الأمثلة التوضيحيّة لجملة من المطالب المندرجة فيه.
ومن المميّزات المهمّة لهذا الكتاب أيضاً اشتماله على فصل مهمّ جدّاً في دراسة وتحليل تأريخ علم الاصول لم يسبقه في ذلك غيره، وقد حذفه السيّد الشهيد رحمه الله في كتاب الحلقات حرصاً منه على الاحتفاظ بالطابع العلمي والدراسي للكتاب بالنحو المقبول في أوساط الحوزة العلميّة.
ولعلّه بهذه المميّزات وغيرها بقي الكتاب- بصورته السابقة- أكثر تناسباً وائتلافاً مع حاجة الأوساط العلميّة في الجامعات والمعاهد العلميّة غير الحوزويّة، بالإضافة إلى قيمته التأريخيّة المعبّرة عن النشاط العلمي للمؤلّف في ذلك العهد.
2- «غاية الفكر» وهو كتاب علمي تخصّصي رفيع المستوى في علم الاصول، رتّبه المؤلّف قدس سره في عشرة أجزاء- كما جاء في مقدّمة الكتاب- ولم يطبع منه سوى هذا الجزء الذي هو الجزء الخامس منه، ولا يعرف مصير باقي الأجزاء، لذا فلم نستطع استخراج ما ورد في هذا الجزء من إحالاتٍ أو إرجاعات؛ لعدم توفّر تلك الأجزاء.
وهذا الكتاب على صغر حجمه يعبّر عن مستوى العمق الفكري الذي كان يتمتّع به الإمام الشهيد الصدر قدس سره وهو في ريعان الشباب، فقد طبع هذا الجزء من الكتاب في سنة 1374 الهجريّة، وصرّح المؤلّف في مقدّمته بأ نّه بدأ بتأليف الكتاب قبل ثلاث سنوات تقريباً، وهو يساوي سنة 1371 الهجريّة، وبمقارنة هذا التأريخ مع تأريخ ولادته (1353 ه) يعرف أنّ عمره الشريف عند شروعه بتأليف هذا الكتاب لم يكن يتجاوز ثماني عشرة سنة، ولا شكّ أنّ صدور مثل هذا الكتاب المشتمل على أعقد المطالب العلميّة الرفيعة في مجال هذا العلم على يد شابّ مراهق في مثل هذا العمر يعتبر رقماً قياسيّاً بين العلماء والمجتهدين في العصر الأخير.
ولا يخفى أنّ هذا الكتاب- رغم أ نّه خالف المشهور في جملة من الآراء والنظريّات العلميّة- قد جرى فيه المؤّلف قدس سره على مسايرة الأصحاب ومجاراتهم في