من اجل خلق امة تقتنِع وتُقنِع

مداخلة نقدية حول الاتجاه التشكيكي بإبداعات الإمام الشهيد الصدر(رض)

الدارس لحياة الشهيد الصدر (رض) ومسيرته الجهادية يتأكد ان شهيدنا الغالي حاول في كل كتاباته ومحاضراته وتوجهاته في الحقول العملية المختلفة ان يصنع امة من الناس تقتنع وتقنع الآخرين معها بأنّ الاسلام لم يعد كما صوّره اعداؤه دين عبادة طقوسية ونمطاً عقائدياً معيناً من التفكير، انما هو ايديولوجية تجمع بين المعتقد والعمل تستطيع انقاذ المجتمع البشري من ضياعه وتضعه على طريق الحرية الحقيقية وان تنهي الديكتاتورية الداخلية والاستكبار الخارجي وتضع عنه الاغلال التي قيدوه بها وتوصله الى الرحمة الحقيقية والعدل الحقيقي، وان ذلك كلّه لا يتحقق الاّ بفضل الاسلام والابتعاد عن كل النظريات البشرية الاخرى، ولذلك اكد (رض) على المزايا الشامخة للاسلام في اعتماده على العقل والبرهان والاستدلال الصحيح وأهمية الشخصية الانسانية وقابليتها للتكامل والنمو والابداع وان الاسلام هو دين العلم والعمل والكدح، دين الجهاد والاصلاح والكفاح ضد الفساد، وهو دين الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، دين العزة ورفض الذلة، دين المسؤولية والالتزام.. والمسلم في طريق التزامه بدينه وسيره نحو ربّه لايحتاج الى التقاط وانتقاء احكام ومتبنيات غريبة من هنا وهناك، لأنّ ما في الاسلام يكفي حاجاته ومستجدات عصره، (وانّ ربّه قد احاط بكل شيء علماً)، وانّ البشر مهما بلغوا في مجالات نتاجهم، غير قادرين على ادراك العلم المطلق الذي هو من اختصاصات الخالق المتعالي وحده.

ومن اجل تحقيق هذا الهدف (خلق امة تقتنع وتُقنع) عمل الشهيد الصدر (رض) على ما يلي:

الرجوع الى الاسلام الاصيل وفهمه فهماً شمولياً ترابطياً وكلياً لتتضح الصورة الكاملة والحقيقية له.

الايمان بالاسلام قولاً وعملاً والاعتماد عليه اعتماداً تاماً.

النضال ضد روح الحقارة والدونية والانهزامية تجاه النظريات المادية المختلفة من قبل ابناء المجتمع الاسلامي.

استئناف الكفاح ضد الاستكبار بألوانه المختلفة عن طريق العمل المنظم والمسؤول وبناء الامة داخلياً استعداداً لحسم الصراع السياسي لصالح النظرية الاسلامية…

صادق المياحي