محطات من حياة الامام الشهيد السيد الصدر ((قدس سره))

إطلالة على مدرسة الشهيد الصدر الفلسفية

الشهيد السعيد السيد ابو جعفر محمد باقر بن السيد حيدر بن السيد اسماعيل بن السيد صدر الدين الذي يرقى نسبه الشريف الى الامام الهمام موسى بن جعفر الكاظم ((عليه السلام)).

ولد في مدينة الكاظمية المقدسة في اليوم الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة الحرام عام 1353 هـ.

نقطة البدء في حياته الدراسية التحاقه بمدرسة منتدى النشر في الكاظمية، وفي هذه المرحلة برزت المعيته، ومواهبه، وذكاؤه، ومن يومها امتاز ((رحمه الله)) بنبوغه المبكر.

اتجه نحو دراسات الحوزة العلمية في أوائل العقد الثاني من عمره حيث اتم المقدمات والسطوح عند أخيه آية اللّه السيد اسماعيل الصدر في الكاظمية.

في عام 1367 هـ كانت هجرته الى مدينة النجف الاشرف لاكمال تحصيله العلمي فكان حضوره فيها على اساتذة اجلاء في طليعتهم خاله آية اللّه الشيخ محمد رضا آل ياسين ((قدس سره))، والامام السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي ((قدس سره)) وخاله آية اللّه الشيخ مرتضى آل ياسين ((قدس سره)) في بحوث الفقه والاصول، ودرس الفلسفة على يد الحجة الكبير الشيخ صدر الباركوبي.

في سنة 1369 هـ بدأ بكتابة دورة في علم الاصول تمثل مبانيه في القواعد الاصولية سماها (غاية الفكر) طبع منها جزء واحد.

في 12 جمادى الثانية سنة 1378 هـ شرع في بحث الخارج وتشكلت حوله حوزة تضم نخبة ممتازة من ذوي الفضل الاعلام.

شارك في رفد حركة الوعي الاسلامي على مستويات عديدة كان منها في وقت مبكر من حياته انضمامه الى حركة (جماعة العلماء) في النجف فله فيها مساهمة جادة، وكذلك كتابته افتتاحية مجلة الاضواء الاسلامية تحت عنوان (رسالتنا) حيث عبّر فيها عن همومه الرسالية.

من مزاياه العلمية انه بالاضافة الى مكانته المرموقة في الفقه والاصول فقد كان متضلعاً في الفلسفة والاقتصاد، وقد ضم الى سعته في العلم سعة في الصدر، وسمواً في الاخلاق.

أغنى المكتبة الاسلامية بروائع المؤلفات التي تمثل افقاً واسعاً في المعرفة الاسلامية، متميزاً فيها بالأسلوب الرصين الذي ينسجم مع متطلبات الخطاب الاسلامي الحديث. فبالاضافة الى معالم التجديد والاصالة البارزة فقد وضع كتباً دراسية جديدة لم تزل تحتل مكانتها في البحث والتدريس.

من ابرز مؤلفاته: فلسفتنا، اقتصادنا، الاسس المنطقية للاستقراء، دروس في علم الاصول، شرح كتاب العروة الوثقى للسيد اليزدي، الفتاوى الواضحة، التفسير الموضوعي للقرآن الكريم، البنك اللاربوي في الاسلام، الانسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية، فدك في التأريخ، تعليقة على كتاب منهاج الصالحين للامام الحكيم الى غيرذلك.

حيثُ انه ((قدس سره)) كان صلب العقيدة، قوياً في ذات اللّه لمواجهة الظالمين الذين طغوا في البلاد فقد قام النظام الحاكم في العراق بقتله مع شقيقته الطاهرة (بنت الهدى) بتاريخ 24 / جمادى الاولى / سنة 1400 هـ فنالا بذلك الشهادة ورفعت درجاتهما في الدنيا والآخرة.

تقديم

ان تراث أهل البيت ((عليهم السلام)) عبر امتدادهم الرسالي حملته اجيال صالحة من أئمة الدين، وأعلام الفضل فيما قدمته من روائع الفكر الاسلامي الاصيل في شتى انواع المعرفة مما كان له صدى التأثير البالغ لصياغة المجتمع الاسلامي الكبير، وبناء المدينة الفاضلة وليدة مدرسة النبوة والامامة الخالدة التي رسمت البعد الحضاري لدور الاسلام العلمي وقيمه العليا في انماط الفكر، ومراقي الفضيلة، وكل مايقوّم بناء الشخصية الاسلامية.

