کتابخانه
203

[الخطوة الثالثة:] وهذا يعني أنّ كلّ عدد من أعداد تكرار الحادثة في (ن) من المرّات إذا كان أصغر من: (عدد المرّات* قيمة احتمال الحادثة- قيمة احتمال عدمها)، وهو ما سوف نطلق عليه اسم الحدّ، فليس هو العدد الذي يتمتّع بأكبر قيمة احتماليّة من أعداد تكرار الحادثة في (ن) من المرّات؛ لأنّ كونه أصغر من الحدّ يحقّق أنّ قيمته الاحتمالية أصغر من القيمة الاحتمالية للعدد الذي يزيد عليه بواحد.

فلا بدّ إذن أن لا يكون العدد الذي يتمتّع بأكبر قيمة احتمالية من أعداد تكرار الحادثة في (ن) أصغر من الحدّ، كما أ نّه يجب أن لا يكون أكبر من الحدّ بواحد؛ لأنّ الحدّ أكبر من أعلى قيم (و)[1]، والعدد المطلوب أكبر من أعلى قيم (و) بواحد، فلا بدّ أن لا تصل زيادته على الحدّ إلى الواحد وإلّا لكانت زيادته على أعلى قيم (و) أكثر من واحد[2].

______________________________

– وإذا أعطينا ل (و) قيمة 8 كان الواحد أكبر من ناتج ضرب الكسرين المتمثّلين على هذا التقدير كما يلي:

15- 8 12 7
-*-/-
8+ 1 12 9
وهذا يعني: أنّ قيمة احتمال (و+ 1) أصغر من قيمة احتمال (و) فقط. (المؤلّف قدس سره)

[1] نريد ب( و) أن نرمز إلى كلّ عدد يكون عدد التكرار الذي يزيد عليه بواحد أكبر قيمة منه.( المؤلّف قدس سره)

[2] يمكن الاستغناء عن هذا المقطع والاكتفاء بما عرفنا من أنّ( و) في هذه المعادلة:

د ر( و) د ر( و+ 1)/ 1+ ون- و* 1- هه لو ساوى الحدّ لتساوى البسط والمقام ولو كان أقلّ من-

9

ومن هنا كان في طليعة أعمال المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر إحياء تراثه العلمي والفكري بشكل يتناسب مع شأن هذا التراث القيّم.

وتدور هذه المهمّة الخطيرة- مع وجود الكمّ الكبير من التراث المطبوع للشهيد الصدر- في محورين:

أحدهما: ترجمته إلى ما تيسّر من اللغات الحيّة بدقّة وأمانة عاليتين.

والآخر: إعادة تحقيقه للتوصّل إلى النصّ الأصلي للمؤلّف منزّهاً من الأخطاء التي وقعت فيه بأنواعها من التصرّف والتلاعب والسقط … نتيجة كثرة الطبعات وعدم دقّة المتصدّين لها وأمانتهم، ثمّ طبعه من جديد بمواصفات راقية.

ونظراً إلى أنّ التركة الفكرية الزاخرة للسيّد الشهيد الصدر قدس سره شملت العلوم والاختصاصات المتنوّعة للمعارف الإسلاميّة وبمختلف المستويات الفكريّة، لذلك أوكل المؤتمر العالمي للشهيد الصدر مهمّة التحقيق فيها إلى لجنة علمية تحت إشراف علماء متخصّصين في شتّى فروع الفكر الإسلامي من تلامذته وغيرهم، وقد وُفّقت اللجنة في عرض هذا التراث بمستوى رفيع من الاتقان والأمانة العلميّة، ولخّصت منهجيّة عملها بالخطوات التالية:

1- مقابلة النسخ والطبعات المختلفة.

2- تصحيح الأخطاء السارية من الطبعات الاولى أو المستجدة في الطبعات اللاحقة، ومعالجة موارد السقط والتصرّف.

