صحيفة الشهادة
انّ طريقة عرض الشهيد الصدر (رض) للفكر الاسلامي بالاسلوب الذي عرضنا بعض ملامحه فيما سبق من جهة وتبنيه مفهوم التغيير الانقلابي لشخصية الانسان المسلم من جهة اخرى ووضعه على طريق التحرير الحقيقي انتجت جيلاً مؤمناً من الناس همّهم خوض الكفاح ضد كل الوان الجبروت والطغيان بالفكر والسلاح تحقيقاً لأرادة الله على الارض في تحكيم سننه ونظامه، كما الغت بشكل واضح روح الانهزامية التي لازمت ابناء الامة تجاه الحضارة الغربية فترة غير قليلة من الزمن..
ولم يكتف شهيدنا الغالي (رض) بالتنظير الفكري فقط لما اراد تحقيقه في الواقع بل شمّر عن ساعد الجدّ والعمل فأوجد في الاوساط الاجتماعية روحاً جديدة تعتمد التخطيط والحسابات المسبقة لمسيرة طويلة ذات هدف مقدس تستحق كلّ جهد المخلصين والقادرين وتشحذ همم المؤمنين العاملين لتحقيق ذلك..
كما توجه (رض) الى مركز القيادة المرجعية في المجتمع الاسلامي ينظّر لها هيكلية موضوعية مستوفية لشروط استيعاب الانشطة التي يحتاج اليها المجتمع والدولة وتلبي احتياجات الافراد من الاحكام الشرعية العملية والانقياد لقيادة سياسية شرعية وقوية وبعيدة عن سلبيات تعدد القيادة وتشتت مراكز التوجه والقرار فقدم للامة اطروحته المتكاملة في المرجعية الصالحة والرشيدة المقتدرة على اكمال شوط الخلافة في الارض خلال عصر غيبة المعصوم (ع) وجعل من هذه المرجعية محوراً قيادياً يتولى تنظيم وتوجيه كافة الانشطة الاجتماعية والسياسية والفكرية مهيئاً لها اسباب النمو والاكتمال فقدم البديل الاسلامي السياسي في حالة تولي المدرسة الاسلامية دور قيادة الحياة والانسان.
كما كان (رض) من بناة الحركة الاسلامية المنظمة تنظيماً رائعاً، وقد جهد (رض) ان تكون هذه الحركة مرتكزاً تنظيمياً يحقق للامة اهدافها في التغيير باتجاه فكر ومعتقد الاسلام الاصيل ودار حضانة لثورة اجتماعية سياسية تعصف بهياكل الفراعنة النخرة وتسقط تيجانهم لتقيم على انقاضها حكومة العدل السماوي وترسم على ارض الواقع قيم الاسلام في التعامل الاجتماعي والروابط بين ابناء البشر.