وحيثما شهد تاريخنا المشرق صرح المرجعية الدينية الشامخ فقد طالعتنا صفحات مجدها بمواصلتها الطريق اللاحب، ورفد الساحة الفكرية بما ينفع الناس، فكانت على مدى ذلك الشوط، الحصن الحصين لصيانة الفكر الاسلامي، ودفعه خطوات رائدة في البناء والتشييد لمبادئ الدين الحنيف. وقد كان للحوزات العلمية اصالتها وابداعها في هذا المضمار بما قدمته من منطلقات واعية تتناسب مع ظروف كل مرحلة، فهي على هذا الصعيد منهل لاينضب في الحركة والتبليغ والارشاد، وتأسيس مسيرة الوعي للجيل الاسلامي الطالع ولم تنطفئ جذوتها مهما تلونت المحنة، او واجهتها الصعاب.

من هذا المنطلق نستقبل بالثناء والتقدير ذكرى سيدنا المفكر الاسلامي الكبير آية اللّه العظمى الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر ((قدس سره)) الذي كان من خيرة نتاج الحوزة العلمية، علماً وفضيلة وسلوكاً، وعطاءً متميزاً مستمراً، ترعرع منذ صباه في احضان العلم والتقى، وقام عوده في سن مبكرة بما اضفى على المعرفة الاسلامية ديباجة مشرقة اطلت جديدة في المبنى والمعنى والاسلوب والفكرة والمنهج بما رفد مكتبة الحضارة الاسلامية في عصرنا الحاضر، فقد كان في طليعة المجتهدين المصلحين، الذين أدوا رسالتهم على أوفى وجه، واتم اداء، اسوة صادقة بمن سبق من الصديقين والعلماء الربانيين، وقدوة مباركة لجيل الحوزة العلمية الواعية لمسؤولياتها، لقد كان ((قدس سره)) بحق أمة اجتمعت في معانيها معالم الخير، وعوالم الكمال، فهو خلاصة التجربة الاسلامية في الكفاءة العلمية، ومن صفوة نتاج الجامعات الاسلامية في عالمنا المعاصر، مع امتيازه بخصوصية ماعرفت به المدرسة العلمية في النجف الاشرف من الرصانة، والمتانة، والاصالة في تحرير المطالب الفقهية والاصولية، وعلوم التفسير الاسلامي، والاقتصاد، والاجتماع، والمعرفة الدينية، وبحوث المنطق والفلسفة الإلهية، بالاضافة الى اعتباره رائد الخطاب الاسلامي الحديث لمدرسة أهل البيت ((عليهم السلام)).

لقد عاش ((رحمه الله)) مخاض فترة زمنية صعبة من تاريخ وعي الحركة الاسلامية في عراقنا المسلم الجريح كان فيها وفياً الى اقصى حد من التضحية والبسالة والعطاء والبذل السخي فكراً وعملاً واسلوباً، وبالتالي دماً غالياً أرخصه في سبيل اللّه ورقى به درجة العليين حيثُ الانبياءُ والشهداءُ والصالحون وحسن اولئك رفيقاً.

لقد ادرك ((قدس سره)) جيداً أهمية الصراع بين معسكر الايمان ومعسكر الكفر قديمه وجديده ومحاولات اعداء الاسلام وخصومه ففتح نافذة الانطلاق للدفاع والتسلح العقائدي لمواجهة الهجمات، وقد امتاز منهجه العلمي بالعقلية الاسلامية مقابل الشبهات والاشكاليات المفتراة.

وحين شهد تاريخ العراق الحديث، معركة صراع بين جديد يداف فيه السم الزعاف وقديم أصيل تقف عنده البنى الاساسية أدرك شهيدنا الكبير ضرورة النفاذ الى الآفاق الجديدة بروح موضوعية تكتسب من خير كل طرف بنصيب، وباسلوب معرفي تسمو به كلمة الاسلام العليا.

