قد يكتفي بالإطلاق وذكر الكلمة بدون قيدٍ- كما شرحناه آنفاً- فيقول: «أكرم الجار»، وقد يريد مزيداً من التأكيد على العموم والشمول فيأتي بأداةٍ خاصّةٍ للدلالة على ذلك فيقول في المثال المتقدم مثلًا: «أكرم كلّ جار»، فيفهم السامع من ذلك مزيداً من التأكيد على العموم والشمول، ولهذا تعتبر كلمة «كلّ» من أدوات العموم؛ لأنّها موضوعة في اللغة لذلك، ويسمّى اللفظ الذي دلّت الأداة على عمومه «عامّاً، ويعبّر عنه ب «مدخول الأداة»؛ لأنّ أداة العموم دخلت عليه وعمّمته.
ونستلخص من ذلك: أنّ التدليل على العموم يتمّ بإحدى طريقتين:
الاولى سلبية، وهي الإطلاق، أي ذكر الكلمة بدون قيد.
والثانية إيجابية، وهي استعمال أداةٍ للعموم نحو «كلّ» و «جميع» و «كافّة»، وما إليها من ألفاظ.
وقد اختلف الاصوليون في صيغة الجمع المعرَّف باللام من قبيل:
«الفقهاء»، «العلماء»، «الجيران»، «العقود».
فقال بعضهم[1]: إِنّ هذه الصيغة نفسها من أدوات العموم أيضاً، مثل كلمة «كلّ»، فأيّ جمعٍ من قبيل «فقهاء» أو «علماء» أو «جيران» اذا أراد المتكلّم إثبات الحكم لجميع أفراده والتدليل على عمومه بطريقةٍ إيجابيةٍ أدخل عليه اللام، فيجعله جمعاً معرَّفاً باللام ويقول: «احترم الفقهاء» أو «أكرم الجيران» أو «أَوْفُوا بِالْعُقُودِ»[2].
وبعض الاصوليّين[3] يذهب الى أنّ صيغة الجمع المعرَّف باللام ليست من
[1] كالفاضل التوني في الوافية: 113، والمحقّق النائيني في فوائد الاصول 2: 516
[2] المائدة: 1
[3] كالمحقّق الخراساني في الكفاية: 255، وراجع للتفصيل الفصول الغرويّة: 169