يستوعب احتمالات وجود (جَ، دَ، هَ)، وهي ثمانية احتمالات، سبعة منها تتضمّن نفي وجود (ت). وهذا العلم يثبت بقيمة احتمالية كبيرة وجود (أ).
وكلا هذين العلمين يوجد ما يناظره في الحالة السابقة، وكما كنّا نحدّد درجة التنمية في الحالة السابقة على أساس الضرب، كذلك لا بدّ هنا لتحديدها من الضرب، ولكن تتميّز الحالة الثانية بعلم إجمالي ثالث، وهو الذي يستوعب احتمالات السببيّة. ولكي يصلح أن يفسّر وجود (ب) على أساس (ت) لا يكفي أن نفترض وجود (ت) بعناصره الثلاث، بل لا بدّ من افتراض سببيّة (جَ) ل (ج)، و (هَ) ل (ه)، و (دَ) ل (د). والعلم الإجمالي الثالث هو: الذي يشمل هذا الافتراض المحتمل مع بدائله المحتملة، ويتكوّن من مجموع ثمانية احتمالات، سبعة منها تتضمّن أنّ ماهيّة (ت) ليست سبباً لماهيّة (ب)، وتستلزم بالتالي أن يكون (أ) موجوداً، إذ ما دام (ت) ليس سبباً ل (ب) و (ب) موجود فلا بدّ أن يكون (أ) موجوداً.
فكما أنّ العلم الإجمالي الثاني يثبت بقيمة احتمالية كبيرة وجود (أ)، كذلك هذا العلم الثالث، غير أنّ ذاك العلم يثبت وجود (أ) عن طريق تخفيض قيمة احتمال وجود (ت)، وهذا العلم يثبت وجود (أ) عن طريق تخفيض قيمة احتمال سببيّة ماهيّة (ت) لماهيّة (ب). والفارق الأساس بين العلمين: أنّ القيمة التي يحدّدها العلم الإجمالي الثاني ليست حاكمة على القيمة التي كان العلم الإجمالي القبلي يحدّدها، ولهذا كنّا بحاجة إلى ضرب أحد العلمين بالآخر، وأمّا القيمة التي يحدّدها العلم الإجمالي الثالث فهي حاكمة على قيم العلم الإجمالي القبلي، تطبيقاً لبديهية الحكومة؛ لأنّ المعلوم بالعلم الإجمالي القبلي وجود مصداق لماهيّةٍ بينها وبين ماهيّة (ب) علاقة السببيّة، والعلم الإجمالي الثالث ينفي- بدرجة كبيرة من الاحتمال- أن يكون بين ماهية (ت) وماهية (ب) علاقة السببيّة، وبهذا ينفي أن