في ظلال شخصية الشهيد الصدر(قده)

مداخلة نقدية حول الاتجاه التشكيكي بإبداعات الإمام الشهيد الصدر(رض)

تمهيد: حفلت الساحة التأريخية بالعديد من الشخصيات اللامعة التي عُرفت بالأخلاص والصبر والتضحية والعطاء الدائب على مختلف الأصعدة; العلمية، الأخلاقية، السياسية، الجهادية… الخ،

وفي طليعة هذه الشخصيات سادتنا الأنبياء والأئمة والعلماء الذين سخروا كل وجودهم لخدمة الحق، وانقاذ الناس من إستبداد الطواغيت.

وأمامنا شخصية عظيمة في عطاءاتها المتنوعة، تلك هي شخصية المفكر الاسلامي الكبير الشهيد آية الله السيد محمدباقر الصدر(قده)، الذي هو مصداق لمقولة الأمام علي(عليه السلام) «العلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة»<[1]>

لقد صُنعت هذه الشخصية العملاقة على هدي الاسلام ومعينه الرباني الذي لاينضب، فكانت شجرة طيبة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربنا العلي العظيم…

ومن أجل التعريف بهذه الشخصية سوف نتحدث عنها ضمن المحاور الآتية:

الأول: جوانب من شخصية الشهيد الصدر(قده).

الثاني: قبسات مما قالوا في شخصية الشهيد الصدر(قده).

الثالث: الآثار العلمية والثقافية لشخصية الشهيد الصدر(قده).

ـ وفيما يأتي توضيح ذلك:

المحور الأول: جوانب من شخصية الشهيد الصدر(قده)

في هذا المحور نقتصر الحديث عن الجوانب الآتية:

الولادة والأسرة: ولد الشهيد الصدر(قده) في مدينة الكاظمية يوم (25) ذي القعدة عام (1353)هـ، والده السيد حيدر الصدر الذي كان مثالاً في العلم والزهد والعبادة، أما والدته فهي العابدة التقية الصابرة بنت المرحوم آية الله الشيخ عبدالحسين آل ياسين، سليلة الدين والتقى والعلم، للشهيد الصدر(قده) أخ واحد هو السيد إسماعيل الصدر، وأخت واحدة هي العلوية الفاضلة آمنة المعروفة ببنت الهدى(رض).

أما أسرته (آل الصدر)، فأسرة الشهيد الصدر معروفون بالفضل والتقى، والعلم، والعمل، ومكارم الأخلاق، وقد كانوا مشعلاً للهداية والنور، ومركزاً للزعامة والمرجعية الدينية، قد إنحدروا من شجرة الرسالة والسلالة العلوية، حيث ينتهي نسبهم بالامام موسى الكاظم(عليه السلام)، وقد إتخذت ألقاباً مختلفة باختلاف العصور، فكانوا يُلقبون: تارة بآل أبي سبحة.

وأخرى بآل حسين القطعي.

وثالثة بآل عبداللّه. ورابعة بآل أبي الحسن.

وخامسة بآل شرف الدين. وأخيراً بآل الصدر.<[2]>

النشأة: لقد شاء تعالى أن يذوق شهيدنا العظيم اليُتم منذ سني حياته الأولى، فلم يتمتع بعاطفة أبيه وحُبه، ولم يذق من طعم حنانه إلا سنوات قليلة. ورافق الحرمان العاطفي فقر وضنك في العيش ليزيد من عملية صقل الوليد الفريد، ويرقى بتربيته واعداده الى أفضل ما يمكن.

لقد أثرت هذه الظروف على شخصية الشهيد الصدر(قده) تأثيراً إيجابياً، خلافاً لما قد يتصور من أن إشتداد المحن وصعوبة الظروف تترك آثاراً سلبية في نفس الأنسان، فلا اليتم ولا الفقر حالا بينه وبين أن يشق طريقه نحو الهدف الذي كان يسعى إليه، فتجاوز كل الصعاب التي واجهته وهو في أهم وأخطر مرحلة من مراحل البناء والتكامل.

وقد كان لوالدته ولأخيه الأكبر السيد إسماعيل دور كبير في تخفيف وطأة المحنة التي تشتد قسوتها عادة على من هو في مثل هذا العمر، إلا أن من المؤكد أن المقومات التي تمتع بها كانت أقوى من آلام اليتم ومصاعب الفقر ومشاكل الحياة الأخرى، مما جعل آل الصدر يترقبون له مستقبلاً مشرقاً، وقد كانت علامات الذكاء والعبقرية تثير إعجابهم رغم صغره.

وحينما بلغ العاشرة أو الحادية عشرة من العمر وجد نفسه ـ داخل الاسرة ـ بين نزعتين متخالفتين تتجاذبانه، فمن جانب والدته تحثه على الدراسة في الحوزة واختيار حياة الطلبة، ومن جانب آخر كان السيد محمد الصدر ـ كان رئيساً للوزراء في العراق ـ يُرغبه في مستقبل يضمن فيه سعادة دنياه والعيش في رفاه بعيداً عن حياة الحوزة وما يكتنفها من فقر وفاقة.

أما السيد الشهيد فقد وقف موقفاً عملياً حسم به ذلك التجاذب وأشعر تلك الأطراف بمستقبله الذي يطمح له، فقد أضرب تقريباً عن الطعام من دون إعلان، واكتفى من الطعام بقطعة صغيرة من الخبز يسدُ بها رمقه طول الليل والنهار.

بعد أيام أحسّ الجميع فسألوه عن السبب فقال: ان الذي يستطيع أن يعيش على قطعة صغيرة من الخبز أياماً عديدة لهو قادر على أن يستمر الى آخر العُمر كذلك فأنا لا أخشى من الفقر ولا أخاف من الجوع.

وكانت هذه بداية الطريق الى الحوزة العلمية والنشاط العلمي والجهادي. ومما يجدر ذكره أن السيد الشهيد كان قبل أن يتفرغ للدراسة في الحوزة العلمية قد تعلم القراءة والكتابة ـ وتلقى جانباً من الدراسات الحديثة في مدارس منتدى النشر الابتدائية في الكاظمية، فكان ـ وهو صغير السن ـ موضع إعجاب الأساتذة والطلاب معاً.

وفي عام (1365)هـ هاجر السيد اسماعيل الصدر الى النجف الأشرف مع كافة أفراد العائلة، فاستأجروا داراً متواضعةً ليسكنوا فيها، ومن هذا التاريخ بدأت رحلة السيد الشهيد العلمية، فكان أكبرهمه إستيعاب المناهج الدراسية والعلمية وعلى قدر من الجد ومكانة من بذل الجهد بحيث يستبق الزمن في رحلته نحو الكمال.<[3]>

دراسته الحوزوية: يمكن القول ان حياة الشهيد الصدر(قده) العلمية بدأت بشكل طبيعي ولم تخرج عن نظام الحوزة، فقد دخل الحوزة من الباب المألوف بدءاً بمرحلة المقدمات ومروراً بمرحلة السطوح وانتهاءً بمرحلة السطوح العُليا المعروفة بـ«البحث الخارج» إلا أنه لم يرضَ لنفسه أن يكون أسير تلك النظم التي وضعت لطالب متوسط القدرات، فتعاطى معها بالطريقة التي تتناسب وطاقاته وقدراته الخلاقة. وأعتقد أنه أنهى دراساته التمهيدية «المقدمات» معتمداً على قدراته الذاتية وبمعونة أخيه السيد إسماعيل وانه أتمها جميعاً في الكاظمية قبيل هجرته الى النجف الاشرف وأظنه لم يكفْ عن طريقته هذه في دراساته اللاحقة (السطوح) إلا أنه فيما يبدو حضر عند عدد من الأساتذة، وأظن أنه كان حضور إستكشاف ومحاولة لأختبار إمكانيات الأساتذة وفيما إذا كانوا يشبعون رغبته العلمية. ولا يحفظ لنا التأريخ شيئاً عن سيره الثقافي في هذه المرحلة سوى أنه حضر لوقت قصير لدراسة كتاب (اللمعة الدمشقية) عند الشيخ محمد تقي الجواهري.

