بسم الله الرحمن الرحيم‏

رسالتنا يجب أن تكون قاعدة

إنّ للحضارة الغربية بأفكارها ومفاهيمها وكيانها الثقافي عامّةً قاعدةً فكريةً تستند إليها وهي «الديمقراطية»، أو بالأحرى الحرّيات الرئيسية في المجالات الفكرية والدينية والسياسية والاقتصادية، فإنّ هذه الحرّيات بمفهومها الحضاريّ الغربيّ هي حجر الزاوية في ثقافة الغرب، والإطار الفكريّ الذي تدور في نطاقه الأفكار والمفاهيم الغربية عن الإنسان والحياة والكون والمجتمع، وحتّى أ نّه لعب دوراً رئيسياً في تحديد الاتّجاه العامّ لمفكّري الغرب فيما يسمّونه بالعلوم الإنسانية والاجتماعية، فلم تستطع البحوث الإنسانية لهؤلاء المفكّرين أن تتجرّد عن تأثير الرسالة التي يعتنقها الباحثون كقاعدةٍ عامّة.
وليس تأثّر قوانين الاقتصاد السياسي بالحرّية الاقتصادية وتأثّر الاتّجاهات السيكولوجية لبعض مدارس علم النفس التحليلي التي يتزعّمها «فرويد» وغيره من اللاشعوريّين بالحرّية الشخصية إلّامن الأمثلة الواضحة لما نؤكّد عليه من الصلة الوثيقة بين أفكار الحضارة الغربية وبين القاعدة الفكرية التي تستند إليها ورسالتها الإجتماعية التي تدعو وتبشِّر بها.
وكذلك الأمر تماماً فيما يتّصل بالحضارة الماركسية التي تنافس الحضارة الرأسمالية في كلّ الميادين، فإنّ رسالتها الفكرية التي تدعو إلى نظرةٍ ماديةٍ معيّنة