کتابخانه
325

الزيارة الجامعة لأئمّة البقيع عليهم السلام‏

«السلامُ على أولياءِ اللَّه وأصفيائه، السلامُ على امناءِ اللَّه وأحبّائه، السلامُ على أنصارِ اللَّهِ وخلفائهِ، السلامُ على مَحالِّ معرفةِ اللَّه، السلامُ على مساكنِ ذكرِ اللَّه، السلامُ على مُظهِري أمرِ اللَّهِ ونهيهِ، السلامُ على الدعاةِ إلى اللَّه، السلامُ على المستقِرِّين في مرضاةِ اللَّهِ، السلامُ على المخلِصينَ في طاعةِ اللَّهِ، السلامُ على الأدلّاءِ على اللَّهِ، السلامُ على الذينَ مَنْ والاهُمْ فقد والى اللَّه، ومن عاداهم فقد عادى اللَّه، ومن عرفهم فقد عرف اللَّه، ومن جهلهم فقد جهل اللَّه، ومن اعتصم بهم فقد اعتصم باللَّه، ومن تخلّى منهم فقد تخلّى من اللَّه، اشهِدُ اللَّهَ أ نّي سِلمٌ لمن سالمكم وحربٌ لمن حاربكم، مؤمن بسِرِّكم وعلانيتكم، مفوِّض في ذلك كلّهِ إليكم. لعنَ اللَّه عدوَّ آلِ محمّدٍ من الجنِّ والإنس من الأوّلينَ والآخِرينَ، وأبرأُ إلى اللَّهِ منهم، وصلّى اللَّه على محمّدٍ وآله الطاهرين»[1].

تمّ موجز أحكام الحجّ، والحمد للَّه‏ربّ العالمين.

 

[1] البلد الأمين: 417- 418

324

قطعَ رسولَ اللَّهِ؛ لأنَّكِ بضعةٌ منه وروحُهُ التي بين جنبيه كما قال صلى الله عليه و آله، اشهِدُ اللَّهَ وَرُسلَه وملائكتَه أ نّي راضٍ عمّن رضِيتِ عنهُ، ساخطٌ على مَن سخطتِ عليهِ مُتَبَرِّئٌ ممَّن تبرّأتِ منهُ، موالٍ لمن واليتِ، معادٍ لمن عاديتِ، مُبغِضٌ لمن أبغضتِ، محبٌّ لمن أحببْتِ، وكفى باللَّه شهيداً وحسيباً وجازياً ومُثيباً»[1].

ثمّ يصلّي الزائر على النبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة عليهم السلام.

 

[1] البلد الأمين: 394

323
زيارة الصدِّيقة فاطمة الزهراء عليها السلام‏

من المأثور أن تُزار الصدّيقة عليها السلام بما يلي:

«السلام عليكِ يا بنتَ رسول اللَّه، السلام عليكِ يا بنتَ نبيِّ اللَّه، السلام عليكِ يا بنتَ حبيبِ اللَّه، السلام عليكِ يا بنتَ خليل اللَّه، السلام عليكِ يا بنت صَفِيِّ اللَّه، السلام عليكِ يا بنتَ أمينِ اللَّه، السلام عليكِ يا بنتَ خيرِ خلقِ اللَّه، السلام عليكِ يا بنتَ أفضلِ أنبياء اللَّه ورُسُلِهِ وملائكته، السلام عليكِ يا بنتَ خيرِ البريّة، السلام عليكِ يا سيّدةَ نساءِ العالمين من الأوّلينَ والآخرين، السلام عليكِ يا زوجةَ وليّ اللَّه وخيرَ الخلق بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، السلام عليكِ يا امَّ الحسنِ والحسينِ سيِّدَي شبابِ أهلِ الجنّة، السلام عليكِ أ يَّتها الصدِّيقةُ الشهيدة، السلام عليكِ أ يَّتها الرضيّةُ المرضيّة، السلام عليكِ أ يَّتها الفاضلة الزكيّة، السلام عليكِ أ يَّتها الحوراءُ الإنسيّة، السلام عليكِ أ يَّتها التقيّةُ النقيّة، السلام عليكِ أ يَّتها المحدّثة العليمة، السلام عليكِ أ يَّتها المظلومةُ المغصوبة، السلام عليكِ أ يَّتها المضطَهَدَةُ المقهورة، السلام عليكِ يا فاطمةَ الزهراءِ بنتَ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ورحمة اللَّه وبركاته، صَلّى اللَّهُ عليكِ وعَلى روحِكَ وبَدَنِكَ، أشهدُ أ نّكِ مَضَيتِ على بَيِّنَةٍ من ربّكِ، وأنَّ مَنْ سَرَّكِ فَقَدْ سَرَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه و آله، ومَن جفاكِ فقد جفا رسول اللَّه، ومَن آذاكِ فقد آذى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ومَن وصلَكِ فقد وصلَ رسولَ اللَّه، ومَن قطعَكِ فقد

