جرى بعض الباحثين المحدثين على دراسة التشيّع بوصفه ظاهرة طارئة في المجتمع الإسلامي، والنظر إلى القطّاع الشيعي في جسم الامّة الإسلاميّة بوصفه قطّاعاً تكوّن على مرّ الزمن، نتيجةً لأحداث وتطوّرات اجتماعية معيّنة أدّت إلى تكوين فكري ومذهبي خاصّ بجزءٍ من ذلك الجسم الكبير، ثمّ اتّسع الجزء بالتدريج.

وهؤلاء الباحثون بعد أن يفترضوا ذلك يختلفون في تلك الأحداث والتطوّرات التي أدّت إلى نشوء تلك الظاهرة وولادة ذلك الجزء.

فمنهم مَن يفترض أنّ «عبد اللَّه بن سبأ» ونشاطه السياسي المزعوم هو الأساس لذلك التكتّل الشيعي‏[1].

ومنهم مَن يردّ ظاهرة التشيّع إلى عهد خلافة الإمام عليّ (عليه الصلاة والسلام) وما هيّأه ذلك العهد من مقام سياسي واجتماعي على مسرح الأحداث‏[2].

ومنهم مَن يزعم أنّ ظهور الشيعة يكمن في أحداث متأخّرة عن ذلك في التسلسل التاريخي للمجتمع الإسلامي‏[3].

 

[1] منهم محمّد رشيد رضا في كتابه( السنّة والشيعة). راجع( عبد اللَّه بن سبأ) 1: 47

[2] راجع( تاريخ الإماميّة وأسلافهم من الشيعة): 35 وما بعدها

[3] راجع( تاريخ الإماميّة وأسلافهم من الشيعة): 35 وما بعدها