3- تقطيع النصوص وتقويمها دون أدنى تغيير في الاسلوب والمحتوى، أمّا الموارد النادرة التي تستدعي إضافة كلمة أو أكثر لاستقامة المعنى فيوضع المضاف بين معقوفتين.

4- تنظيم العناوين السابقة، وإضافة عناوين اخرى بين معقوفتين.

8

ويشقّ لها الطريق نحو نهضة فكرية إسلاميّة شاملة، وسط ركام هائل من التيّارات الفكرية المستوردة التي تنافست في الهيمنة على مصادر القرار الفكري والثقافي في المجتمعات الإسلاميّة، وتزاحمت للسيطرة على عقول مفكّريها وقلوب أبنائها المثقّفين.
لقد استطاع الإمام الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر قدس سره بكفاءةٍ عديمة النظير أن ينازل بفكره الإسلامي البديع عمالقة الحضارة الماديّة الحديثة ونوابغها الفكريّين، وأن يكشف للعقول المتحرّرة عن قيود التبعيّة الفكريّة والتقليد الأعمى زيف الفكر الإلحادي، وخواء الحضارة الماديّة في اسسها العقائديّة ودعائمها النظريّة، وأن يثبت فاعليّة الفكر الإسلامي وقدرته العديمة النظير على حلّ مشاكل المجتمع الإنساني المعاصر، والاضطلاع بمهمّة إدارة الحياة الجديدة بما يضمن للبشريّة السعادة والعدل والخير والرفاه.
ثم إنّ الإبداع الفكري الذي حقّقته مدرسة الإمام الشهيد الصدر لم ينحصر في إطار معيّن، فقد طال الفكر الإسلامي في مجاله العام، وفي مجالاته الاختصاصيّة الحديثة كالاقتصاد الإسلامي والفلسفة المقارنة والمنطق الجديد، وشمل الفكر الإسلامي الكلاسيكي أيضاً، كالفقه والاصول والفلسفة والمنطق والكلام والتفسير والتاريخ، فأحدث في كل فرع من هذه الفروع ثورةً فكريّة نقلت البحث العلمي فيه إلى مرحلة جديدة متميّزة سواء في المنهج أو المضمون.
ورغم مضيّ عقدين على استشهاد الإمام الصدر، ما زالت مراكز العلم ومعاهد البحث والتحقيق تستلهم فكره وعلمه، وما زالت الساحة الفكريّة تشعر بأمسّ الحاجة إلى آثاره العلميّة وإبداعاته في مختلف مجالات البحث والتحقيق العلمي.

7

كلمة المؤتمر:

بسم الله الرحمن الرحيم‏

الحمد للَّه‏رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
منذ منتصف القرن العشرين، وبعد ليل طويل نشر أجنحته السوداء على سماء الامة الإسلامية لعدة قرون، فلفّها في ظلام حالك من التخلّف والانحطاط والجمود بدأت بشائر الحياة الجديدة تلوح في افق الامّة، وانطلق الكيان الإسلامي العملاق- الذي بات يرزح تحت قيود المستكبرين والظالمين مدى قرون- يستعيد قواه حتى انتصب حيّاً فاعلًا قويّاً شامخاً بانتصار الثورة الإسلاميّة في إيران تحت قيادة الإمام الخميني قدس سره يقضّ مضاجع المستكبرين، ويبدّد أحلام الطامعين والمستعمرين.
ولئن أضحت الامّة الإسلاميّة مدينة في حياتها الجديدة على مستوى التطبيق للإمام الخميني قدس سره فهي بدون شك مدينة في حياتها الجديدة على المستوى الفكري والنظري للإمام الشهيد الصدر قدس سره، فقد كان المنظّر الرائد بلا منازع للنهضة الجديدة؛ إذ استطاع من خلال كتاباته وأفكاره التي تميّزت بالجدة والإبداع من جهة، والعمق والشمول من جهة اخرى، أن يمهّد السبيل للُامّة

6

5

4

3

2