما الأبّ؟ ثمّ قال: هذا لعمر اللَّه هو التكلّف، فما عليك أن لا تدري ما الأبّ، اتّبعوا ما بيّن لكم هداه من الكتاب فاعملوا به، وما لم تعرفوه فكِلوه إلى ربّه[5].
وهكذا نلاحظ اتجاهاً لدى الصحابة إلى العزوف عن السؤال إلّافي حدود المشاكل المحدّدة الواقعة. وهذا الاتجاه هو الذي أدّى إلى ضآلة عدد النصوص التشريعية التي نقلوها عن الرسول صلى الله عليه و آله، وهو الذي أدّى بعد ذلك إلى الاحتياج إلىمصادر اخرى غير
[1] الغدير 6: 293
[2] المصدر السابق
[3] سنن الدارمي 1: 67- 68، الحديث 149
[4] عبس: 27- 31
[5] الإتقان في علوم القرآن 2: 4