وقد كانت المرجعية الدينية العليا في العراق الحبيب، قبال هذا الطموح الشامخ تتضمن افكاره، وترفده بعناصر القوة، والامتداد في الافق الاسلامي الرحب، ولا ادل على ذلك من اطلالة فلسفتنا واقتصادنا المباركة بوقفة الصمود والتحدي التي قادتها زعامة الامام آية اللّه العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم ((قدس سره)) ابان انتصاره الرائع على قوى الكفر، ودعاة التضليل والالحاد، وكان سيدنا الشهيد الصدر ((قدس سره)) لساناً يعبر عن تفكير المرجعية وصيانتها لمبادئ الشريعة الاسلامية من ان يطالها طائل او ينالها سوء.

لقد كان من هدفه ((رحمه الله)) ايقاظ الشعور الى معرفة الذات الاسلامية بما رمزت اليه (الأنا) التي انسالت على فكره الخلاق شهية، خفاقة الجناح.

ومن خلال ذلك فقد كانت (شخصية الامام الصدر ((قدس سره)) ظاهرة حضارية كبرى سجلت الدور التأسيسي في صياغة معالم مجتمعنا الاسلامي المعاصر) هذا الشعار الذي انطلقت عبر مداه اهداف مركز دراسات تاريخ العراق الحديث لتقطع شوطاً مهماً في اعادة كتابة تاريخنا الحديث في عراقنا المسلم، وهو في الواقع مشروع رائد انتظرته اجيالنا بفارغ الصبر من أجل ابراز دور الشخصية الاصيلة، وماقدمته من تضحيات لابراز الكلمة الاسلامية ناصعة الرؤى رغم معاناتها المريرة.

ان ماجرى من تمجيد ذكرى سيدنا الشهيد الصدر ((قدس سره)) التي لم تتعدَّ اقامة الاحتفالات الرائعة، وهي بالرغم مما تجسده من وفاء، وتقدمه من عطاء، فان الدور الايجابي لتخليد الذكرى يبقى من مهمة الباحث المتخصص، والعالم الواعي الذي يتمكن من استكشاف معالم الاعمال الفكرية، واستجلاء ملامح البناء للاسس الحضارية في مجتمعنا، وكما توج شهيدنا الصدر دوره الايجابي في الامة ببذله دمه الطهور فداء لمبدئيته فلابد من ان نستلهم من ذكراه وهي تمر علينا كل عام مايغنينا تقويماً لمسيرة الدعوة الى اللّه سبحانه، والعمل على ارساء قواعد كيان اسلامي اصيل يمتاز بمعطيات الخلود.

ومن نافلة القول ان اسداء هذا العطاء، ورفده بمقوماته التي شهدناها في جلسات البحوث العلمية الثلاث واعقبتها أمسية شعرية رائعة فيما لم يكن يصل حيز التنفيذ لمشروع مركزنا لولا مساعي واشراف سيدنا آية اللّه المجاهد السيد محمد باقر الحكيم دام ظله (الأخ المفدى للسيد الشهيد الصدر كما عبّر عنه (رحمه الله)).

واذ نقدم بلسان الفخر باكورة اعمالنا من هذه الصفحات الميمونة التي سجلت باقلام الافاضل من الباحثين والادباء والشعراء نتقدم لهم ولكل الاخوة الذين آزروا مشروع المركز وندوته العلمية بآي الشكر والاحترام داعين المولى القدير ان يوفق العاملين لوجهه تعالى لما فيه مزيد التوفيق والسداد كما لاننسى بالتقدير مساهمة الاستاذ الدكتور عبد الجبار شراره، والاستاذ محمد هادي الاسدي، في ادارة الندوة، والاشراف على التنفيذ والاعداد، والتخطيط، واللّه لايضيع أجر المحسنين .

قسم الاعداد والتخطيط في مركز دراسات تاريخ العراق الحديث

ايماناً بأهمية عقد ندوة علمية ولدراسة فكر الشهيد الصدر ((قدس سره)) ووفاء للامام الشهيد الصدر ((قدس سره))، وبمشاركة نخبة من السادة العلماء واصحاب الفضيلة، وجمع غفير من الاساتذة والمثقفين والادباء، عقد مركز دراسات تاريخ العراق الحديث ندوته الاولى لدراسة فكر الامام الشهيد الصدر ((قدس سره)) تحت شعار:

(شخصية الامام الصدر ((قدس سره)) ظاهرة حضارية كبرى كان لها الدور التأسيسي لصياغة معالم مجتمعنا الاسلامي المعاصر)

وذلك للفترة من 3 ذي القعدة ولغاية 4 منه لسنة 1414 والموافق 14 نيسان الى 15 منه لسنة 1994 م.

