يعني: أنّ من المحتمل أن يولد إدراكاً حسّياً مماثلًا لإدراك حسّي سابق، عند مواجهة واقع موضوعي مختلف عن الواقع الموضوعي الذي أثار الإدراك الحسّي السابق ضمن الشروط السابقة، كما أنّ من المحتمل أن يولد إدراكاً حسّياً مختلفاً عن الإدراك السابق عند مواجهة واقع موضوعي مماثل للواقع الموضوعي الذي أثار الإدراك السابق.
فلكي نثبت التماثل بين الواقعين الموضوعيين لإدراكين حسّيين، يجب أن نحصل على قيمة احتمالية كبيرة تنفي التغيّر وحدوث عوامل جديدة في البناء الداخلي لجهاز الإدراك.
وإثبات التماثل بالاستقراء يشكّل شرطاً أساسياً لإثبات استقرائي آخر، وهو إثبات سببية (أ) ل (ب)، بوصفها علاقة بين مفهومين مستنتجة بطريقة استقرائية، وعلى أساس العلم الإجمالي البعدي من اقتران الألفات والباءات في التجارب الناجحة. فنحن لكي نثبت هذه العلاقة بين المفهومين عن هذا الطريق، يجب أن نكتشف انتماء كلّ الألفات إلى مفهوم واحد، وكلّ الباءات إلى مفهوم واحد، ليتاح لنا أن نتعامل مع فئة الألفات وفئة الباءات المقترنتين في التجارب الناجحة- بوصفهما معبّرتين عن مفهومين-، وعندئذٍ نستخدم العلم الإجمالي البعدي لتنمية احتمال علاقة السببيّة بين هذين المفهومين.
تلخيص:
وإلى هنا انتهينا من دراسة أربعة أصناف من القضايا اليقينية الستّ، وخرجنا بنتيجة محدّدة، وهي: أنّ القضايا التجريبية والحدسية والمتواترة والمحسوسة، كلّها قضايا استقرائية تقوم على أساس تراكم القيم الاحتمالية في محور واحد، وفقاً للمرحلتين اللتين حدّدناهما للدليل الاستقرائي.