 

322

وإنّي أتيت نبيَّك مستغفراً تائباً من ذنوبي. إنّي أتوجّه بك إلى اللَّه ربِّي وربِّك ليغفرَ ذنوبي»[1].

وإذا فرغ من ذلك طلب من اللَّه تعالى قضاء حاجاته ودعا بما أحبَّ.

 

[1] وسائل الشيعة 14: 341- 342، الباب 6 من أبواب المزار وما يناسبه، الحديث الأوّل

321
زيارة الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله‏

إذا دخل الزائر الروضة الشريفة استقبل القبر وقال- كما جاء في خبرٍ صحيحٍ لمعاوية بن عمّار عن الإمام الصادق عليه السلام-:

«أشهدُ أن لا إله إلّااللَّه وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، وأشهدُ أ نّك رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وأشهد أ نّك محمّد بنُ عبد اللَّه، وأشهد أ نّك قد بلّغتَ رسالاتِ ربِّك، ونصحت لُامّتك، وجاهدت في سبيل اللَّه، وعبدت اللَّه حتّى أتاك اليقين بالحكمة والموعظة الحسنة، وأدّيتَ الذي عليك من الحقّ، وأ نّك قد رؤفتَ بالمؤمنين، وغلُظت على الكافرين، فبلَغ اللَّه بك أفضلَ شرف محلِّ المكرَمين، الحمد للَّه‏الذي استنقذنا بك من الشرك والضلالة. اللهمّ فاجعل صلواتك وصلواتِ ملائكتك المقرّبين، وعبادِك الصالحين، وأنبيائك المرسلين وأهل السماوات والأرضين، ومن سبّح لك يا ربَّ العالمين من الأوّلين والآخِرين على محمّدٍ عبدِك ورَسولِك، ونبيِّك وأمينِك، ونجيبِك وحبيبك، وصفيِّك وخاصّتِك، وصفوتِك وخِيَرتِك من خلقك. اللهمّ أعطِهِ الدرجةَ والوسيلةَ من الجنّة، وابعثه مقاماً محموداً يغبطه به الأوّلون والآخِرون. اللهمّ إنّك قلت: «وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً»،

 

320

الغِنَى وَالعَفافَ وَالدِّعَةَ وَالمُعافاةَ وَالصِّحَّةَ وَالسَّعَةَ وَالطُّمَأنينَةَ وَالعافيةَ، وَلا تُحْبِطْ حَسَناتي بِما يَشوبُها مِنْ مَعْصِيَتِكَ، وَلا خَلَواتي بِما يَعْرِضُ لي مِنْ نَزَغاتِ فِتْنَتِكَ، وَصُنْ وَجْهي عَنِ الطَلَبِ إلى أحَدٍ مِنَ العالَمينَ، وَذُبّني عَنِ الْتِماسِ ما عِنْدَ الفاسِقينَ، وَلا تَجْعَلْني لِلظَّالِمينَ ظَهيراً وَلا لَهُمْ عَلَى مَحْوِ كِتابِكَ يَداً وَنَصيراً، وَحُطْني مِنْ حَيْثُ لا أعْلَمُ حِياطَةً تُقيْني بِها، وَافْتَحْ لي أبْوابَ تَوْبَتِكَ وَرَأفَتِكَ وَرِزْقِك‏ؤ الواسِعِ إنِّي إلَيْكَ مِنَ الرَّاغِبينَ، وَأتْمِمْ لي إنْعامَكَ إنَّكَ خَيْرُ المُنْعِمينَ، وَاجْعَلْ باقيَ عُمْري في الحَجِّ وَالعُمْرَةِ ابْتِغاءَ وَجْهِكَ يا رَبَّ العالَمينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أبَدَ الآبِدينَ»[1].

