کتابخانه
376

جميع العناصر البسيطة. فليست صفات الراديوم، والرصاص، والآزوت، والاوكسجين، ذاتية للموادّ التي تتمثّل في تلك العناصر ما دام في الإمكان تبديلها البعض بالبعض.
د- وأخيراً، فنفس صفة المادّية أصبحت- على ضوء الحقائق السابقة- صفة عرضية أيضاً، فهي لا تعدو أن تكون لوناً من ألوان الطاقة وشكلًا من أشكالها، وليس هذا الشكل ذاتياً لها؛ لما سبق من أ نّها قد تستبدل هذا الشكل بشكل آخر، فتتحوّل المادّة إلى طاقة، ويتحوّل الكهرب إلى كهرباء.

النتيجة الفلسفية من ذلك:

وإذا أخذنا تلك النتائج العلمية بعين الاعتبار، وجب أن ندرسها درساً فلسفياً؛ لنعرف ما إذا كان في الإمكان أن نفترض المادّة هي السبب الأعلى (العلّة الفاعلية) للعالم أو لا. ولا تردّد في أنّ الجواب الفلسفي على هذا السؤال هو:
النفي بصورة قاطعة؛ ذلك لأنّ المادّة الأصيلة للعالم حقيقة واحدة عامّة في جميع مظاهره وكائناته، ولا يمكن للحقيقة الواحدة ان تختلف آثارها، وتتباين أفعالها.
فالتحليل العلمي للماء، والخشب، والتراب، وللحديد والآزوت، والرصاص، والراديوم، أدّى في نهاية المطاف إلى مادّة واحدة، نجدها في كلّ هذه العناصر وتلك المركّبات. فلا تختلف مادّة كلّ واحد من هذه الأشياء عن مادّة غيره، ولذلك يمكن تحويل مادّة شي‏ء إلى شي‏ء آخر.
فكيف يمكن أن نسند إلى تلك المادّة الأساسية التي نجدها في الأشياء جميعاً، تنوّع تلك الأشياء وحركاتها المختلفة؟! ولو أمكن هذا لكان معناه: أنّ الحقيقة الواحدة قد تتناقض ظواهرها، وتختلف أحكامها. وفي ذلك القضاء الحاسم على جميع العلوم الطبيعية بصورة عامّة؛ لأنّ هذه العلوم قائمة جميعاً على‏

375

وتقوم الفكرة في القنبلة الهيدروجينية على ضمّ نوى ذرّات خفيفة إلى بعضها؛ لتكون بعد اتّحادها نوى ذرّات أثقل منها، بحيث تكون كتلة النواة الجديدة أقلّ من كتلة المكوّنات الأصليّة. وهذا الفرق في الكتلة هو الذي يظهر في صورة طاقة. ومن أساليب ذلك دمج أربع ذرّات هيدروجين بتأثير الضغط والحرارة الشديدين، وإنتاج ذرّة من عنصر الهليوم مع طاقة، هي الفارق الوزني بين الذرّة الناتجة، والذرّات المندمجة، وهو كسر ضئيل جداً في حساب الوزن الذرّي.

نتائج الفيزياء الحديثة:

ويستنتج من الحقائق العلمية التي عرضناها عدّة امور:
أ- أنّ المادّة الأصيلة للعالم حقيقة واحدة مشتركة بين جميع كائناته وظواهره، وهذه الحقيقة المشتركة هي التي تظهر بمختلف الأشكال، وتتنوّع بشتّى التنوّعات.
ب- أنّ خواصّ المركّبات المادّية كلّها عرضية بالإضافة إلى المادّة الأصيلة. فالماء بما يملك من خاصّة السيلان ليس شيئاً ذاتياً للمادّة التي يتكوّن منها، وإنّما هو صفة عرضية؛ وذلك بدليل أ نّه مركّب- كما عرفنا سابقاً- من عنصرين بسيطين، وفي الإمكان إفراز هذين العنصرين عن الآخر، فيرجعان إلى حالتهما الغازية، وتزول صفة الماء تماماً. ومن الواضح: أنّ الصفات التي يمكن أن تزول عن الشي‏ء لا يمكن أن تكون ذاتية له.
ج- أنّ خواص العناصر البسيطة نفسها ليست ذاتية للمادّة أيضاً، فضلًا عن خصائص المركّبات. والبرهان العلمي على ذلك ما مرّ بنا: من إمكان تحوّل بعض العناصر إلى بعض، وبعض ذرّاتها إلى ذرّات اخرى، طبيعياً أو اصطناعياً، فإنّ هذا أمر يدلّ على أنّ خصائص العناصر إنّما هي صفات عرضية للمادّة المشتركة بين‏