وقد مواظب الشهيد الصدر(قده) على طريقته الخاصة في دراسة المناهج «الكتب» المقررة التي إعتمد فيها بشكل مباشر على إمكاناته وقدراته الذاتية في مرحلة (السطوح العالية) واعتاد الطلاب في هذه المرحلة دراسة كتابين مهمين ومعروفين هما «المكاسب» في الفقه للشيخ الأنصاري، و«الكفاية» في الأصول للشيخ الآخوند الخراساني، وهي كتب يفتقر الى دراستها الى أستاذ متخصص وعالي القدرات، ويبدو انه وان لم يفارق طريقته الخاصة المشار إليها آنفاً، حضر عند عدد من الأساتذة وهم:

1ـ الشيخ محمد تقي الجواهري، حضر عنده «الكفاية».

2ـ السيد باقر الشخص، حضر عنده قسماً من كتاب «الكفاية»

وأقدر أن الشهيد الصدر أكمل دراسته للسطوح في ظرف زمني قصير لايتجاوز في أكثر التقديرات أربعة أعوام، إبتداءً من عام (1365)هج الى ما قبل (1370)هج. ثم توجه لدروس البحث الخارج حيث حضر بحث الشيخ عباس الرميثي والشيخ مرتضى آل ياسين لفترة معينة ثم إنصرف الى بحث السيد الخوئي الذي وجد فيه كما يبدو متعة خاصة شغلته عن حضور بحث فقيه آخر.<[4]>

البعد العلمي: كان للسيد الشهيد المقام العلمي الشامخ، بعد أن طوى المراحل الدراسية المقررة في الحوزة في فترة وجيزة، وذلك لما تمتع به من مواهب ذاتية ولما كان يبذله من جد ومثابرة منقطعة النظير من أجل التحصيل العلمي، وقد إستطاع أن يبلغ مرتبة الأجتهاد دون سن التكليف.

ويشهد لمقامه العلمي الشامخ أساتذته وما أنتجه من مؤلفات رائعة في عمقها ومنهجيتها والفترة الزمنية في إنجازها.

لقد برع شهيدنا الصدر(قده) ليس فقط على مستوى علوم الحوزة التقليدية بل إنفتح على علوم عصره المختلفة محافظاً على أصالته الاسلامية مستفيداً من معطيات هذه العلوم، بعد التأكد من صحتها، ولياقتها للدخول في ميدان الاستدلال العلمي والوجداني.

إن الشهيد الصدر(قده) وبالرغم من قصر الفترة الزمنية التي عاشها وكثرة مشاغلها، قد خاض العديد من المجالات العلمية نذكر من ذلك:

1ـ أصول الفقه

2ـ الفقه

3ـ الفلسفة

4ـ المنطق

5ـ الأخلاق

6ـ التفسير

7ـ الاقتصاد

8 ـ التاريخ<[5]>

البعد الأيماني: كان الشهيد الصدر(قده) عارفاً بالله تعالى، محباً له، صابراً في جنبه، مضحياً في سبيله، مخلصاً في كل خطواته، مؤثراً لله حتى في الأمور الاحتماليه ويشهد لذلك مسلكه العظيم الذي طرحه تحت عنوان «مسلك حق الطاعة»، لم تأخذه في الله لومة لائم، وقد كان ألذ شيء عنده أن يشعر برضا الله تعالى عن أعماله..، ومن الشواهد على هذا الايمان العميق نذكر شاهدين على ذلك:

أـ قصة الخبز اليابس: حيث نقل بعض المقربين ممن عايش السيد الشهيد وهو يحدّث عن ايام الحصار فيقول أن السلطة منعت الحاج عباس ـ خادم السيد الشهيد ـ من دخول المنزل، وهو الذي كان يوفر ما تحتاجه عائلة السيد الشهيد من مواد غذائية قبل الحجز، وكان الهدف من ذلك هو قتل السيد الشهيد وعائلته جوعاً.

وبسبب هذه المحاصرة الجائرة اضطررنا الى الاستفادة من الخبز اليابس الذي لايصلح للأكل، وكنتُ يوماً أتغذى مع السيد الشهيد من هذا الطعام فلمح لي في وجهه علامات التأثر، وكنت في نفسي أقول: سبحان الله إن نائب المعصوم يأكل من هذا الفُتات بينما يأكل الطغاة ما لذّ وطاب فقال لي:

«إن هذا الطعام ألذُ طعام ذقته في حياتي، لأنه في سبيل الله ومن أجل الله».<[6]>

ب ـ مع الشهداء الخمسة: (حينما صدر حكم الأعدام على الشهداء الخمسة: المرحوم الشيخ عارف البصري، وصحبه، دخلتُ ذات يوم في حدود الساعة الثالثة ظهراً الى مكتبة السيد الشهيد فوجدته في المكتبة يبكي بكاءً شديداً فقلتُ له: سيدي ومولاي: ان كنت أنت هكذا تصنع إذن فماذا يجب أن أصنع أنا؟! حينئذ كفكف دموعه وقال يا: يا بُني! والله لو أن البعثيين خيروني بين إعدام خمسة من أولادي وبين إعدام هؤلاء لأخترتُ إعدام أولادي وضحيتُ بهم، لأن الاسلام اليوم يحتاجهم).<[7]>

البعد العبادي: من الجوانب الرائعة في حياة السيد الشهيد الجانب العبادي، ولا يستغرب أحد إذا قلت: إنه كان يهتم في هذا الجانب بالكيف دون الكم، فكان يقتصر على الواجبات والمهم من المستحبات.

كانت السِمة التي تميز تلك العبادات هي الانقطاع الكامل لله سبحانه وتعالى، والأخلاص والخشوع التامين قال الله تعالى «قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون» المؤمنون/1ـ2

كان لايُصلي، ولا يدعو، ولا يمارس أمثال هذه العبادات إلا إذا حصل له توجه وانقطاع كامل، وكان متكتماً على أمره هذا، ومتخفياً في عبادته، ولا يعرف أقرب الناس منه شيئاً عن هذا الأمر.

وكنتُ فيما سبق من الأيام أتربص الفُرص لأصلي خلفه جماعة في البيت، فكان في أحيان كثيرة يجلس في مصلاه، فكنت أجلس خلفه، وقد دخل وقت الصلاة بل قد يمضي على دخول وقتها اكثر من نصف ساعة والسيد الشهيد جالس مطرق برأسه يُفكر، ثم فجأة ينهض فيؤدي الصلاة، وقد سألته في يوم من الأيام عن سبب هذه الظاهرة فقال:

«إني آليتُ على نفسي منذ الصغر أن لا أصلي إلا بحضور قلب وانقطاع فأضطر في بعض الأحيان الى الانتظار حتى أتمكن من طرد الأفكار التي في ذهني، حتى تحصل لي حالة الصفاء والانقطاع، وعندها أقوم للصلاة».

ولم تكن هذه الحالة خاصة بالصلاة فقط، بل كانت تمتد إلى كل أشكال وصور العبادة الأخرى، ولقد سمعته خلال فترة الحجز، ولم أسمعه قبل ذلك يقرأ القرآن في أيام وليالي شهر رمضان بصوت حزين وشجي، ودموع جارية يخشع القلب لسماعه، وتسمو النفس لألحانه، وهو في حالة عجيبة من الانقطاع والذوبان مع معاني القرآن، إنه مشهد عجيب يعجز القلم عن وصفه، وما فيه من معنويات كبيرة.

