کتابخانه
181

(19) حج التمتّع- كما عرفنا- مركّب من عبادتين: تسمّى اولاهما بالعمرة، والثانية بالحجّ، وقد يطلق حجّ التمتّع على الجزء الثاني منهما.
وهو بكلا جزأيه- العمرة والحجّ- عبادة لا تقع صحيحةً ما لم يتوفّر فيها أمران:
الأول: القصد إلى عنوانها منذ البدء فيها، بمعنى أنّ المكلّف يجب عليه حين يبدأ بأوّل أعمال عمرة التمتّع (وهو الإحرام) أن يقصد بشروعه في تلك الأعمال أداء فريضة حجّ التمتّع بالبدء بعمرته، فإذا بدأ بالأعمال وأحرم من دون أن يقصد أداء فريضة حجّ التمتّع بطل عمله.
الثاني: أن يقصد التقرّب إلى اللَّه تعالى بأداء فريضة الحجّ والإتيان بأعماله.

180

178

179
موجز أحكام الحجّ‏
2

                        حجّ التمتّع‏

واجبات العمرة.
واجبات الحجّ.
177

صحيحة كما تقدم، ولا تتوقّف صحة حجّ الإفراد على ذلك.
ثانياً: يكون الإحرام لحجّ التمتّع بمكّة، وأمّا الإحرام لحجّ الإفراد فيكون من أحد المواقيت التي يحرم منها لعمرة التمتّع، وقد أشرنا إليها سابقاً ويأتي تفصيلها.
ثالثاً: يجب النحر أو الذبح في حجّ التمتّع كما مرّ بنا، ولا يعتبر شي‏ء من ذلك في حجّ الإفراد. نعم، إذا صحب المؤدِّي لحجّ الإفراد هدياً معه وقت الإحرام بأن أحضر شاةً- مثلًا- وأعدّها ليسوقها معه في حجّه وجب عليه أن يضحّي به يوم العيد، ويسمّى الحجّ حينئذٍ بحجِّ القِران حيث إنّ الحاجّ يقرن معه الهدي.
رابعاً: لا يجوز اختياراً تقديم الطواف والسعي على الوقوف بعرفات وبالمزدلفة (المشعر) في حجّ التمتّع، ويجوز ذلك في حجّ الإفراد. ولمّا كان حجّ التمتّع أفضل وهو الشكل الواجب على إخواننا المؤمنين غالباً فسوف نتحدّث عنه فيما يلي.

176

آخر، بينما لا يجوز أن تقع عمرة التمتّع وحجّة التمتّع إلّافي عامٍ واحدٍ مع تقديم العمرة على الحجّ؛ لأنّهما جزءان مترابطان.
(18) ما هو مجمل أعمال حجّة التمتّع؟ وما هي الفوارق بينها وبين حجّة الإفراد؟
تتلخّص أعمال حجّة التمتّع فيما يلي:
1- الإحرام.
2- الوقوف في عرفات.
3- الوقوف في المزدلفة.
4- رمي جمرة العقبة.
5- النحر أو الذبح.
6- الحلق أو التقصير.
7- الطواف.
8- صلاة الطواف.
9- السعي.
10- طواف النساء.
11- صلاة طواف النساء.
12- المبيت في مِنى.
13- رمي الجمار الثلاث في اليومين الحادي عشر والثاني عشر. وسيأتي تفصيل هذه الأعمال واحداً بعد الآخر.
وأمّا الفوارق بين حجّة التمتّع وحجّة الإفراد فتتمثّل فيما يأتي:
أولًا: أنّ حجّة التمتّع ترتبط صحتها بوقوع عمرة التمتّع قبلها ووقوعها

175

التمتّع إلّاطواف واحد.
ثانياً: أنّ عمرة التمتّع لا يخرج الإنسان عن الإحرام منها وقيوده الشرعية إلّا بالتقصير، بينما يخرج في العمرة المفردة عن إحرامها بالتقصير أو الحلق.
وسيأتي شرح معنى التقصير والحلق.
ثالثاً: أنّ الإحرام لعمرة التمتّع لا يجوز إلّامن أماكن معيّنةٍ تسمّى المواقيت، وسيأتي استعراضها. وأمّا العمرة المفردة فيجوز الإحرام لها من أدنى الحلِّ في حالة عدم المرور على تلك المواقيت، وأدنى الحلِّ يعني النقطة التي تنتهي فيها منطقة الحلّ وتبدأ منطقة الحرم.
رابعاً: أنّ عمرة التمتّع بوصفها جزءاً من حجّ التمتّع لا يمكن إنجازها بصورةٍ مستقلّة، ولهذا من أراد أن يعتمر عمرةً مستحبّةً بدون حجٍّ يتحتّم عليه أن يأتي بعمرةٍ مفردة، لا بعمرة التمتّع.
خامساً: أنّ عمرة التمتّع لا تقع إلّافي أشهر الحجّ، وهي: شوّال، وذو القعدة، وذو الحجّة، وتصحّ العمرة المفردة في جميع الشهور، وأفضلها للعمرة المفردة شهر رجب.
سادساً: أنّ الاستطاعة لمن كان يجب عليه حجّ التمتّع لا تكتمل إلّابأن تكون متوفّرةً بالنسبة إلى كلا جزءيه من عمرة التمتّع وحجّة التمتّع، فمن كان غير قادرٍ على أحدهما لا يجب عليه الآخر. وأمّا لمن كان يجب عليه حجّ الإفراد فلكلٍّ من الحجّ والعمرة استطاعته، فمتى استطاع أن يأتي بالاثنين وجب ذلك مقدِّماً للحجّ على العمرة على الأحوط، ومتى توفّرت الاستطاعة بالنسبة إلى أحدهما فقط وجب أن يؤدّيه.
وعلى هذا الأساس قد تقع العمرة المفردة في عامٍ وحجّ الإفراد في عام‏