374

إلّا طاقة متكاثفة، يمكن تحليلها وإرجاعها إلى حالتها الاولى. فهذه الطاقة هي الأصل العلمي للعالم في التحليل الحديث، وهي التي تظهر في أشكال مختلفة، وصور متعدّدة، صوتية، ومغناطيسية، وكهربائية، وكيمياوية، وميكانيكية.
وعلى هذا الضوء لم يعد الازدواج بين المادّة والإشعاع، بين الجُسيمات والموجات، أو بين ظهور الكهرب على صورة مادّة أحياناً، وظهوره على صورة كهرباء أحياناً اخرى، أقول: لم يعد هذا غريباً، بل أصبح مفهوماً بمقدار ما دامت كلّ هذه المظاهر صوراً لحقيقة واحدة، وهي الطاقة.
وقد أثبتت التجارب عملياً صحّة هذه النظريات؛ إذ أمكن للعلماء أن يحوّلوا المادّة إلى الطاقة، والطاقة إلى مادّة. فالمادّة تحوّلت إلى طاقة عن طريق التوحيد بين نواة ذرّة الهيدروجين ونواة ذرّة ليثيوم، فقد نتج عن ذلك نواتان من ذرّات الهليوم، وطاقة هي في الحقيقة الفارق بين الوزن الذرّي لنواتين من الهليوم، والوزن الذرّي لنواة هيدروجين ونواة ليثيوم.
والطاقة تحوّلت إلى المادّة عن طريق تحويل أشعّة (جاما)- وهي أشعّة لها طاقة وليس لها وزن- إلى دقائق مادّية من الألكترونات السالبة، والألكترونات الموجبة التي تتحوّل بدورها إلى طاقة إذا اصطدم الموجب منها بالسالب.
ويعتبر أعظم تفجير للمادّة توصّل إليه العلم هو: التفجير الذي يمكن للقنبلة الذرّية والهيدروجينية أن تحقّقه؛ إذ يتحوّل بسببهما جزء من المادّة إلى طاقة هائلة.
وتقوم الفكرة في القنبلة الذرّية على إمكان تحطيم نواة ذرّة ثقيلة، بحيث تنقسم إلى نواتين أو أكثر من عناصر أخفّ. وقد تحقّق ذلك بتحطيم النواة في بعض أقسام عنصر اليورانيوم الذي يطلق عليه اسم اليورانيوم 235، نتيجة لاصطدام النيوترون بها.