 

[1] الصحيفة السجّاديّة: 207- 228

319

آياتِكَ، وَاعمُر لَيْلي بِإيقاظي فيهِ لِعبادَتِكَ وتفرُّدي بالتهجُّدِ لكَ وتجرُّدي بسكوني إليكَ، وأنزِل حوائجي بك ومُنازَلَتي إيّاكَ في فكاكِ رقبتي من نارِكَ وإجارتي ممّا فيه أهلها من عذابِكَ، ولا تَذَرني في طُغياني عامِهاً ولا في غمرتي ساهِياً حتّى حين، ولا تجعلني عِظَةً لِمَن اتَّعظَ ولا نكالًا لمن اعتبرَ ولا فِتنةً لمن نظر، ولا تَمْكُرْ بي فيمَنْ تَمْكُرُ بِهِ، ولا تستبدل بي غَيري ولا تُغَيِّر ليَ اسماً ولا تبدِّل لي جِسماً، ولا تتّخِذْني هُزُواً لخلقِكَ ولا سُخريّاً ولا تبعاً إلّالمرضاتِكَ ولا مُمتهَناً إلّابالانتقام لكَ، وأوجِدني بَردَ عفوِكَ وحلاوةَ رحمَتِكَ وريحانكَ وجنّةَ نَعيمِكَ، وأذِقني طَعمَ الفراغِ لِما تُحبّ بسعةٍ من سعِتكَ والاجتهادُ فيما يَزلفُ لديكَ وعندَكَ، وأتحِفني بتُحفَةٍ من تُحفاتِك، واجعَلْ تِجارتي رابِحةً وَكرّتي غير خاسِرةٍ، وأخِفْني مقامَك وشوِّقني لقاءَك وتُبْ عَلَيَّ توبةً نصوحاً لا تُبقِ معها ذنوباً صغيرةً ولا كبيرةً ولا تَذَرْ معها علانيةً ولا سريرة، وانزِع الغِلَّ من صَدري للمؤمنين واعطِفْ بقلبي على الخاشعين وكُنْ لي كما تكونُ للصالحين وحَلِّني حليةَ المتّقين، واجعل لي لِسانَ صِدقٍ في الغابرين وذِكراً نامياً في الآخِرين، ووافِ بي عَرَصةَ الأولينَ، وتَمِّمْ سُبوغَ نِعمتِكَ عَلَيَّ وظاهِر كراماتِها لَدَيَّ، وامْلأ من فوائِدِكَ يَدِي، وسُقْ كرائِمَ مواهِبِكَ إليَّ، وجاوِر بيَ الأطْيَبينَ مِنْ أوليائِكَ في الجِنانِ التي زيّنتَها لأصفيائِك، وجَلِّلْني شرائِفَ نِحَلِكَ في المَقاماتِ المُعَدَّةِ لأحِبَّائِك، وَاجْعَلْ لي عِنْدَكَ مَقيلًا آوي إلَيْهِ مُطْمَئِنَّاً وَمَثابَةً أتَبَوَّؤُها وَأقرّ عَيْناً، وَلا تُقايِسْني بِعَظيْماتِ الجَرائِرِ وَلا تُهْلِكْني يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِر، وَأزِلْ عَنِّي كُلَّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ، وَاجْعَلْ لي في الحَقِّ طَريقاً مِنْ كُلِّ رَحْمَةٍ، وَأجْزِلْ لي قِسَمَ المَواهِبِ مِنْ نَولِكَ، وَوَفِّرْ عَلَيَّ حُظوظَ الإحْسانِ مِنْ إفْضالِكَ، وَاجْعَلْ قَلْبي واثِقاً بِما عِنْدَكَ، وَهَمِّي مُسْتَفْرَغاً لِما هُوَ لَكَ، وَاسْتَعْمِلْني بِما تَسْتَعْمِلُ بِهِ خالِصَتَكَ، وَأشْرِبْ قَلْبي عِنْدَ ذُهولِ العُقولِ طاعَتَكَ، وَاجْمَعْ لي‏

