وتقريب الاستدلال يتّضح من بعض البيانات السابقة. غير أنّ الرواية ليست تامّةً سنداً بعبداللَّه بن الحسن العلوي.
وقد أفاد السيد الاستاذ- دام ظلّه- في مقام تبعيد القول بالنجاسة: أنّ ممّا يبعد القول بالنجاسة كون العقرب ليس لها نفس، وقد ثبت أنّ ميتة ما لا نفس له لا يكون محكوماً عليه بالنجاسة[1].
وهذا غريب؛ لأنّ ما دلّ على طهارة ميتة ما لا نفس له إنّما ينفي النجاسة من ناحية الموت، ولا نظر فيه إلى نفي النجاسة الذاتية للحيوان بما هو!
إن قيل: إنّ قوله في رواية حفص بن غياث: «لا يفسد الماء إلّاما كانت له نفس سائلة»[2] يشمل بإطلاقه العقرب حال حياتها أيضاً، فيدلّ على طهارتها الذاتية.
قلنا: إنّ الكلام المذكور في مقام نفي النجاسة التي كانت محتملةً في نفسها، ومن الواضح أنّ ما ليس له نفس سائلة لم يكن يحتمل نجاسته الذاتية بهذا العنوان، وإنّما يحتمل نجاسته بالموت، فينصرف النفي إلى ذلك، ولهذا لا يتوهّم شمول الإثبات في عقد المستثنى للحيوانات الحيّة ذات النفس السائلة.
الجهة الرابعة: في الوزغ، وقد تقدّم ما يمكن أن يستدلّ به على النجاسة فيه، وهو رواية الغنوي، ومعتبرة معاوية بن عمار، ومضى الكلام عنها.
وممّا يمكن أن يستدلّ به على طهارة الوزغ: رواية عليّ بن جعفر، عن
[1] التنقيح 2: 158.
[2] وسائل الشيعة 1: 241، الباب 10 من أبواب الأسآر، الحديث 2.