373

وقام (رذرفورد) بعد ذلك بأوّل محاولة لتحويل عنصر إلى عنصر آخر؛ وذلك أ نّه جعل نوى ذرّات الهليوم (دقائق الألفا) تصطدم بنوى ذرّات الآزوت، فتولّدت البروتونات، أي: نتجت ذرّة هيدروجين من ذرّة الآزوت، وتحوّلت ذرّة الآزوت إلى اوكسجين. وأكثر من هذا، فقد ثبت أنّ من الممكن أن تتحوّل بعض أجزاء الذرّة إلى جزء آخر، فيمكن لبروتون- أثناء عملية انقسام الذرّة- أن يتحوّل إلى نيوترون، وكذلك العكس.
وهكذا أصبح تبديل العناصر من العمليات الأساسية في العلم.
ولم يقف العلم عند هذا الحدّ، بل بدأ بمحاولة تبديل المادّة إلى طاقة خالصة، أي: نزع الصفة المادّية للعنصر بصورة نهائية، وذلك على ضوء جانب من النظرية النسبية ل (آينشتين)؛ إذ قرّر أنّ كتلة الجسم نسبية، وليست ثابتة، فهي تزيد بزيادة السرعة، كما تؤكّد التجارب التي أجراها علماء الفيزياء الذرّية على الألكترونات التي تتحرّك في مجال كهربائي قوي، ودقائق (بيتا) المنطلقة من نوايا الأجسام المشعّة. ولمّا كانت كتلة الجسم المتحرّك تزداد بزيادة حركته، وليست الحركة إلّامظهراً من مظاهر الطاقة، فالكتلة المتزايدة في الجسم هي- إذن- طاقته المتزايدة، فلم يعد في الكون عنصران متمايزان: أحدهما المادّة التي يمكن مسّها وتتمثّل لنا في كتلة. والآخر الطاقة التي لا يمكن أن تُرى، وليس لها كتلة، كما كان يعتقد العلماء سابقاً، بل اصبح العلم يعرّف أنّ الكتلة ليست إلّا طاقة مركّزة.
ويقول (آينشتين) في معادلته: إنّ الطاقة/ كتلة المادّة* مربّع سرعة الضوء (وسرعة الضوء تساوي (000/ 186) ميلًا في الثانية) كما أنّ الكتلة/ الطاقة ل مربّع سرعة الضوء.
وبذلك ثبت أنّ الذرّة بما فيها من بروتونات وألكترونات ليست في الحقيقة

372

الذرّية إلى اليورانيوم- وهو أثقل العناصر المستكشفة لحدّ الآن- فرقمه الذرّي/ (92)، بمعنى: أنّ نواته المركزية تشتمل على (92) وحدة من وحدات الشحنة الموجبة، ويحيط بها ما يماثل هذا العدد من الألكترونات، أي: من وحدات الشحنة السالبة.
وفي هذا التسلسل للأرقام الذرّية لا يبدو للنيوترونات الكامنة في النواة أدنى تأثير؛ لأنّها لا تحمل شحنة مطلقاً، وإنّما تؤثّر في الوزن الذرّي للعناصر؛ لأ نّها في وزنها مساوية للبروتونات. ولأجل ذلك كان الوزن الذرّي للهليوم- مثلًا- يعادل وزن أربع ذرّات من الهيدروجين، باعتبار اشتمال نواته على نيوترونين وبروتونين، في حال أنّ النواة الهيدروجينية لا تحتوي إلّاعلى بروتون واحد.
ومن الحقائق التي اتيح للعلم إثباتها هو: إمكان تبدّل العناصر بعضها ببعض، وعمليات التبدّل- هذه- بعضها يتمّ بصورة طبيعية، وبعضها يحصل بالوسائل العلمية.
فقد لوحظ أنّ عنصر اليورانيوم يولّد أنواعاً ثلاثة من الأشعّة، هي: أشعّة ألفا، وبيتا، وجاما. وقد وجد (رذرفورد)- حين فحص هذه الأنواع- أنّ أشعّة (ألفا) مكوّنة من دقائق صغيرة، عليها شحنات كهربائية سالبة، وقد ظهر نتيجة للفحص العلمي أنّ دقائق (الألفا) هي عبارة عن ذرّات هليوم، بمعنى: أنّ ذرّات هليوم تخرج من ذرّات الراديوم، أو بتعبير آخر: أنّ عنصر هليوم يتولّد من عنصر الراديوم.
كما أنّ عنصر اليورانيوم بعد أن شعّ ألفا، وبيتا، وجاما، يتحوّل تدريجياً إلى عنصر آخر، وهو عنصر الراديوم. والراديوم أخفّ في وزنه الذرّي من اليورانيوم، وهو بدوره يمرّ بعدّة تحوّلات عنصرية حتّى ينتهي إلى عنصر الرصاص.

