درس العناصر المشتركة، وحقّقوا تقدّماً في هذا المجال على يد الروّاد النوابغ من فقهائنا، من قبيل الحسن بن عليّ بن أبي عقيل[1]، ومحمد بن أحمد ابن الجنيد الإسكافي[2] في القرن الرابع.
ودخل علم الاصول بسرعةٍ دور التصنيف والتأليف، فأ لّف الشيخ محمد بن محمد بن النعمان الملقّب بالمفيد- المتوفّى سنة 413 ه- كتاباً في الاصول[3]، واصل فيه الخطّ الفكري الذي سار عليه ابن أبي عقيل وابن الجنيد قبله، ونَقَدهما في جملةٍ من آرائهما.
وجاء بعده تلميذه السيّد المرتضى[4]– المتوفّى سنة 436 ه- فواصل تنمية الخطّ الاصولي، وأفرد لعلم الاصول كتاباً موسّعاً نسبياً سمّاه «الذريعة»، وذكر في مقدّمته[5]: أنّ هذا الكتاب منقطع النظير في إحاطته بالاتّجاهات الاصولية التي تميِّز الإمامية باستيعابٍ وشمول.
ولم يكن السيّد المرتضى هو الوحيد من تلامذة المفيد الذين واصلوا تنمية هذا العلم الجديد والتصنيف فيه، بل صنَّف فيه أيضاً عدد آخر من تلامذة المفيد، منهم سلّار بن عبد العزيز الديلمي- المتوفّى سنة 436 ه- إذ كتب كتاباً باسم «التقريب في اصول الفقه»[6].
[1] راجع أعيان الشيعة 5: 157- 159
[2] تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام: 312
[3] نقل ذلك الخونساري في روضات الجنات 6: 154
[4] تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام: 312- 313
[5] الذريعة الى اصول الشريعة 1: 5 مع اختلافٍ في اللفظ
[6] راجع أعيان الشيعة 7: 170