فهرست

44

الأوّل والمجاهد الأوّل في سبيلها عبر كفاحها المرير ضدّ كلّ أعدائها، وعمق وجوده في حياة القائد الرسول صلى الله عليه و آله، وأ نّه ربيبه الذي فتح عينيه في حجره ونشأ في كنفه وتهيّأت له من فرص التفاعل معه والاندماج بخطّه ما لم يتوفّر لأيّ إنسانٍ آخر.

والشواهد من حياة النبي صلى الله عليه و آله والإمام عليه السلام على أنّ النبي صلى الله عليه و آله كان يعدّ الإمام عليه السلام إعداداً رساليّاً خاصّاً كثيرة جدّاً، فقد كان النبي صلى الله عليه و آله يخصّه بكثير من مفاهيم الدعوة وحقائقها، ويبدؤه بالعطاء الفكري والتثقيف، إذا استنفد الإمام أسئلته‏[1]. ويختلي به الساعات الطوال في الليل والنهار، يفتح عينيه على مفاهيم الرسالة ومشاكل الطريق ومناهج العمل إلى آخر يوم من حياته الشريفة.

روى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي إسحاق: «سألت قثم بن العباس كيف ورث عليّ عليه السلام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله [دونكم‏][2]؟ قال: لأنّه كان أوّلنا به لحوقاً وأشدّنا به لزوقاً»[3].

وفي حلية الأولياء عن ابن عباس أ نّه يقول: «كنّا نتحدّث أنّ النبي صلى الله عليه و آله عهد إلى عليّ عليه السلام سبعين عهداً لم يعهد إلى غيره»[4].

وروى النسائي عن ابن عباس عن الإمام عليّ عليه السلام أ نّه يقول: «كانت لي منزلة من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لم تكن لأحد من الخلائق … كنت أدخل على نبيّ اللَّه كل‏

 

[1] السنن الكبرى( النسائي) 5: 142، الحديث 8504 و 8505 و 8506. الصواعق المحرقة: 189، الحديث 11

[2] أثبتناها من المصدر

[3] المستدرك على الصحيحين 3: 125

[4] حلية الأولياء 1: 68