ومن المشاهد الخالدة التي تتعلق بهذا الموضوع، ما حدث في سفرنا لأداء العمرة قبل إنتصار الثورة الاسلامية في ايران بقليل، فقد كان يذهب الى المسجد الحرام يصلي الظهر والعصر، ثم يعود الى الفندق لتناول وجبة الغداء، ثم يعود مرة أخرى في حدود الساعة الثانية ظهراً الى المسجد حيث يقل الزحام بسبب شدة الحر، وكانت أرض المسجد الحرام مغطاة بالمرمر الطبيعي ـ وهو غير المرمر الموجود حالياً ـ فكان لايتمكن أحد من شدة الحر من الطواف في تلك الفترة، فكان يذهب في ذلك الوقت الى المسجد حافي القدمين، وكنتُ أطوف معه فوالله ما تمكنت من إكمال شوط واحد، حتى قطعت طوافي وذهبت مسرعاً إلى الظل، فقد شعرتُ أن باطن قدمي قد إلتهب من شدة الحر، وما طفتُ في تلك الساعة إلا منتعلاً. فكنتُ أعجب من حال السيد الشهيد وهو يطوف ويصلي، وكأنه في الجو الطبيعي الملائم، فسألته يوماً بعد عودتنا من المسجد الحرام عن هذه القدرة العجيبة من التحمل فقال:

«مادمتُ في المسجد الحرام لا أشعرُ بالحرارة، نعم بعد أن أعود الى الفندق أحس بألم في قدمي»

ولم يكن ذلك إلا بسبب إنقطاعه وتوجهه الى الله تعالى، والا فإنه كان يتضايق من الحر في الظروف الطبيعية.)<[8]>

البعد الأخلاقي: وقد جسد لنا الشهيد الصدر(قده) في أخلاقه أخلاق القرآن وأخلاق أهل البيت(عليهم السلام)، نشير فيما يأتي الى باقة منها:

1ـ زهده: كانت حياة الشهيد الذاتية والعائلية عبارة عن حياة التقشف والاكتفاء بما يكتفي به أدنى الناس في المجتمع، سواء في السكن أو المأكل أو الملبس أو الشؤون الأقتصادية الأخرى.

عزف عن الدنيا مواساة للضعفاء والفقراء والبائسين، إنطلاقاً من موقعه القيادي في الأمة والمجتمع ليكون لهم على الدوام ظهيراً.

كان يُعلم أفراد أسرته كيف يعيشون وهم في موقع المسؤولية والقيادة ليكون الحرمان والمعاناة عن وعي وفي مرضاة الله تعالى، ومن الشواهد على زهده:

أـ ما ذكره السيد عبدالرحيم الشوكي يقول: «بعثتُ أحد الأشخاص الى السيد الشهيد الصدر(قده) عندما كنتُ وكيله وأعطيتُ له بعضاً من الأموال ليدفعها الى السيد، فنقل غير أن السيد أرجعها إليه ثانية بعد أن رفع منها ديناراً واحداً، فتعجب هذا الشخص فسأله عن عدم قبوله للمال فأجابه: فرقوه على من تعرفون من الطلاب المعوزين، فقال له: فلِم رفعتَ منه ديناراً فقط، فقال: هذا هو ما يكفيني ليومي وان الذي رزقني ليومي هذا سيرزقني لغد).<[9]>

ب ـ… رأيتُ العجب في يوم من الأيام، وذلك بعد جريمة إعدام الشهداء الخمسة، حيث أُصيب بخدر شديد في رجله أعجزه عن الحركة عدة أيام، فلما أراد الأستحمام طلب مني مساعدته، فلما دخل الحمام رأيت ما نُسميه «الفانيلة» وفيها اكثر من مزق، فقلتُ له: سيدي هذه «الفانيلة» ممزقة، فهل أشتري لكم غيرها؟ فقال: كلا: هذه لايراها أحد، ولقد رأيته مراراً يصلح ملابسه بنفسه.<[10]>

2ـ تواضعه: إن المرء ليقف حائراً أمام تواضع الشهيد الصدر(قده) بدون تكلف وتصنع، مع الصغير والكبير، مع العالم والجاهل، مع مختلف طبقات المجتمع وشرائحه، حتى أنه كان يقوم للنساء لدى زيارته في حالة الاستقبال وفي حالة التوديع.

وبالرغم من المقام العلمي الكبير للسيد الشهيد إلا أنه ما كان يأخذه الغرور و لا التعالي على الآخرين،<[11]>وما كان يُحب الشهرة ولا الألقاب الرنانة وان كان أهلاً لها، ومن الشواهد على تواضعه نذكر:

أـ ينقل الشيخ النعماني الى أن السيد الشهيد حينما أكمل كتابه «الفتاوى الواضحة» وأردنا إرساله الى المطبعة كتبت على الدفتر منها عبارة «تأليف سماحة آية الله العظمى السيد محمدباقر الصدر»، فلما رأى ذلك شطب عبارة (سماحة آية الله العظمى) وقال لي: لا حاجة الى ذلك، قدمها الى الطبع بهذا الشكل.»<[12]>

ب ـ حدّثت السيدة أم تقى قائلة «دخلت عليه أزوره مع إحدى أخواتي المؤمنات بعد خروجه من المعتقل قبل إعتقاله اليتيم. فاستقبلنا بمحضر والدته واخته قائماً لنا على هيئة التي يصفونه بها عند استقباله للرجال، وبعد أن حدثنا حديث قلبه وروحه وآن لنا أن ننصرف عنه قام لنا، وبقي قائماً حتى إنصرفنا عنه بعقلين مأخوذين كأنما ضلا سجية التعقل، وقلبين دهشين كأنما كانا في مشهد مهيب، وتنطلق صاحبتي بعد هذا الموقف تقرأ سطور صفحته الشريفة على مسامع الملأ ممن لاتعرفهم يقدرون المرأة ويكبرونها في أنفسهم وتقول لهم (إنه الصدر العظيم يحترم المرأة الى الحد الذي يقيمه لها إذا أقبلت عليه أو إذا إنصرفت عنه فأنى تؤفكون؟)<[13]>

3ـ شجاعته: أما شجاعته فهي مما ورثه الامام الشهيد عن أجداده الطاهرين، فنجده لايعبأ في مقارعة الظالمين بقسوتهم وشدة بطشهم وفتكهم، ولايخاف ما يؤول إليه مصيره مادام ذلك في ذات الله تعالى وفي مرضاته وفي سبيل إعلاء كلمته، ففي الظروف الحرجة التي تعزُ فيها النفس يبادر السيد الصدر للتضحية ويسترخص النفس، وفي اليوم الذي تبلغ القلوب الحناجر ويلوذ الجميع الى الصمت مخافة بطش الحاكمين يرفع الشهيد عقيرته مستنكراً الظلم، ويتحدى جلاوزة الظالمين، فيوم كان المد الأحمر يغزو الشارع العراقي يفتك بكل من يعارض، يتصدى الشهيد الصدر(رض) للرد على الأفكار الألحادية بكل موضوعية، وفي الوقت الذي يخشى أن يصادر الكتاب وهو في طريقه الى المطبعة.

ولما طلب من السيد الشهيد إدانة الثورة الأسلامية والتعرض بسوء لشخص قائدها الأمام الخميني قال مخاطباً ضابط الأمن «لقد كان هدفي وأمنيتي في حياتي تأسيس حكومة إسلامية، والآن وقد تأسست في ايران وتحققت أمنيتي فكيف أقول شيئاً ضدها؟

وعندما قال له الضابط بأنه سيعدم قال له الشهيد الصدر(قده): إذا كنت مأموراً بتنفيذ حكم الأعدام فنفذه الآن، وأنا أنتظر الأعدام منذ فترة والشهادة طريق آبائي وأجدادي)<[14]>

وهكذا كان الشهيد الصدر(قده) صادحاً بكلمة الحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، فهو كما قال ربنا تعالى «الذين يُبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله»

4ـ عطفه ورأفته: كان لايُرى إلا مبتسماً في الضراء والسراء، ويتعامل مع من حوله تعاملاً أبوياً وأخوياً حتى مع أولئك الجلاوزة الذين وضعتهم السلطات عيوناً تُحصي عليه أنفاسه وتراقب حركاته وسكناته.

كان ودوداً عطوفاً تأوي إلى حنانه وعطفه شرائح المجتمع، كبيرهم وصغيرهم، عالمهم وجاهلهم ويستظلون بظلال رأفته، فكان يسبغ عليهم وده وحنانه ورأفته.

وعُرف بتفقد أحوال طلابه المالية والأجتماعية واحتياجاتهم، فكان يراقب ملبسهم ويسأل عن مأكلهم لئلا يكونوا في ضيق وفاقة.