 

318

معافاتِكَ، وجَلِّلْني سوابِغَ نَعمائِكَ وظاهِرْ لَدَيَّ فضلَكَ وطَولَكَ، وأيِّدْني بتوفيقِكَ وتسديدِكَ وأعِنِّي على صالِحِ النيّةِ ومَرْضِيِّ القولِ ومستحسَنِ العملِ، ولا تُكِلْني إلى حَولي وقوّتي دون حولِكَ وقوّتِكَ، ولا تُخزِني يومَ تَبعثُني لِلِقائِكَ ولا تفضَحْنى بينَ يَدَي أوليائِكَ، ولا تُنْسِني ذِكرَكَ ولا تُذْهِبْ عنِّي شُكرَكَ، بَلِ الزِمنيهِ في أحوالِ السَّهوِ عند غَفَلاتِ الجاهِلينَ لآلائِكَ، وأوزِعني أن اثني بما أوْلَيتَنيهِ وأعترِفَ بما أسدَيتَهُ إليَّ، واجعَلْ رَغبتي إليكَ فوق رغبةِ الراغِبينَ وحَمْدي إيّاكَ فوقَ حَمدِ الحامِدينَ، ولا تَخذُلني عندَ فاقَتي إليك ولا تُهلِكني بما أسديتُهُ إليك ولا تَجبَهني بما جَبَهتَ به المعانِدينَ لكَ، فإنِّي لكَ مُسلِّمٌ أعلمُ أنّ الحجّة لَك وأ نّكَ أولى بالفضلِ وأعودُ بالإحسان أهلُ التقوى وأهلُ المغفرة، وأ نّكَ بأن تعفوَ أولى منكَ بأن تُعاقِبَ، وأ نّك بأن تَسْتُر أقربُ منك إلى أن تشهَرَ، فأحْيِني حياةً طيّبةً تنتظم بما اريد وتَبلُغ بي ما احبُّ من حيث لا آتي ما تكرَهُ ولا أرتكِبُ ما نَهيتَ عنه، وأمِتْني ميتةَ مَن يَسعى نوره بين يديهِ وعن يمينِه، وذلِّلني بين يَدَيكَ وأعِزَّني عند خلقِكَ وضَعني إذا خلوتُ بكَ وارفَعني بين عبادِكَ، وأغنِني عمَّن هو غنيٌّ عنّي وزِدني إليك فاقَةً وفَقراً، وأعِذني من شَماتَةِ الأعداءِ ومِن حُلولِ البلاءِ ومِن الذُلِّ والعَناء، تَغَمَّدْني فيما اطَّلعتَ عليهِ منِّي بما يتغمَّدُ بِهِ القادِرُ على البَطْشِ لَولا حِلمُه والآخذِ على الجريرةِ لولا أناتُه، وإذا أردتَ بقومٍ فتنةً أو سوءاً فنجِّني منها لواذاً بكَ، وإذا لم تُقِمْني مقامَ فضيحةٍ في دُنياك فلا تُقِمْني مثلَهُ في آخرتِك، واشفع لي أوائِل مِنَنِكَ بأواخِرِها وقديمَ فوائِدِكَ بحوادِثِها، ولا تُمْدِدْ لي مدّاً يَقسو معهُ قلبي، ولا تَقرَعني قارعةً يذهب لها بِهائي، ولا تَسِمْنى خَسيسةً يَصغُرُ لها قَدَري ولا نقيصةً يُجهَلُ من أجلها مكاني، ولا تَرُعْني رَوعةً ابلس بها ولا خِيفةً اوجِسُ دونها، اجعَلْ هَيْبَتي في وعيدِكَ وحَذَري من إعذارِك وإنذارِك ورَهبَتي عِندَ تلاوَة

