جذور الجاهلية ورواسبها.
وقد خطا القائد الأعظم صلى الله عليه و آله بعمليّة التغيير خطوات مدهشة في برهة قصيرة، وكان على عمليّة التغيير أن تواصل طريقها الطويل حتّى بعد وفاة النبي صلى الله عليه و آله الذي أدرك منذ فترة قبل وفاته أنّ أجله قد دنا، وأعلن ذلك بوضوح في «حجّة الوداع»[1] ولم يفاجئه الموت مفاجئة.
وهذا يعني أ نّه كان يملك فرصة كافية للتفكير في مستقبل الدعوة بعده، حتّى إذا لم نُدخل في الموقف عامل الاتصال الغيبي والرعاية الإلهية المباشرة للرسالة عن طريق الوحي. وفي هذا الضوء يمكننا أن نلاحظ أنّ النبي صلى الله عليه و آله كانأمامه ثلاث طرق بالإمكان انتهاجها تجاه مستقبل الدعوة:
[1] صحيح مسلم 4: 1874، ومختصر تاريخ ابن عساكر 18: 32