ونقل أن أحد المقربين جاء الى السيد وأخبره أن في المدرسة الشبريه، أحد الطلبة لم يذق طعاماً منذ يومين. إعتلت على وجه السيد الشهيد كآبة وارتعدت فرائصه وقال صحيح هنا في النجف من الطلبة من هو جائع؟ ولم يذق طعاماً منذ يومين وأنا شبعان. ماذا أقول للأمام الحجة؟ ماذا أجيب ربي يوم القيامة؟

وعندها ناول هذا الشخص خمسة دنانير وأمره أن يحث الخُطَى وأن يعتذر إليه وطلب منه أن يستغفر له لأنه لم يكن على علم بحاله.

ولم يكن هذا العطف والود حكراً على طلبته وتلاميذه بل يتعدى الى غيرهم من الضعفاء، فينقل خادمه أنه في يوم زفافه حضر الأمام الشهيد ومعه تلاميذه فتكلم الأمام بالمدعوين قائلاً: بأنني مبتهج بهذا الزواج وكأنه زواج إبني.

والجميل من شهيدنا أنه لايشمل العناية والعطف من حوله وحسب، بل يشعرهم عطفه هذا وهم على البعد، فكثير من العلماء من يسبغ على من حوله الرعاية غير أنه سرعان ما ينشغل عنهم إذا إبتعدوا عنه قلم يعد يذكرهم أو يحاول أن يتذكرهم.

بيد أن عطفه هذا لم يقتصر على محبيه فقط، بل شمل أعداءه من الجلاوزة الذين يتربصون به أولئك عيون السلطة وجواسيسها، فلم يحقد عليهم بل يتألم لوضعهم، مثله مثل أجداده الطاهرين. ومن ذلك ما ينقله الشيخ محمدرضا النعماني.

«.. فلقد سمعته مرة يكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله… ولما استوضحته علمتُ أنه نظر من الشباك فرأى رجال الأمن ممن كان مكلفاً بالحراسة على بيته في إقامته الجبرية عطاشى يتصبب العرف من وجوههم، فأمر الخادم بأن يسقيهم الماء، ولما قلتُ له سيدنا هؤلاء يستحقون اكثر من ذلك. قال: أنت وأي طالب آخر عندما توضع هذه العمامة على رأسه يجب أن يُغير نظرته للناس «ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك»، أنت عشت في بيئة مؤمنة فصرت مؤمناً، ولو أن المجتمع أتاح لهؤلاء الفرصة لكانوا مثلك ومثل أيّ مؤمن آخر، وما يدريك أن يأتي وقت يهتدون فيه).<[15]>

5ـ صبره وتسامحه: فكثير ما يسيء البعض إليه وعن قصد أحياناً فيرد عليهم بالصبر الجميل والتسامح، لأن الأمام الصدر(قده) كان قد وظف كل إمكاناته من أجل هدف اسمى هو بناء المدرسة الاسلامية، والأجيال المسلمة، لذلك لم يعبأ بما ينال شخصه فيعرض عنهم بسماحته وعفوه.

وقد اشتهر عنه الكثير من تسامحه منها ما نقله السيد كاظم الحائري (انه إنفصل أحد طلابه عن درسه وعن خطِه الفكري الاسلامي ثم بدأ يشتمه وينال منه في غيابه أمام الناس وكان كثير من كلماته تصل الى مسامع أستاذنا العظيم، وكنت ذات يوم جالساً بحضرته الشريفة، فجرى الكلام عن هذا الطالب الذي ذكرناه فقال «أنا لازلتُ أعتقد بعدالة هذا الشخص وان ما يصدر منه ناتج عن خطأ في اعتقاده، وليس ناتجاً عن عدم مبالاته بالدين».<[16]>

لقد كانت «تترامى الاتهامات والأكاذيب الى مسامع الشهيد، ويصبر على ذلك وهو يتأوه ويتوجع دون أن يظهره للأمة أو يحاول إستثماره لمحاربة خصومه هؤلاء حتى أنه كتب رسالة لتلميذه السيد كاظم الحائري يصف له نفسه قائلاً:

«إن مثلي مثل الشجرة جذرها منخور وأغصانها وارفة الظلال مثمرة)<[17]>

6ـ الوفاء والاخلاص: كان الوفي المخلص مع ربه، وفياً مخلصاً مع عباده، وكان وفياً مخلصاً مع علمه، فأتقنه وحققه وصفّاه ثم وهبه وأعطاه.

كان وفياً مخلصاً مع تلامذته وأبنائه فصدقهم فيما أعطاهم، وأخلص لهم في عطائه ومحض لهم النصح لم يكذبهم فيه، وكان وفياً مخلصاً مع أمته التي أعطته قيادها وائتمنته على مصيرها، فتحمل ما فاتتدكدك له الجبال من الخطوب، ويذوب له الصخر الأصم من لظى الشجو والشجن، وقال كلمته الخالدة:

«إني أُؤكدلك يا شعب آبائي وأجدادي أني معك وفي أعماقك، ولن أتخلى عنك في محنتك، وسأبذل آخر قطرة من دمي في سبيل الله ومن أجلك، أنا أُعلن لكم يا أبنائي أنني صممتُ على الشهادة، ولعل هذا آخر ما تسمعون مني، وان أبواب الجنة قد فتحت لتستقبل قوافل الشهداء حتى يكتب الله لكم النصر).<[18]>

البعد السياسي والجهادي: لقد كانت هموم الشهيد الصدر(قده) وتطلعاته نحو جميع الشعوب الاسلامية يتابع أخبارها ويتخذ الموقف المقدور والمناسب إزاءها، إنطلاقاً من التكليف الألهي الذي وضحته نصوص الشريعة المختلفة كقول الرسول «من أصبح لايهتم بأمور المسلمين فليس منهم»، وقول الأمام علي(عليه السلام) «أخذ الله على العلماء ألأ يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم»…، لم يكن إقليمي التفكير يوماً ما، بل كان يروض نفسه للتفكير في شعوب البلاد الاسلامية كتفكيره بشعب العراق، كان يقول رحمه الله «أنا حينما مرّ بالعراق المد الأحمر الشيوعي، كنت ألف مرة ومرة أمتحن نفسي فأوجه إلى نفسي هذا السؤال: إني أشعرُ الآن بألم شديد!! لأن العراق مهدد بخطر الشيوعية، لكن هل إني سوف أشعر بنفس هذا الألم وبنفس هذه الدرجة لو أن هذا الخطر وجه إلى إيران، لو وجه إلى أي بلد آخر من بلاد المسلمين الكبرى بدلاً عن هذه البلاد؟

أوجه هذا السؤال إلى نفسي حتى أمتحن نفسي لأرى أن هذا الألم الذي اعيشه لأجل تغلغل الشيوعية في العراق هل هو لأجل خبز سوف ينقطع عني؟ أو لمقام شخصي سوف يتهدم! فهل ان ألمي لأجل أن هذه المصالح الشخصية أصبحت في خطر! إذا كان هكذا… إذن فسوف يكون ألمي للشيوعية في العراق أشد من ألمي للشيوعية في ايران… وأما إذا كان ألمي لله تعالى، إذا كان ألمي لأني أريد أن يُعبد الله في الأرض وأريد ألاّ يخرج الناس من دين الله أفواجاً، فحينئذ أرتفع عن حدود العراق وايران…، سوف أعيش لمصالح الاسلام، سوف أتفاعل مع الأخطار التي تهدد الاسلام بدرجة واحدة دون فرق بين العراق وايران وبين أرجاء العالم الاسلامي الأخرى.<[19]>

فعندما تعرض المسجد الأقصى إلى الأحراق فإن السيد الصدر حث السيد محسن الحكيم(قده) على إصدار بيان بهذا الشأن إلى كافة المسلمين لاستنكار هذا العمل الجبان وتحريض المسلمين للضغط على حكوماتهم.

وحين أقدم السادات المقبور على خطواته الخيانية وزيارته لتل أبيب ومحادثاته مع زعماء الصهاينة والتي تمخضت عنها إتفاقيات كامب ديفيد عام (1399)هج بعث السيد الشهيد ببرقية إستنكار عاجلة للسادات حذره من مغبة المضي في هذه المحاولات، وفي زيارته للبنان، لاحظ الشهيد الصدر(قده) إنخفاض الوعي الاسلامي وتدني الثقافة الأسلامية بين صفوف أبناء الشعب اللبناني المسلم واقتحام الثقافة الغربية بحيث سيطرت على مفاهيمهم وتصوراتهم، فراح يبحث مع علماء لبنان عن العلاج السريع والناجع للقضاء على هذه الحالة.