 

317

المسرِفينَ ونعسةِ المخذولين، وخُذْ بقلبي إلى ما استعملتَ به القانتين واستعبَدْتَ بِهِ المتعبِّدينَ واستنقذتَ به المتهاونين، وأعِذْني ممّا يُباعِدُني عنكَ ويحولُ بيني وبينَ حظِّي منك ويَصُدُّني عمّا احاوِلُ لَدَيْكَ، وسهِّلْ لي مسلَكَ الخيراتِ إليكَ والمسابقةَ إليها من حيثُ أمَرْتَ والمشاحّةَ فيها على ما أردْتَ، ولا تَمحَقني فيمَنْ تَمحَقُ من المستخِفِّينَ بما أوعدتَ، ولا تُهلِكني مع مَن تُهلِكُ من المتعرِّضينَ لِمَقْتِكَ، ولا تُتَبِّرني فيمَنْ تُتَبِّر مِن المنحرِفينَ عن سُبُلِكَ، ونجِّني من غَمَراتِ الفِتنةِ وخلِّصني من لَهَواتِ البَلوى، وأجِرْني من أخذِ الإملاء، وحُلْ بيني وبين عدوٍّ يُضِلُّني وهَوىً يوبِقُني ومَنقَصَةٍ تُرهِقُني، ولا تُعرِضْ عنِّي إعراضَ مَن لا ترضى عنه بعد غضبِكَ، ولا تُؤْيِسْني مِن الأملِ فيكَ فيغلب عليَّ القنوطِ من رحمتك، ولا تَمنحني بما لا طاقةَ لي بِهِ فتَبهَظني ممّا تحمِّلْنيهِ من فضلِ محبَّتِكَ، ولا تُرسِلني من يدِكَ إرسالَ مَن لا خيرَ فيه ولا حاجةَ بِكَ إليهِ ولا إنابَةَ له، ولا تَرمِ بي رَمْيَ مَنْ سَقَطَ مِن عَينِ رِعايتِكَ ومَن اشتملَ عليهِ الخِزيُ من عندِكَ، بَلْ خُذْ بِيَدي من سَقطَةِ المتردِّينَ ووَهلَةِ المتعسِّفينَ وزَلَّةِ المَغرورينَ ووَرطَةِ الهالِكينَ، وعافِني ممَّا ابتلَيتَ بِهِ طبقاتِ عبيدِكَ وإمائِكَ، وبلِّغني مَبالِغَ من عُنيتَ بهِ وأنعمتَ عليهِ ورَضيتَ عنهُ فأعَشْتَهُ حميداً وتوفَّيتَهُ سعيداً، وطوِّقني طَوقَ الإقلاعِ عمَّا يُحبِطُ الحسناتِ ويُذهِبُ بالبركاتِ، وأشْعِر قلبي الازدِجارَ عن قبائِحِ السيّئاتِ وفواضِحِ الحَوبات، ولا تَشغَلْني بما لا ادرِكُهُ إلّابكَ عمّا لا يُرضيكَ عنّي غيرَه، وانزِعْ مِن قلبي حُبَّ دُنيا دَنِيَّةً تُنهي عمَّا عندَكَ وتَصدُّ عن ابتغاءِ الوسيلةِ إليكَ وتُذهلُ عن التقرّبِ منكَ، وزَيِّنْ لي التفرُّدَ بمناجاتِكَ بالليلِ والنهارِ، وهبْ لي عِصمةً تُدنيني من خشيتِكَ وتقطَعني عن ركوبِ محارِمِكَ وتفكّني من أسرِ العظائِمِ، وهِبْ ليَ التَطهيرَ من دَنَسِ العُصيانِ وأذهِبْ عنِّي دَرَنَ الخطايا، وسَرْبِلْني بسِربالِ عافيتِكَ ورَدِّني رِداء