وقد عقدت في اليوم الأول جلسات للابحاث وفي اليوم الثاني جلسة صباحية للابحاث اعقبتها في المساء امسية شعرية شارك فيها نخبة طيبة من الشعراء المجيدين.

وتم افتتاح الندوة بتلاوة مباركة من آيات الذكر الحكيم، اعقبها نشيد بالمناسبة، اعقبته كلمة الافتتاح للاستاذ محمد جواد الطريحي، بعدها القيت البحوث والدراسات التالية:

1ـ النظرية السياسية عند السيد الشهيد الصدر ((قدس سره)) لسماحة آية اللّه السيد محمد باقر الحكيم.

2ـ ملامح منهج التقريب عند الامام الشهيد الصدر ((قدس سره)) للدكتور عبد الجبار شرارة.

3ـ مقدمة حول الحركة التجديدية عند الامام الشهيد الصدر للاستاذ عز الدين سليم.

4ـ الامام الشهيد الصدر من فقه النص الى فقه النظرية لسماحة الفاضل السيد سلام زين العابدين.

5ـ المنهج في دراسة الامام الشهيد الصدر ((قدس سره)) للاستاذ زين العابدين البكري.

6ـ قراءة في قصص الشهيدة بنت الهدى للاستاذ عبد اللّه الفريجي.

7ـ تأملات في كتاب الاسس المنطقية للاستقراء لسماحة العلامة السيد كمال الحيدري.

هذا وقد نوقشت البحوث المذكورة من قبل الحاضرين، مناقشة علمية جادة، وكانت خلاصة البحوث والنتائج التي توصلت لها كما يأتي:

في البحث الأول (حسب التسلسل اعلاه) اكد الباحث ان الامام الشهيد الصدر ((قدس سره)) كان يمتلك رؤية شمولية ونظرية سياسية في الحكم وادارة الدولة، واضحة الاسس، محددة المعالم، في قبال النظريات السياسية السائدة، انها تحتاج الى القاء مزيد من الضوء عليها واغنائها.

وفي البحث الثاني اظهر الباحث ان منهج الامام الشهيد الصدر ((قدس سره)) في قضية التقريب بين المذاهب الاسلامية وفي الوحدة الاسلامية منهج شمولي وعميق واضح الخطوات، علمي التوجهات، واقعي وعملي يأخذ بعين الاعتبار الحقائق الموضوعية، وقد اسهم الامام الشهيد في تنفيذ فقرات منهجه الشمولي.

البحث الثالث اكد الباحث فيه ان الامام الشهيد ((قدس سره)) كان له فضل التجديد في اساليب المواجهة مع الحضارة الغربية ومحاولات الغزو الثقافي، كما انه يمتلك رؤية شمولية ومتجددة في احداث عملية التغيير الاجتماعي وفق اهداف الاسلام العظيم.

اما في البحث الرابع فقد ذهب الباحث الى ان الامام الشهيد الصدر ((قدس سره)) استطاع بما امتلكه من امكانات هائلة وعقلية فذة وعبقرية نادرة ان يحدث نقلة نوعية في دراسة الفقه والتفسير والارتقاء بهما الى مستوى استكشاف النظرية على اساس النظرية الموضوعية.

وفي البحث الخامس طرح الباحث ضرورة الابتعاد عن المنهج الاتباعي التقليدي، ودعا الى ضرورة اتباع منهج آخر يقرأ فيه الشهيد الصدر ((قدس سره)) فكرا وسلوكا ومواقفَ، يعتمد على ادوات ليست من خارج كتبه ودراساته، بل لابد من استعارة المنهج من الامام الشهيد نفسه.

وفي البحث السادس قدم الباحث في قراءته لقصص الشهيدة بنت الهدى قراءة تقويمية لاستخدام فن القصة عند الشهيدة بنت الهدى في طرح الفكر الاسلامي ومواجهة التحدي الحضاري، واكد ان الشهيدة الفاضلة كان لها فضل الريادة والتحدي في هذا النمط الادبي.وفي تأملاته في كتاب الاسس المنطقية للاستقراء اكد الباحث ان الامام الشهيد الصدر ((قدس سره)) قد سد ثغرة طالت الى اكثر من الفي سنة تتعلق بالاساس المنطقي للاستقراء، وكان في ذلك قد سجل فتحا جديدا للفكر الاسلامي في عالم المعرفة الانسانية، وقد اظهر الباحث نتائج علمية رائعة لهذه الاضافات النوعية التي ابتكرها الامام الشهيد الصدر ((قدس سره)).