وعلى مستوى أفغانستان الاسلامية ومحنة الشعب الأفغاني المسلم، وجه بيانه للشعب الأفغاني يحثه على مواصلة الجهاد ويناشد المسلمين على تقديم العون لهذا الشعب المظلوم.

واتجاه الثورة الاسلامية في ايران وقف إلى جانب قيادتها ووجه نداءاته للشعب الايراني المسلم بضرورة الالتفاف حول هذا القيادة وبعد الأنتصار أبرق مهنئاً وساهم في كتابة دستور هذه الدولة المباركة.

وأما في العراق فقد عاش محنة الأكراد في شمال العراق، وكانت محل عنايته، فعندما شنت السلطة البعثية الغاشمة حربها ضد الأكراد المسلمين في عام (69ـ70) جمع السيد الشهيد خيرة تلامذته متحدثاً عن مشاكل وأوضاع الأمة تطرق الى هذه الحرب الظالمة وطلب من هؤلاء التلاميذ أن يتحسسوا الآلام والمحن التي يعيشها الشعب الكردي المسلم، ومن المعروف أن السيد الشهيد إمتنع عن إعطاء فتوى في مقاتلة الأخوة الأكراد حيث طلب إليه البعثيون ذلك، كما أنه حرّم على كل ضابط أو جندي المشاركة الفعلية بشكل وآخر بهذه الحرب وأكد على ضرورة التخلص من هذا المأزق الشرعي.<[20]>

وعلى مستوى الشعب العراقي بشكل عام عندما رأى الشهيد الصدر(قده) الأحزاب العلمانية والحكومات الغاشمة تعمل على إبعاده عن الاسلام ومصادرة كرامته وحقوقه المختلفة تصدى لتوعية هذا الشعب بمختلف الوسائل كان في مقدمتها طرح الثقافة الاسلامية بإسلوب عصري، كما سعى لتنشيط العلماء لأداء رسالتهم وساهم في تأسيس حزب إسلامي (حزب الدعوة الاسلامية) ليكون بديلاً عن الأحزاب الضالة… وعندما عاشت الأمة في مواجهة حادة مع سلطة البعث الغاشم تصدى معها لهذه المواجهة بكل قوة وجدارة فحرم الأنتماء الى حزب السلطة وأفتى بوجوب الكفاح المسلح ضدها وبقي في صراعه مع أزلام هذه السلطة حتى رزقه الله الشهادة بعد أن رسم طريق الخلاص للشعب العراقي من هذه الحكومة اللاإنسانية حينما أوصاهم بقوله «فعلى كل مسلم في العراق، وعلى كل عراقي في خارج العراق أن يعمل كل ما بوسعه ـ ولو كلفه ذلك حياته ـ من أجل إدامة الجهاد والنضال، لأزالة هذا الكابوس عن صدر العراق الحبيب، وتحريره من العصابة اللا إنسانية، وتوفير حكم صالح فذ شريف يقوم على أساس الاسلام»<[21]>

الشهادة: في اليوم الخامس من شهر نيسان عام/1980م وفي الساعة الثانية والنصف بعدالظهر جاء المجرم مدير أمن النجف ومعه مساعده الخبيث (أبوشيماء) فالتقى بالسيد الشهيد وقال له: إن المسؤولين يودون لقاءك في بغداد.

فقال السيد الشهيد: إذا أمروك بإعتقالي فنعم، أذهب معك الى حيث تشاء.

مدير الأمن: نعم، هو إعتقال.

السيد الشهيد: إنتظرني دقائق حتى أودع أهلي.

مدير الأمن: لا حاجة لذلك ففي نفس هذا اليوم أوغد ستعود.

السيد الشهيد: وهل يضركم أن أودع أطفالي وأهلي.

مدير الأمن: لا، ولكن لا حاجة لذلك، ومع ذلك فافعل ما تشاء.

فقام (رضوان الله عليه) و ودع أهله وأطفاله. وهذه المرة الوحيدة التي أراه يودعهم من بين الأعتقالات التي تعرض لها.

ثم عاد والأبتسامة تعلو وجهه، فقال لمدير أمن النجف، هيابنا نذهب الى بغداد.

وذهب السيد الشهيد الى بغداد لينال الشهادة، ويفي لشعبه بوعده حين خاطبه قائلا: «وأنا اعلن لكم با أبنائي أني صممت على الشهادة، ولعل هذا آخر ما تسمعونه مني».<[22]>

وفي مساء اليوم التاسع من نيسان/1980م، وفي حدود الساعة التاسعة أو العاشرة مساءً قطعت السلطة التيار الكهربائي عن مدينة النجف الأشرف، وفي ظلام الليل الدامس تسللت مجموعة من قوات الأمن الى دار المرحوم السيد محمد صادق الصدر، وطلبوا منه الحضور معهم الى ينابة محافظة النجف، وكان بانتظاره هناك المجرم مدير أمن النجف (أبوسعد) فقال له: هذه جنازة الصدر وأخته، قد تمّ إعدامهما، وطلب منه أن يذهب معهم لدفنهما.

فقال المرحوم السيد محمد صادق الصدر: لابُدّ لي من تغسيلهما.

فقال له مدير الأمن: قد تمّ تغسيلهما وتكفينهما.

فقال: لابُد من الصلاة عليهما.

فقال مدير الأمن: نعم، صلّ عليهما.

وبعد أن إنتهى من الصلاة، قال له مدير الأمن: هل تُحب ان تراهما.

فقال: نعم.

فأمر الجلاوزة بفتح التابوت، فشاهد السيد الصدر مضرجاً بدمائه، وآثار التعذيب على كل مكان من وجهه، وكذلك كان حال الشهيدة بنت الهدى.

ثم قال له: لك أن تُخبر عن إعدام السيد الصدر، ولكن إياك أن تخبر عن إعدام بنت الهدى، إن جزاءك سيكون الأعدام.

ولما حانت وفاة المرحوم السيد محمد صادق الصدر أخبر عن شهادة بنت الهدى وقد دُفن السيد الشهيد في مقبرة وادي السلام في النجف الاشرف والى جانبه أخته الطاهرة بنت الهدى في مكان أعرفه على نحو الأجمال.<[23]>

الزوجة والذرية:<[24]> تزوج من بنت عمه كريمة المرجع الديني السيد صدرالدين الصدر، شقيقة الأمام السيد موسى الصدر، وقد رزق منها خمس بنات وابناً واحداً هو رابع أولاده، يُدعى السيد جعفر الصدر.

المحور الثاني: قبسات مما قالوا في شخصية الشهيد الصدر(قده):

إن من مصادر التعريف بالشخصية واستطلاع معالِمها، هو الرجوع الى شهادة وتقييم أصحاب الخبرة والأختصاص من العلماء والمفكرين…، وفيما يأتي نقوم باستعراض لعدد من مقولاتهم:

من مفاخر الحوزات:

من بيان الامام الخميني بمناسبة الشهادة للسيد الصدر(قده):

«.. أُعلن يوم الخميس عطلة عامة وذلك تكريماً لهذه الشخصية العلمية، ولهذا المجاهد الذي كان من مفاخر الحوزات العلمية ومراجع الدين والمفكرين المسلمين»<[25]>

مفكر إسلامي نادر وفذ، يمزج القول بالعمل:

من كلام لآية الله السيد علي الخامنئي:

«إن الشهيد الصدر(قده) مفكر إسلامي نادر فذ، الشهيد الصدر بلسانه وعمله مزج القول بالعمل»<[26]>

عالِم العصر الاسلامي:

يقول د. علي شريعتي:

«إنه من حسن الحظ أن اكون مطلعاً على كتاباته الابداعية القيمة مثل «فلسفتنا» و«إقتصادنا» لقد أثبت السيد محمد باقر الصدر(قده) في هذه الكتابات أنه علاوة على تأصله بالثقافة الاسلامية يتوفر على فهم واع لعصرنا، يحس بهمومنا وأوجاعنا، ويحيط بمقتضيات زماننا، إضافة الى أنه يتحدث بلغة أهل هذا العصر وأسلوبهم، فهو أيضاً على دراية بمناهج البحث العلمي المعاصرة، وهذه العناصر بمجموعها هي ما يحتاج إليه في الواقع «العالم الاسلامي» في زماننا، وفي المقابل لايحتاج عصرنا إلا إلى «عالِم إسلامي» يكون على مثل هذا الطراز ويمثل هذه الخصائص»<[27]>

عالمية الفكر:

المستشرقة الأيطالية السيدة بيانكا سكارسيا تقول:

«كتبتُ عن محمدباقر الصدر(قده)، وتناولتُ تأثير كتاباته، الذي لم يقتصر على العراق ولبنان وايران فقط، بل إمتد إلى العالم الاسلامي برمته»<[28]>

أكبرُ منظر:

الشيخ علي حجتي كرماني، قال ما ترجمته:

«فيما يتعلق بآية الله السيد محمدباقر الصدر(قده) إذا قلت أنه أبرز وجه علمي وألمع شخصية علمائية في العالم الاسلامي، واذا قلتُ إنه أكبر مُنظّر آيديولوجي في عالم التشيع فلن أكون مبالغاً».<[29]>

العصرنة:

يقول الدكتور معن زيادة الباحث العربي اللبناني:

«الأسس المنطقية للاستقراء» بالذات، هو من الكتب المهمة التي يجب أن تُقرأ على نطاق واسع الآن، وخاصة في وقتنا الحاضر»<[30]>

الفقاهة:

يقول الدكتور محمد مصطفى أيوب اللبناني الأصل مقيم في أمريكا:

«هو في الحقيقة فقيه في الفكر الاسلامي المعاصر»<[31]>

هوية الأنا:

يقول المفكر العربي الكبير د. حسن حنفي:

«وفي إطار جدل الأنا والآخر، وجدت الأنا هويتها في «فلسفتنا» و«إقتصادنا»، من أجل التركيز على خصوصيتها في مواجهة الآخر، وفي نفس الوقت تنقد ثقافة الآخر الذي قام بإثبات طرف وانكار طرف آخر في الأسس المنطقية للاستقراء».<[32]>

روعة الانتاج:

د. عبدالكريم سروش تحدث عن الصدر(قده) من خلال كتابه «الأسس المنطقية للاستقراء» إذ وصف محاولته بأنها «أروع ما أنتجه العقل الاسلامي على مرّ التاريخ»<[33]>

وعي العصر وهاجس الدين:

د. السيد محمد خاتمي يصف الصدر بصفتين:

«وعي العصر والتحلي بهاجس الدين»<[34]>

من منابع الصحوة الاسلامية:

الشيخ نوري من علماء السنغال البارزين يقول:

«لا اعتبر السيد محمدباقر الصدر(قده) من العمالقة فقط، وانما يمثل أهم مدرسة فقهية، وبالنسبة للصحوة الاسلامية فهو يمثل أهم منبع يَنهل منه المفكرون الأفارقة والمسؤولون في الحركات الاسلامية، وهو يقف الى جانب المودودي وسيد قطب اللذين عالجا الجانب الأقتصادي، ولكنه في الجانب الأيديولوجي يُعد المرجع، إنه لو كان حياً الآن لكان الوضع يختلف عمّا كان عليه سابقاً سواء في العراق أو في البلاد العربية أو أفريقيا».<[35]>

أعجوبة الزمن:

الأستاذ حسن الأمين صاحب (دائرة المعارف الشيعية) من لبنان يقول:

«السيد محمدباقر الصدر(قده) ليس ممن يأتون في كل وقت، والمرء لايعلم متى يجود الزمن بأمثال هؤلاء الكبار، إنه أعجوبة من أعاجيب هذا الزمن، ولا أعتقد أن هناك إجراماً مُني به العالم الاسلامي كالاجرام الذي أدى الى قتل هذا الرجل، وهو في أوائل عطائه ـ عندما نقرأ للشهيد الصدر(قده) كتاباته الفقهية نقول بأنه فقيه العصر بلا منازع، وعندما نأخذ كتاباته في التاريخ الاسلامي نقول بأن هذا الانسان خُلق للتاريخ الاسلامي بشكل متفوق وليس بشكل عادي، وهكذا كتاباته الفلسفية والاقتصادية».<[36]>

الخسارة الكبيرة:

يقول الأستاذ حسن التل من الأردن:

وكان الشهيد الصدر(قده) من أعلام الفكر الاسلامي في بلادنا، كان مرجعاً كبيراً لكل طلبة العِلم في المجال الأكاديمي أو في المجال الثقافي، كانت خسارته العلمية خسارة فادحة، لم يخسره العراق وحده ولم يخسره الشيعة وحدهم، ولكنه كان خسارة للمسلمين وللعالم كله، إن هذا المفكر ثروة بشرية أكثر من كونه ثروة لطائفة أو لمذهب أو حتى لقطر، نعم، إن خسارته خسارة كبيرة»<[37]>

من أدوات الثورة الثقافية:

يقول الدكتور فهمي الشناوي:

«المثقفون في مصر يقرؤن كتب الشهيد الصدر(قده)، ولكن على المسلمين أن يفكروا بمدارس مفكريهم ويلخصوا كتبهم ويؤصلوا قضيتهم ويعلموا الأجيال الصغيرة خلاصة فكرهم، لابد من انشاء تنظيمات أو مدارس فكرية تدرس الاجيال خلاصة ما وصل إليه المفكرون الأسلاميون الخالصون، فالاسلام ثورة ثقافية وأدوات الثورة الثقافية من أمثال محمدباقر الصدر».<[38]>

التأثير العميق:

السيد ساجد النقوي/ زعيم الشيعة في باكستان يقول:

«الشهيد الصدر(قده) ـ رحمة الله عليه ـ له تأثير عميق في باكستان في الأوساط الجامعية والأوساط العلمية لأنه كتب في الفلسفة والأقتصاد وفي مختلف المجالات العلمية، كتباً لا نظير لها، وفي الفترة الأخيرة، أُدخلت كتب السيد الشهيد في المناهج الدراسية في جامعة كراتشي».<[39]>

كان مثال خُلق كريم:

يقول أحد أساتذته:

«كان شعلة ذكاء وقدوة أدب ومثال خُلق كريم ونفس مستقيمة…، أحببته طفلاً صغيراً بريئاً، وأجللتُ فيه شيخاً كبيراً لما ألمّ به من علم ومعرفة، حتى أنني قلتُ له ذات يوم: إنني أتوقع أن يأتي يوم ننهل فيه من علمك ومعرفتك ونهتدي بأفكارك وآرائك، فكان جوابه بكل أدب واحترام وقد علت وجهه حمرة الخجل: عفواً أُستاذ، فأنا لاأزال وسأبقى تلميذكم وتلميذ كل من أدبني وعلمني في هذه المدرسة وسأبقى تلميذكم المدين إليكم بتعليمي وتثقيفي».<[40]>

منازل عنيد:

يقول د. أكرم زعيتر:

«إنني أعتقد أن المادية الديالكتيكية لم تجابه بمناقشات فلسفية واعية فاهمة ولم تُقرع بردود علمية من قبل كتاب العرب المتفلسفين كما جوبهت وكما قُرعت بهذا الكتاب ـ يقصد فلسفتنا ـ أجل إنه لم ينازلها منازل عربي أو مسلم عنيد حسب إطلاعي مثل محمدباقر الصدر(قده)».<[41]>

أقوى خصم للمادية:

الشيخ محمد جواد مغنية يقول:

«إن كتاب فلسفتنا لو تُرجم الى اللغات الأجنبية لكان له شأن وأي شأن ولقال أهل الغرب والشرق، إن جامعة النجف الأشرف أقوى خصم عرفه الماديون على الاطلاق».<[42]>

أول من أنزل الفلسفة الاسلامية من برجها العاجي!