371

المليمتر الواحد من المادّة يحتوي على ملايين من تلك الذرّات. والذرّة عبارة عن الجزء الدقيق من العنصر الذي تزول بانقسامه خصائص ذلك العنصر البسيط.
والذرّات تحتوي على نواة مركزية لها، وعلى كهارب تدور حول النواة بسرعة هائلة، وهذه الكهارب هي الألكترونات. والألكترون هو وحدة الشحنة السالبة. كما أنّ النواة تحتوي على بروتونات ونيوترونات. فالبروتونات هي الدقائق الصغيرة. وكلّ وحدة من وحداتها تحمل شحنة موجبة، تساوي شحنة الألكترون السالبة. والنيوترونات دقائق اخرى تحتويها النواة، وليس عليها أيّ شحنة كهربائية.
وقد لوحظ على ضوء الاختلاف الواضح بين طول موجات الأشعّة التي تنتج عن قذف العناصر الكيماوية بقذائف من الألكترونات، أنّ هذا الاختلاف بين العناصر إنّما حصل بسبب اختلافها في عدد الألكترونات التي تحتويها ذرّات هذه العناصر. واختلافها في عدد الألكترونات يقتضي تفاوتها في مقدار الشحنة الموجبة في النواة أيضاً؛ لأنّ الذرّة متعادلة في شحناتها كهربائياً، فالشحنة الموجبة فيها بمقدار السالبة. ولمّا كانت زيادة عدد الألكترونات في بعض العناصر على بعض يعني زيادة وحدات الشحنة السالبة فيها، فيجب أن تكون نواتها محتوية على شحنة موجبة معادلة.
وعلى هذا الأساس اعطيت الأرقام المتصاعدة للعناصر. فالهيدروجين/ (1) بحسب رقمه الذرّي. فهو يحتوى في نواته على شحنة واحدة موجبة، يحملها بروتون واحد، ويحيط بها ألكترون واحد ذو شحنة سالبة. والهليوم أرقى منه في الجدول الذرّي للعناصر؛ لأنّه/ (2)، باعتباره يحتوي في نواته على ضعف الشحنة الموجبة المرتكزة في نواة الهيدروجين، أي: على بروتونين ويحيط بنواتها ألكترونان. ويأخذ الليثيوم الرقم الثالث. وهكذا تتصاعد الأرقام‏

370

الجسم مركّب من أجزاء صغيرة، يتخلّل بينها فراغ، وأطلق على تلك الأجزاء اسم الذرّة، أو الجزء الذي لا يتجزّأ. والنظرية الاتّصالية هي النظرية الغالبة التي أخذ بها أرسطو ورجال مدرسته. والجسم في زعم هذه النظرية ليس محتوياً على ذرّات، ومركّباً من وحدات صغيرة، بل هو شي‏ء واحد متماسك يمكننا أن نقسّمه فنخلق منه أجزاء منفصلة بالتقسيم، لا أ نّه يشتمل سلفاً على أجزاء كهذه‏[1].

وقد جاء بعد ذلك دور الفيزياء الحديثة، فدرست الفكرتين درساً علمياً على ضوء اكتشافاتها في عالم الذرّة. فأقرّت الفكرتين بصورة أساسية: فكرة العناصر البسيطة، وفكرة الذرّات، وكشفت في مجال كلّ منهما عن حقائق جديدة لم يكن من الممكن التوصّل إليها سابقاً.

ففيما يخصّ الفكرة الاولى استكشفت الفيزياء ما يقارب مئة من العناصر البسيطة التي تتكوّن منها المادّة الأساسية للكون والطبيعة بصورة عامّة. فالعالم وإن بدا لأوّل مرّة مجموعة هائلة من الحقائق والأنواع المختلفة، ولكن هذا الحشد الهائل المتنوّع يرجع في التحليل العلمي إلى تلك العناصر المحدودة.

