به امّ سلمة إنّ‏أقرب الناس عهداً برسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّ عليه السلام. قالت: لمّا كانت غداة قبض رسول‏اللَّه فأرسل إليه رسول اللَّه وأظنه كان بعثه في حاجة فجعل يقول: جاء عليّ عليه السلام؟ ثلاث مرّات، فجاء قبل طلوع الشمس، فلمّا أن جاء عرفنا أنّ له إليه حاجة، فخرجنا من البيت، وكنّا عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يومئذٍ في بيت عائشة، وكنت في آخرمَن خرج من البيت، ثمّ جلست وراء الباب، فكنت أدناهم إلى الباب، فأكبّ عليه‏عليّ عليه السلام، فكان آخر الناس به عهداً فجعل يسارّه ويناجيه»[1].

وقال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته القاصعة الشهيرة وهو يصف ارتباطه الفريد بالرسول القائد وعناية النبي صلى الله عليه و آله بإعداده وتربيته: «وقد علمتم موضعي من‏رسول اللَّه بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا ولد، يضمّني إلى صدره ويكنفني في فراشه ويمسّني جسده ويشمّني عرفه، وكان يمضغ الشي‏ء ثمّ يلقمنيه، وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل … ولقد كنت أتبعه اتّباع الفصيل أثَر امّه، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علماً ويأمرني بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذٍ في الإسلام غير رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة وأشمّ ريح النبوة»[2]

 

[1] خصائص أمير المؤمنين: 130، وراجع السنن الكبرى 5: 154

[2] نهج البلاغة: 300، الخطبة( 192) القاصعة