يقول عبدالحسين البقال:

(أول من أنزل الفلسفة الاسلامية من برجها العاجي الذي إحتكره أناس مخصوصون، نعم، أنزلها وجعلها في متناول الطبقة المثقفة من الناس وعلى مستوى العصر ومستوى إهتماماته».<[43]>

العمق الفلسفي والفكر المستقل:

يقول د.زكي نجيب محفوظ عن كتاب الأسس المنطقية للأستقراء:

«إنه من الكتب التي ينبغي أن تُترجم إلى اللغة الأنجليزية لتعرف أورپا أنّ لدينا فلاسفة أصليون يملكون العمق الفلسفي والفكر المستقل»<[44]>

الكتاب الذي لم يكتشف……:

الشيخ محمد مهدي شمس الدين قال عن كتاب ـ الأسس المنطقية للاستقراء ـ

«هو كتاب أعتقد أنه لم يكتشف حتى الآن»<[45]>

لم أرَ مثل هذا الطرح!

الأستاذ الدكتور محمد شوقي الفنجري لدى زيارته للسيد الصدر(قده) قال: «إني درست في أورپا واطلعتُ على مناهج كثيرة في جامعات العالَم فلم أرَ مثل هذا الطرح الموجود في «فلسفتنا» و«إقتصادنا».<[46]>

الباحث العلمي:

الدكتور حامد حنفي داود في مقولة له عن كتاب (بحث حول المهدي):

«إستطاع بفضل ما وُهب من إستعداد وما إكتسب من أدوات العلم أنْ يبحث هذه الخارقة في صورة علمية، تشبه تماماً ما يفعله العالم الطبيعي أو الكيميائي في العمل ليقنع الخصوم والمفكرين بتجربته»<[47]>

الدقة والعمق والشمول:

يقول السيد كاظم الحائري:

«تتميز الأبحاث العلمية لأستاذنا الشهيد عن سائر الأبحاث العلمية المألوفة بالدقة الفائقة والعمق الذي يقل نظيره من ناحية، وبالسعة والشمول لكل جوانب المسألة المبحوث عنها من ناحية أخرى، حتى أن الباحث الجديد لها قلّ ما يحصل على منفذ للتوسيع أو التعميق الزائدين على ما أتى به الأستاذ»<[48]>

الابداع والتجديد:

يقول السيد محمود الهاشمي:

«ان حركة العلوم والمعارف البشرية وتطورها ترتكز على ظاهرة التجديد، والأبداع، التي تمتاز بها أفكار العلماء والمحققين في كل حقل من حقول المعرفة، وقد كان سيدنا الشهيد(قده) يتمتع في هذا المجال بقدرة فائقة على التجديد وتطوير ما كان يتناوله من العلوم والنظريات…، ولقد كان من ثمرات هذه الخصيصة أنه إستطاع أن يفتح آفاقاً للمعرفة الأسلامية، لم تكن مطروقة قبله، فكان هو رائدها الأول، وفاتح أبوابها، ومؤسس مناهجها، وواضع معالمها وخطوطها العريضة، وستبقى المدرسة الأسلامية مدينة لهذه الشخصية العملاقة في هذه الحقول».<[49]>

النقلة المتقدمة:

السيد محمد حسين فضل الله يقول:

«السيد محمدباقر الصدر(قده) الذي كان فكره وقلمه يمثلان النقلة المتقدمة لحركة الاتجاه الاسلامي الرائد»<[50]>

المُنظر لجماعة العلماء:

السيد محمدباقر الحكيم يقول:

«وقد وجد علماء النجف الأشرف أن من الضروري أن يطرح الاسلام كقوة فكرية وسياسية أصيلة تنتمي إلى السماء وتمتد جذورها في الشعب المسلم. وولدت لأجل ذلك أطروحة «جماعة العلماء» التي يمكن أن نقول يحق أن وجودها يرتبط بشكل رئيسي بعقلية السيد الشهيد الصدر(قده)، واهتمامات المرجعية الدينية وطموحاتها الكبيرة التي كانت تتمثل بالمرحوم الأمام السيد محسن الحكيم(قده)»<[51]>

حفاوته بزائريه!

الأستاذ محمد التيجاني يقول:

«ودخلنا على السيد محمدباقر الصدر(قده) في بيته، وكان مليئاً بطلبة العلوم، وقدموني إليه فرحبّ بي كثيراً وأجلسني بجانبه، وأخذ يسألني عن تونس والجزائر وعن بعض العلماء المشهورين…، وأنستُ بحديثه ورغم الهيبة التي تعلوه والأحترام الذي يحوطه به جلساؤه، وجدت نفسي غير مُحرج وكأني أعرفه من قبل، واستفدتُ من تلك الجلسة»<[52]>

الشهيد الصدر(قده) أمة!

الشيخ محمدرضا النعماني كتب عن الشهيد الصدر(قده) قائلاً:

«إن الشهيد الصدر (رضوان الله عليه) أمة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، يمتلك مقوماتها التي تجعله يمتد إلى ما تمتد إليه الأمم، ويمتلك عناصر الخلود المتمثلة بدمه الزكي، ومواقفه الجهادية، وعطائه العلمي، وتفانيه في الله تعالى، وتضحيته من أجل الاسلام»<[53]>

دراسة علمية رائدة:

يقول د. محمد المبارك:

«وتعتبر محاولة العلامة السيد محمدباقر الصدر(قده) في رأيي محاولة جريئة من هذا النوع، خطت خطوات عظيمة، وكانت دراسة علمية رائدة»<[54]>

لو تُرجم كتاب «الأسس المنطقية للاستقراء».

يقول د. زكريا إبراهيم:

«لو تُرجم كتاب «الأسس المنطقية للاستقراء» الذي ألفه الشهيد الصدر(قده) الى الانجليزيه، لما بقي منهم من يتجه إتجاهاً مادياً»<[55]>

مدرسة معاصرة:

الشيخ محمد مهدي الآصفي يقول:

«إن السيد الصدر(قده) مدرسة معاصرة في الفكر الاسلامي لها إمتداداتها وقد آتت ثمارها طيبة مباركة»<[56]>

المحور الثالث: الآثار العلمية والثقافية لشخصية الشهيد الصدر(قده):

زخرت حياة الشهيد الصدر(قده) بالعديد من المؤلفات العلمية والثقافية، بالرغم من قصر المدة التي عاشها، وكثرة المسؤوليات والابتلاءات التي تعرض لها، وهذه الآثار من المؤلفات تُشكل مجموعة منتظمة في طرح الفكر الاسلامي، وفي مختلف مجالاته وأبعاده، مستهدفاً من وراء ذلك بناء الفرد والاسرة فالمجتمع الصالح، ثم الوصول بعد ذلك إلى إقامة الحكومة الاسلامية لينعم الناس بالخير والصلاح في الدنيا والآخرة.

مؤلفاته تحت عناوين متفرقة:

1ـ فدك في التاريخ، طبع سنة 1374هـ

2ـ غاية الفكر في علم الأصول، طُبع منها جزء واحد في (1374)هـ

3ـ فلسفتنا، طُبع في 1379هـ

4ـ إقتصادنا، طُبع في 1381هـ

5ـ المعالم الجديدة للأصول طُبعت في 1385هـ

6ـ الأسس المنطقية للاستقراء، طبع في 1391هـ

7ـ البنك اللاربوي في الاسلام، طبع قبل الأسس المنطقية للاستقراء

8 ـ المدرسة الاسلامية، ألف منها جزءان:

أـ الانسان المعاصر والمشكلة الأجتماعية

ب ـ ماذا تعرف عن الأقتصاد الاسلامي؟

9ـ بحوث في شرح العروة الوثقى، ألف منها أربعة أجزاء وكان تاريخ الطبعة الأولى لأول جزء منها 1391هـ

10ـ دروس في علم الأصول، في ثلاث حلقات، والحلقة الثالثة منها في مجلدين طُبعت في 1397هـ

11ـ بحث حول المهدي

12ـ بحث حول الولاية

13ـ الاسلام يقود الحياة، ألف منه ست حلقات في (1399)هـ بمناسبة نجاح الثورة الاسلامية في ايران، وهي:

أـ لمحة فقهية تمهيدية عن مشروع دستور الجمهورية الاسلامية في ايران.

