المتضمّنة لعدم التماثل هي كلّ الافتراضات الممكنة للمشهد، باستثناء افتراض واحد- وهو افتراض التماثل الكامل-، كان احتمال رؤية مشهد مماثل تماماً، على تقدير افتراض الذاتية، ضئيلًا جدّاً.
وأمّا إذا كان المشهد موضوعياً فهناك صفة مشتركه في كلّ عناصر المشهد، وهي الجسمية التي تصدق على كلّ أجزاء زيد التي رأيناها في اللحظة الاولى، وهذه الصفة المشتركة من المحتمل أن تكون مقتضية للبقاء في اللحظة الثانية.
وهذا الاحتمال يقابله احتمال عدم كونها مقتضية لذلك. وكلّ من الاحتمالين- بوصفهما مجموعة متكاملة- يكتسب قيمة 2/ 1، وبهذا يصبح احتمال بقاء نفس المشهد على تقدير افتراض الموضوعية أكبر كثيراً من احتمال تكرّر المشهد بصورة مماثلة على تقدير الذاتية.
وقد يقال بهذا الصدد- اعتراضاً على هذا التفسير للتفاوت بين القيمتين-:
إنّه على تقدير افتراض الموضوعية في المشهد لا نواجه احتمالين فقط، وهما:
احتمال اقتضاء الجسمية للبقاء في اللحظة الثانية، واحتمال نفي هذا الاقتضاء. بل نواجه عدداً من الافتراضات، بقدر ما كنّا نواجه من افتراضات للمشهد في اللحظة الثانية على تقدير افتراض الذاتية، إذ قد يكون جسم زيد مقتضياً للبقاء بتمام أجزائه، وقد يكون مقتضياً للبقاء بذراع واحدة، أو بإضافة عين ثالثة، وهكذا.
وجوابنا على هذا الاعتراض: أنّ الحالة الجسمية إذا كانت مقتضية للبقاء، فلا يمكن أن نفترض أ نّها تقتضي بقاء جسم زيد بذراع واحدة؛ لأنّ هذا يعني: أنّ الذراع الثانية قد فقدت، والذراع المفقودة بنفسها حالة جسمية أيضاً، فافتراض اقتضاء الحالة الجسمية للبقاء يعني: افتراض اقتضاء هذه الذراع نفسها للبقاء.
وهكذا يتّضح أنّ افتراض اقتضاء الحالة الجسمية للبقاء، يستلزم اقتضاء جسم زيد بتمام عناصره للبقاء في اللحظة الثانية. فإذا أعطينا هذا الافتراض قيمة