[الموقف الإيجابي المتمثّل في نظام الشورى‏]

الطريق الثاني: أن يخطّط الرسول القائد صلى الله عليه و آله لمستقبل الدعوة بعد وفاته ويتّخذ موقفاً إيجابياً، فيجعل القيمومة على الدعوة وقيادة التجربة للُامّة ممثّلةً على أساس نظام الشورى في جيلها العقائدي الأوّل، الذي يضمّ مجموع المهاجرين والأنصار، فهذا الجيل الممثّل للُامّة هو الذي سيكون قاعدة للحكم ومحوراً لقيادة الدعوة في خطّ نموّها.
وهنا يلاحظ أنّ طبيعة الأشياء والوضع العام الثابت عن الرسول صلى الله عليه و آله والدعوة والدعاة يرفض هذه الفرضية، وينفي أن يكون النبي قد انتهج هذا الطريق واتّجه إلى ربط قيادة الدعوة بعده مباشرة بالامّة، ممثّلة في جيلها الطليعي من المهاجرين والأنصار على أساس نظام الشورى.