ب ـ صورة عن إقتصاد المجتمع الاسلامي.

ج ـ خطوط تفصيلية عن إقتصاد المجتمع الاسلامي

د ـ خلافة الانسان وشهادة الأنبياء

هـ ـ منابع القدرة في الدولة الاسلامية

و ـ الأسس العامة للبنك في المجتمع الاسلامي

14ـ بحث في المرجعية الصالحة والمرجعية الموضوعية

15ـ الفتاوى الواضحة

16ـ تعليقة على «منهاج الصالحين» للامام الحكيم

17ـ تعليقة على صلاة الجمعة من الشرائع

18ـ تعليقة «بلغة الراغبين» للشيخ محمدرضا آل ياسين

19ـ تعليقة على مناسك الحج لآية الله السيد الخوئي

20ـ موجز أحكام الحج<[57]>

21ـ المرسل، الرسول، الرسالة

22ـ نظرة عامة في العبادات

23ـ المدرسة القرآنية/ السنن التأريخيه في القرآن الكريم

24ـ أهل البيت تنوع أدوار ووحدة هدف

25ـ مقالات كثيرة نُشر معظمها في مجلة الأضواء ومجلة رسالة الاسلام

26ـ دروس فقهية ألقاها على جمع من تلامذته وكتبها بعض الأفاضل من التلامذه<[58]>

27ـ إخترنا لك/ وهي مجموعة مقالات

28ـ بحوث في علوم القرآن/ كتاب للسيد محمدباقر الحكيم ضمنه العديد من بحوث للسيد الصدر(قده)

29ـ تقريرات دروسه في الأصول من ذلك:

أـ مباحث الأصول/ السيد كاظم الحائري.

ب ـ بحوث في علم الأصول/ السيد محمود الهاشمي

30ـ تقريرات دروس في الفقه من ذلك:

أـ إحياء الموات

ب ـ الحوالة

31ـ رسالتنا/ وهي عبارة عن مجموعة ما كتبه من مقدمات لمجلة الأضواء

32ـ حُب الدنيا

33ـ الأسس الاسلامية ومجموعها 9 أسس

34ـ الرسائل والخطب والنداءات المختلفة

عبدالحسن نفاخ

 

[1]– نهج البلاغة، د.صبحي الصالح، ص496.

[2]– مباحث الأصول، ج1، ق2، ص15ـ31، السيد كاظم الحائري; الشهيد الصدر(قده)، سنوات المحنة وأيام الحصار، ص26ـ42، الشيخ محمدرضا النعماني.

[3]– الشهيد الصدر(قده)، سنوات المحنة وأيام الحصار، ص43ـ45، الشيخ محمدرضا النعماني/بتصرف.

[4]– محمدباقر الصدر(قده)، دراسات في حياته وفكره، ص63ـ66، نخبة من الباحثين/بتصرف.

[5]– مباحث الأصول، ج1، ق2، ص57ـ66، السيد كاظم الحائري.

[6]– الشهيد الصدر(قده)، سنوات المحنة وأيام الحصار، ص279ـ280، الشيخ محمدرضا النعماني.

[7]– مباحث  الأصول، ج1، ق2، ص154ـ155، السيد كاظم الحائري.

[8]– الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص119ـ122، الشيخ محمدرضا النعماني/بتصرف.

[9]– الأمام الشهيد السيد محمدباقر الصدر(قده)، ص73، السيد محمد الحسيني.

[10]– الشهيد الصدر، سنوات المحنة وأيام الحصار، ص113، الشيخ محمدرضا النعماني.

[11]– الأمام الشهيد السيد محمدباقر الصدر(قده)، ص77، محمد الحسيني.

[12]– مجلة التوحيد، ع88، س1418هـ، ص173.

[13]– سبحات روحية في سيرة الأمام الشهيد الصدر(قده)، ص53، السيد فاضل النوري.

[14]– الأمام الشهيد السيد محمدباقر الصدر، ص76ـ77، السيد محمد الحسيني/بتصرف.

[15]– الأمام الشهيد السيد محمدباقر الصدر، ص79ـ82، السيد محمد الحسيني/بتصرف.

[16]– الأمام الشهيد السيد محمدباقر الصدر، ص82ـ83، السيد محمد الحسيني/بتصرف.

[17]– الأمام الشهيد السيد محمدباقر الصدر، ص87، السيد محمد الحسيني.

[18]– سبحات روحية في سيرة الأمام الشهيد الصدر، ص64ـ65، السيد فاضل النوري.

[19]– الأمام السيد الشهيد محمدباقر الصدر، ص255ـ256، السيد محمد الحسيني.

[20]– الأمام السيد الشهيد محمدباقر الصدر، ص258ـ259، السيد محمد الحسيني.

[21]– الشهيد الصدر، سنوات المحنة وأيام الحصار، عدة مواضع فى الكتاب/ الشيخ محمدرضا النعماني.

[22]– الشهيد الصدر، سنوات المحنة وأيام الحصار، ص324ـ325، الشيخ محمدرضا النعماني.

[23]– الشهيد الصدر، سنوات المحنة وأيام الحصار، ص326ـ327، الشيخ محمدرضا النعماني.

[24]– الأسس المنطقية للأستقراء، ص حرف الدال، المقدمة.

[25]-الأمام الشهيد السيد محمدباقر الصدر(قده)، ص399 / محمد الحسيني.

[26]– جريدة بدر، ع837، س1418هج، ص7.

[27]– مجلة قضايا إسلامية، ع3، س1417هج، ص480.

[28]– مجلة قضايا إسلامية، ع3، س1417هج، ص476.

[29]– مجلة قضايا إسلامية، ع3، س1417هج، ص462.

[30]– مجلة قضايا إسلامية، ع3، س1417هج، ص462.

[31]– مجلة قضايا إسلامية، ع3، س1417هج، ص462.

[32]– مجلة قضايا إسلامية، ع3، س1417هج، ص472.

[33]– مجلة قضايا إسلامية، ع3، س1417هج، ص473، 474.

[34]– مجلة قضايا إسلامية، ع3، س1417هج، ص473، 474.

[35]– جريدة الجهاد، ع837، س1418، ص8.

[36]– جريدة الجهاد، ع837، س1418، ص8.

[37]– جريدة الجهاد، ع837، س1418، ص8.

[38]– جريدة الجهاد، ع338، س1418هج، ص8.

[39]– جريدة الجهاد، ع338، س1418هج، ص8.

[40]– مباحث الأصول، ج2، ق1، ص41، السيد كاظم الحائري.

[41]– مجلة الأضواء، ع1، س1379هج، ص .

[42]– مع علماء النجف الأشرف، ص138، الشيخ محمد جواد مغنية.

[43]– الشهيد الصدر الفيلسوف الفقيه، ص/27، عبدالحسين البقال.

[44]– تاريخ الحركة الاسلامية، ص49، عامر الحلو.

[45]– السيد محمدباقر الصدر، ص183، السيد محمد الحسيني.

[46]– السيد محمدباقر الصدر، ص185ـ186، السيد محمد الحسيني.

[47]– نظرات في الكتب الخالدة، ص74.

[48]– مباحث الأصول، ج2، ق1، ص157، السيد كاظم الحائري.

[49]– مباحث الدليل اللفظي، ج1، ص9/السيد محمود الهاشمي.

[50]– رسالتنا، ص15ـ16.

[51]– مباحث الأصول، ج2، ق1، ص72ـ73، السيد كاظم الحائري.

[52]– ثم اهتديت، ص61، محمد التيجاني.

[53]– الشهيد الصدر(قده)، سنوات المحنة وأيام الحصار، ص/19الشيخ محمدرضا النعماني.

[54]– نظام الاسلام، ص12، د. محمد المبارك.

[55]– السيد محمدباقر الصدر(قده)، ص283، محمد الحسيني.

[56]– جريدة الجهاد، ع182، س1985م.

[57]– مباحث الأصول، ج1، ق2، ص67ـ69، السيد كاظم الحائري.

[58]– الأسس المنطقية للاستقراء المقدمة (ل ـ م).