ولكن لمّا كان إيمان الامّة بالإسلام أقوى من تلك المؤامرات والمخطّطات الاستعمارية جميعاً استطاع أن يثبت وينتصر في المعركة، فظلّت محتفظةً بإيمانها بإسلامها العظيم. وأمّا فهم الامّة للمبدأ ومفاهيمه وحقائقه فقد كان هو نقطة الضعف التي نجحت فيها عملية الفصل بين الامّة والمبدأ، فقد استعمل الغزاة الآثمون كلّ الطرق والأساليب للقضاء على وعي الإسلام من ذهنية الامّة وحجب أضوائه وأنواره عنها بما نثروه هنا وهناك من مفاهيمهم وأفكارهم وتشويهاتهم للإسلام المشرق العظيم.
وهكذا أصبحت الامّة بعد أن نفّذ أعداؤها فيها مخطّطهم الفظيع وهي لا تعرف من الإسلام شيئاً واضحاً محدّداً أو تعرف ما زوّره المستعمِرون من أفكاره وحقائقه. وبهذه الطريقة وجد التناقض العجيب في كيانها، فأصبحت لا تفهم الإسلام فهماً صحيحاً كاملًا بالرغم من أ نّها ظلّت باقيةً على إيمانها به.
وبطبيعة الحال أنّ انخفاض الوعي وحجب الصور الحقيقية الزاهية للإسلام عن الأنظار كان سبباً في انخفاض الدرجة المعنوية للإيمان نفسه وفقدانه لكثيرٍ من طاقاته الحرارية الجبّارة، فمسألة الامّة اليوم- وهي تملك المبدأ الصحيح وتؤمن به- أن تقبل على تفهّم إسلامها ووعي حقائقه واستجلاء كنوزه الخالدة ليملأ الإسلام كيان الامّة وأفكارها، ويكون محرّكاً حقيقيّاً لها، وقائداً أميناً إلى نهضةٍ حقيقيةٍ شاملة. فالفهم العامّ للمبدأ الإسلامي إذن هو ضرورة الامّة بالفعل التي تستكمل الامّة به الشرط الأساسيّ لنهضتها.
وليست هذه «الأضواء» إلّاإشعاعة من نور الإسلام الوهّاج حاولنا أن تنير للُامّة وتكشف عن شيءٍ من كنوز الإسلام، أو تعكس أنواره على ما يتماوج به واقع الامّة من أفكارٍ وأحداث، وهي جزء من حركةٍ فكريةٍ شاملةٍ تدعو