في ذكرى شهادة المرجع الصدر

إطلالة على مدرسة الشهيد الصدر الفلسفية

في ذكرى شهادة المرجع الغالي السيد الصدر (رض) ماذا عسى المرء ان يكتب؟ وهل ان تعظيم هذا الشهيد هو الامر الذي يجب علينا ان نؤديه فقط ام ان قراءة منهجه وسيرة حياته ومعطيات شهادته وتصميمه على الشهادة وما كتبه للامة وما طالب به ابناء الشعب العراقي من مواجهة النظام وانهاء ليل العراق وهذا الكابوس الجاثم على صدر العراق الحبيب.. هو الامر الذي ينبغي ان نباشر قراءته بالطريقة التي تثمر متابعة حقيقية وأكيدة وتنفيذاً جدياً لما اراد شهيدنا الغالي لهذه الامة وهذا الشعب العظيم؟

لاشك ان متابعة القراءة التحليلية والمثمرة تطبيقاً وسعياً جدياً لانزال اطروحته في المواجهة السياسية الى ارض الواقع.. هو الامر الذي ينبغي ان نقف عنده في هذه الذكرى الاليمة والمعطاء في نفس الوقت.

ولم يكن الامر موجهاً لشريحة بذاتها بل ان الامة كما كان الشهيد لها كلها بكل مذاهبها واتجاهاتها وقومياتها وألوانها، مطالبة بأن تعي معاني هذه الذكرى وتتفاعل معها بالطريقة التي تؤدي الواجب فيها وتتأكد من ان هذا التفاعل اتباع صحيح وانتهاء صحيح من معين المنهج الصدري العظيم.

فالحوزة مدينة لعطاء هذا العملاق في سماء الدراسات العلمية الحوزوية وطلبة الدراسات الاكاديمية مدينون لهذا الرجل الذي فتح آفاق العلم أمامهم والمفكرون في شرق العالم الاسلامي وغربه مدينون للفتح العلمي والفكري الذي جاء على يد شهيدنا الغالي (رض) والحركة الاسلامية بكل تموجاتها وألوانها مدينة لهذا الشموخ في التعاطي مع الواقع والذوبان في المبدأية والدفاع عن احكام الشريعة بكل غال ونفيس وما شهادته الاّ دليل على عمق الاحساس والشعور بضرورة الاندكاك بالمبدأ والدفاع عنه.

وكل الامة مدينة للموقف العظيم من سلطة الاجرام والكفر الذي مثله السيد الشهيد (رض) حين اصرّ على منهجه وطريقة تعامله مع اقزام الحكم البعثيين وحين اصر على تقديم دمه سخياً لتتحرك الضمائر وتهتز عروش الطغيان وتبدأ مسيرة الرفض دامية حمراء تهزأ بكل ما اعده الطغاة من اساليب وأدوات وحشية لمواجهة هذه المسيرة الظافرة.

نرجو ان تكون انفاس هذه الذكرى المعطاء وظلالها المباركة دافعاً قوياً لأن نقرأ سيرته جيداً ونراجع الحسابات ونعض على الجراح ونؤكد وحدتنا على طريقه ومنهجه ونندفع بعيداً في تنفيذ ما طالب به الامة في مواجهتها لحكومة البعث وكابوسه اللعين.

ونسأله تعالى ان يأخذ بأيدينا الى الالتفاف حول راية المواجهة واستمرار الرفض حتى انهاء الحكم البغيض في عراقنا عراق الصدر المظلوم.

محمد العامري