والأجسام- بناءً على هذا- قسمان: أحدهما جسم بسيط، وهو الذي يتكوّن من أحد تلك العناصر، كالذهب، والنحاس، والحديد، والرصاص، والزئبق. والآخر هو الجسم المركّب من عنصرين أو عدّة عناصر بسيطة، كالماء المركّب من ذرّة اوكسجين وذرّتين من الهيدروجين، أو الخشب المركّب في الغالب من الاوكسجين والكربون والهيدروجين.

وفيما يخصّ الفكرة الثانية برهنت الفيزياء الحديثة علمياً على النظرية الانفصالية، وأنّ العناصر البسيطة مؤلّفة من ذرّات صغيرة ودقيقة إلى حدّ أن‏

 

[1] تاريخ العلوم عند العرب: 73

369

المادّة على ضوء الفيزياء

في المادّة فكرتان علميتان، تناولهما العلماء بالبحث والدرس منذ آلاف السنين:

إحداهما أنّ جميع الموادّ المعروفة في دنيا الطبيعة إنّما تتركّب من عدّة موادّ بسيطة محدودة، تُسمّى بالعناصر، والاخرى أنّ المادّة تتكوّن من دقائق صغيرة جدّاً، تُسمّى الذرّات.

أمّا الفكرة الاولى فقد أخذ بها الإغريق بصورة عامّة، وكان الرأي السائد هو اعتبار الماء، والهواء، والتراب، والنار، عناصر بسيطة، وإرجاع جميع المركّبات إليها، بصفتها الموادّ الأوّلية في الطبيعة. وحاول بعض علماء العرب‏[1] بعد ذلك أن يضيفوا إلى هذه العناصر الأربعة ثلاثة عناصر اخرى، هي: الكبريت، والزئبق، والملح. وقد كانت خصائص العناصر البسيطة- في رأي الأقدمين‏[2]– حدوداً فاصلة بينها، فلا يمكن أن يتحوّل عنصر بسيط إلى عنصر بسيط آخر.

وأمّا الفكرة الثانية (فكرة ائتلاف الأجسام من ذرّات صغيرة) فكانت موضوع صراع بين نظريتين: النظرية الانفصالية، والنظرية الاتّصالية. فالنظرية الانفصالية هي النظرية الذرّية للفيلسوف الإغريقي (ديمقريطس)[3]، القائلة: إن‏

 

[1] تاريخ العلوم عند العرب، عمر فرّوخ: 216

[2] المصدر السابق: 70

[3] انظر تفصيل النظريّة في قصّة الفلسفة اليونانيّة: 48- 53، الفصل السادس، المذهب الذرّي. وتاريخ العلوم عند العرب: 71 و 101

368

الخاصّة. فالمفارقة بين المادّة والفاعل في الكرسي، (أو في التعبير الفلسفي: بين العلّة المادّية والعلّة الفاعلية)، واضحة كلّ الوضوح.
وهدفنا الرئيسي من المسألة: أن نتبيّن نفس المفارقة في نفس العالم، بين مادّته الأساسية (العلّة المادّية) والفاعل الحقيقي (العلّة الفاعلية). فهل فاعل هذا العالم وصانعه شي‏ء آخر خارج عن حدود المادّة ومغاير لها، كما أنّ صانع الكرسي مغاير لمادّته الخشبية؟ أو إنّه نفس المادّة التي تتركّب منها كائنات العالم؟
وهذه هي المسألة التي تُقرّر المرحلة الأخيرة من مراحل النزاع الفلسفي بين الإلهية والمادّية. وليس الديالكتيك إلّاإحدى المحاولات الفاشلة التي قامت بها المادّية للتوحيد بين العلّة الفاعلية، والعلّة المادّية للعالم، طبقاً لقوانين التناقض الديالكتيكية.
والتزاماً بطريقة الكتاب سوف نبحث المسألة بدراسة المادّة دراسة فلسفية على ضوء المقرّرات العلمية، والقواعد الفلسفية، متحاشين العمق الفلسفي في البحث، والتفصيل في العرض.