174

وعلى خلاف ذلك حجّ الإفراد، فإنّه عبادة تعبِّر عن الحجّة فقط ولا تشتمل على عمرة، وإنّما تؤدّى العمرة كعبادةٍ اخرى مستقلّة، وتسمّى بالعمرة المفردة.
وبينما كان يجب إيقاع عمرة التمتّع قبل حجّة التمتّع يجب هنا على الأحوط إيقاع العمرة المفردة بعد حجّ الإفراد، ولا ترتبط صحة حجّة الإفراد بالعمرة، بينما ترتبط صحة حجّة التمتع بعمرة التمتّع فإنّهما يمثّلان عبادةً واحدة، فلو بطلت عمرة التمتّع ولم يعدها الحاجّ بطلت بالتالي حجّة التمتّع أيضاً.
(16) هل يجوز أن يؤدّى حجّ الإسلام بأيِّ واحدٍ من هذين الشكلين (حجّ التمتّع وحجّ الإفراد)؟
يجب على مَن كان يبعد عن مكّة المكرّمة أكثر من ستة عشر فرسخاً- أي ما يقارب تسعين كيلو متراً- أن يؤدّي حجّة الإسلام بحجّ التمتّع. ويجب على من كان أقرب من ذلك أن يؤدّي حجّة الإسلام بحجّ الإفراد، وأمّا من كان يريد أن يحجّ حجّاً مستحبّاً فله اختيار أيٍّ من الشكلين، سواء كان قريباً أو بعيداً، وحجّ التمتّع أفضل.
(17) ما هو مجمل أعمال عمرة التمتّع في حجّ التمتّع؟ وما هي فوارقها عن العمرة المفردة؟
تتلخّص أعمال عمرة التمتّع في: الإحرام، والطواف حول البيت «الكعبة»، وركعتَي الطواف، والسعي بين الصفا والمروة، والتقصير، على ما يأتي شرحه وتفصيله.
وتختلف العمرة المفردة عن عمرة التمتّع في الأحكام التالية:
أولًا: أنّ العمرة المفردة تشتمل على طوافٍ آخر حول البيت يسمّى بطواف النساء، ويعتبر آخر أعمال العمرة المفردة، ويأتي شرحه، بينما لا يجب في عمرة

173
                        أقسام الحجّ‏
 (15) تجب العمرة والحجّ إذا توفّرت الشروط المقرّرة سابقاً.
وتتلخّص أعمال العمرة: في الإحرام، والطواف حول البيت وركعتيه، والسعي بين الصفا والمروة، والتقصير.
وتتلخّص أعمال الحجّ (إذا أردنا أن نسردها بدون أخذ الترتيب بعين الاعتبار): في الإحرام، والطواف وركعتيه، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفات وبالمزدلفة، والذهاب إلى منى ورمي جمرة العقبة والذبح والحلق أو التقصير والمبيت في منى، ورمي الجمار، على ما يأتي تفصيل ذلك كلّه إن شاء اللَّه تعالى. غير أنّ طريقة أدائهما- العمرة والحجّ- تختلف باختلاف شكل الحجّ وانقسامه إلى حجّ التمتّع وحجّ الإفراد.
فحجّ التمتّع عبادة واحدة مركّبة من عمرةٍ وحجّة، وتكون العمرة قبل الحجّة، ويفصل بينهما فاصل زمني يتحلّل فيه الإنسان من إحرام العمرة ويتمتّع بما يحرم على المحرم ممارسته قبل أن يبدأ بالحجّة، ولأجل ذلك ناسب أن يطلق عليه اسم حجّ التمتّع. فالعمرة إذن جزء من حجّ التمتّع وتسمّى بعمرة التمتّع، والحجّة هي الجزء الثاني.