وقد نوقشت البحوث ضمن مداخلات علمية كما تخللت البحوث خاطرة عن الامام الشهيد الصدر قدمها سماحة الشيخ محمد رضا آل صادق عن ذكرياته مع الامام الشهيد الصدر ((قدس سره)).

واقيمت بعد جلسات الابحاث والدراسات امسية شعرية، شارك فيها نخبة طيبة من الشعراء المجيدين والقيت القصائد التالية:

1ـ سل عراق الجراح، لسماحة الشيخ محمد رضا آل صادق.

2ـ دائرة الحزن، للاستاذ الشاعر أبو عمار النجفي.

3ـ لواء الصدر، لسماحة الشيخ ابراهيم النصيراوي.

4ـ الصدر.. سفر الثائرين، للاستاذ الشاعر أبو أمل الربيعي.

5ـ ياابن حزن الفرات، للاستاذ الشاعر السيد محي الدين الجابري.

6ـ في ضمير الخلد تلتهب، لسماحة السيد مهند جمال الدين.

7ـ الربيع الآخر لكوكب الحلم، للاستاذ الشاعر فرات الاسدي.

8ـ كؤوس النار، للاستاذ الشاعر السيد مدين الموسوي.

9ـ مرثية الجراح، للاستاذ الشاعر جواد جميل.

هذا وقد وصلت الى ادارة الندوة بحوث ودراسات لم تتوفر الفرصة المناسبة لالقائها .

لقد اشاد المشاركون في هذه الندوة بمثل هذه المبادرة الشجاعة التي تعد بحق تظاهرة علمية ثقافية ناجحة لدراسة فكر الامام الشهيد الصدر ((قدس سره)) الا انهم لاحظوا ان الاعداد السريع لها قد فوت الفرصة على مشاركة أكبر وأعم نفعا.

هذا وقد اوصى المشاركون بما يأتي:

1ـ ضرورة تبني اقامة ندوة علمية اوسع وأشمل يدعى لها علماء وباحثون ومفكرون تقدم فيها الدراسات الجادة والبحوث العلمية المتعلقة بفكر الامام الشهيد  ((قدس سره)).

2ـ توجيه الدعوة الى الكتاب والباحثين الى دراسة نظريات الامام الشهيد الصدر  ((قدس سره)) واطروحاته التي قدمها في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والفكرية والافادة منها لمواجهة الاشكالات المعاصرة والتحديات القائمة. ويقترح تخصيص جائزة قيمة باسم «جائزة الامام الشهيد الصدر للثقافة والعلوم والاداب الاسلامية».

3ـ اصدار كتاب يتضمن أهم الدراسات والبحوث المختارة المتعلقة بفكر الامام الشهيد الصدر ((قدس سره)) ويقترح ان يقوم مركز دراسات تاريخ العراق الحديث بهذه المهمة.

4ـ يدعو المشاركون في الندوة المسلمين عامة والعراقيين خاصة الى احياء ذكرى استشهاد الامام الشهيد، بما يتناسب مع عظمة شخصيته، وبما يستحقه من التكريم والوفاء بعد ان بذل دمه الطاهر من اجل الاسلام العظيم ومواجهة قوى الكفر والشر والضلال.

5ـ يقترح المشاركون قيام مركز دراسات تاريخ العراق الحديث بطبع البحوث والدراسات التي قدمت الى المركز، ونشرها في كتاب مستقل.

واخيراً، فقد توجه الحاضرون الى المولى تعالى بالدعاء في أن يحقق اماني الامام الشهيد الصدر ((قدس سره)) في انتصار الاسلام وانقاذ شعب العراق المظلوم، وان يتغمد الامام الشهيد بوافر رحمته ورضوانه، كما توجه الحاضرون الى اللّه تعالى بالدعاء أن يحفظ ولي امر المسلمين آية اللّه السيد علي الخامنئي قائداً لتحقيق اماني الامة الاسلامية، وان يحفظ الجمهورية الاسلامية في ايران من كيد الاعداء والمتربصين…

د. محمد جواد الطريحي

قم المقدسة ـ 4 ذو القعدة / 1414.