محمد باقر الصدر..الكريم المنسي

مداخلة نقدية حول الاتجاه التشكيكي بإبداعات الإمام الشهيد الصدر(رض)

كثيرا ما يكون المجتمع ظالما للمبدعين ويذيقهم الوانا من الهوان واصنافا من الالغاء والتحجيم والغيره والتجاهل ولكن ما ان يرحل المبدع حتى يلتفت المجتمع يمينا وشمالا موهما نفسه بلن هذا المبدع قد تريث قليلا ولم يرحل بعد وقد لاتكون الالتفاته لطلب الصفح والغفران او اعطاء المبدع حقه او تكريمه بل يمكن ان تكون المحاوله الاخيره لتفريغ جعبة هذا المجتمع من اخر سهامها المسمومه في نحر هذا المبدع ولكن ما ان يتاكد من حقيقة الرحيل حتى يصاب بصدمه تجعله يندفع للبحث في تركة المبدع من اثار بشئ يشبه الصحوه او تأبين الضمير فيكرمه بعد الموت باحتفالات تابينيه ومراثي وتسابق على طبع اثار الفقيد واعلان الانتماء له والسير على نهجه الخلاق والايمان بافكاره وابداعاته ومحمد باقر الصدر الذي نال اعلى درجات الابداع في كثير من مجالات الحياة كان المجتمع الذي يعيش فيه وصل الى اقصى ما يصل اليه مجتمع ظلامي في قتل مبدعيه وكل خطيئة محمد باقر الصدر انه كان نابغه فحقد عليه الخاملون وكان مجددا فحسده التقلديون وكان فليسوفا فكرهه السفسطائيون وكان مفكرا فتحزب ضده الظلاميون والجهله وكان صاحب قلم فحاربه الفاشلون وكان خطيبا فارتفع ضده ضجيج المبغضون وكان ثوره فتكالب عليه الحاكمون وكان انسانا فتسارعت عليه الوحوش البشريه لأفتراسه.

ورغم الفتره القصيره زمنيا توفرت فيه كل اسباب الفطنه والابداع وكان قمه في الفقه ومباحث الاصول والاستنباط لم يبلغها من سبقه ولم يصلها من جاء بعده باستثناء المقدس محمد محمد صادق الصدر في الوقت الذي تربع على عرش الفلسفه فابدع نظريات وابطل نظريات وكان لحلاوه يراعه وقوة منطقه في جعل ارباب الاقلام يلهثون خلفه لمسافات بعيده وكان لطراوة حديثه ورصانة استدلالاته اثارا في جعل فرسان الخطابه يبحثون عن مكان تحت منبره والتعلم منه. ففي الثوره كان عقلها وبركانها الهادر وصانع وعيها وكان مبدعا في كل مجال سارت به ركائبه لكن المجتمع اصر على عدم الاصغاء والتجاهل والتنكر وتركه يحارب بعيدا على عده جهات…وما كتاب فلسفتنا الا دليل مادي للمتشككين في قياده الاسلام وقدرته على قيادة امور الحياة ومن خلال نقاشات وبحوث وكتب اهمها اقتصادنا والاسلام يقود الحياة ووضع الاسس المنطقيه للاستقراء واراد لها ان تكون قانونا وناموسا لمن يتصدى للبحث والتدقيق فما كان للمجتمع الا ان وضعها على رفوف النسيان… ورغم قصر العمر وتغافل المجتمع وتكاثر الاعداء فقد استطال محمد باقر الصدر حتى كاد او لامس المعصوم {ع} فتصاغرت القمم الحوزويه امام قامته الشامخه ولا يجد الناظر في تاريخ الحوزه كثير عناء في رؤيه قامة محمد باقر الصدر الشامخه مع قامة تلميذه العظيم محمد محمد صادق الصدر على مدار اكثر من الف عام من هذا التاريخ الملي بالقمم الشاهقه التي امتازت بالتخصص… لقد جاء محمد باقر الصدر وسفينه الحوزه تتهاوى بعيدا عن الموج وتيارات الحياة المتضاربه فمسك الدفه وادخل الحوزه في معترك الحياة وملأ الدنيا وشغل الناس واجج الصراع بين الظالم والمظلوم وكانت طلائع جيوشه تحارب على كل الجبهات وجميع مجالات الحياة ولم يكن عبد الصاحب دخيل وعارف البصري وقاسم شبر الارايات تهاوت في ساحات الجهاد المقدس وما محمد صادق الصدر الا زهرة نمت وفاح شذاها في روضه محمد باقر الصدر اليانعه…ان الكلام عن محمد باقر الصدر في مجال واحد يحتاج الى احاطه ومساحات قد لايمكن توفرها فكيف وهو الفيلسوف والفقيه والسياسي والكاتب والمنظر والخطيب والاديب والانسان اضافه لصفاته الاخرى.. اعطى محمد باقر الصدر صوره لحب الوطن يعجز عنها البيان تكاد تكون فريده من نوعها لا تتوفر الا عند الخاصه من الناس والتي جسدها بعدم ترك الوطن ومغادرته حتى في احلك الظروف واصعبها عندما شاع انه سيترك النجف ويهاجر نتيجة الظلم وتعسف البعث انذاك والكثير توهم ذلك.. واثبت للجميع ان محمد باقر لم يخلق ليترك الوطن ولو قرض بالمقاريض ونشر بالمناشير وهذا هو النموذج الاسمى والمعنى الراقي لحب الوطن.. املنا بالمجتمع العراقي والاسلامي الذي لم يعطي محمد باقر الصدر حقه كمبدع تحت وطاة ظروف معينه في حياته تركه يرحل وحيدا مظلوما وليت شعري متى ينتبه هذا المجتمع ويصحو حتى يدرس محمد باقر الصدر ليس كفقيه فقط وانما في جميع المجالات التي ابدع فيها ويكرمه ويعيد له حقه من خلال نشر افكاره وتطبيقها على ارض الواقع وان ينشئ له مدرسه في كل مجال ابدع فيه ويحول ما تركه من تراث للامه وللانسانيه جمعاء من خلال جعله في متناول الجميع وان يدرس فكره على مستوى الجامعات وفتح الباب لكل الاقلام المخلصه التعي تريد رضا الله تبارك وتعالى بالكتابه عن محمد باقر الصدر والمساعده في نشر ما يكتب عنه لا سيما ونحن ندعي جميعا التاسي بالمولى المقدس محمد محمد صادق الصدر الذي كان يذكر ابا جعفر بشكل معلن وفي احلك الظرروف في ايام التقيه المكثفه في زمن الطاغيه.

والذي يقول قدس سره {اني افتخر ان اكون أحد خاصة طلبة السيد أبو جعفر } وقال الله تعالى {ان اولى الناس بأبراهيم الذين أتبعوه} والتبعيه الحقيقيه لشهيد الله ان نكون متآسين به بالقول والفعل لا بالقول فقط. رحمك الله أبا جعفر عشت مظلوما بين الناس وعلماء عصرك واستشهدت على يد الغدر والظلام مظلوما.. وانت الان في قبرك مظلوما وستبقى مظلوما الى يوم القيامة.

ماجد المترفي

30/03/2009