ملامح منهج التقريب عند الشهيد الصدر(قدس سره)

مداخلة نقدية حول الاتجاه التشكيكي بإبداعات الإمام الشهيد الصدر(رض)

الإمام الشهيد الصدر(رضي الله عنه) عالم رباني ومجتهد ورعٌ وعبقريٌّ فذٌّ كان عطاؤه زاخراً لا حدود له، وكانت أمنيته الكبرى أن يرى شريعة الله تعالى تحكم الوجود والحياة الإسلامية، وقد بذل روحه الطاهرة من أجل تحقيق هذا الهدف العظيم.

لقد أغنى الإمام الشهيد الصدر(رضي الله عنه) المكتبة الإسلامية بدراساته المبتكرة[1] وأمدَّ الفكر الإسلامي المعاصر بأسباب القوة والمنعة لمواجهة تحديات العصر الحضارية، ورفد النهضة الإسلامية والصحوة الإسلامية المباركة بعناصر الحيوية والاستمرار، حتى ليصحُّ القول انّ الإمام الشهيد الصدر(رضي الله عنه) كان اطروحة الإسلام المتجدد، يدلك على ذلك أنه(رضي الله عنه) قد نهض بمسؤوليات فكرية وجهادية مّما لم ينهض بمثله إلا القلائل في تاريخ الإسلام المجيد.

كان في جهاد متواصل وسعي دائب من أجل تحرير وعي الاُمّة المسلمة من اطروحة الغرب الكافر وتحرير مستقبلها من هيمنة الاستكبار العالمي وعملائه، فلقد امتلك مقومات (البطولة التاريخية)، وأسباب القدرة على تهيئة مستلزمات وشروط النهضة الشاملة، فهو مثّل (الاستجابة الواعية للتحدي الغربي، ليس على مستوى تزييف[2] الاطروحة الغربية) ونقدها بل بتقديم البديل الفكري والنظري[3] أيضاً، واستطاع على مستوى التخطيط والممارسة، والعمل على سدّ الثغرات أمام النفوذ الاستكباري، واحباط قدراتهم الستراتيجية في محاولة تعويق النهضة التي بدأت معالمها تلوح في الافق، إنَّ الرصد الدقيق لمجمل حركة الإمام الشهيد الصدر(رضي الله عنه) يكشف عن انه صاحب (تفكير ستراتيجي) يعمل في كل الاتجاهات بقدرة غير اعتيادية، فهو يسعى إلى زج الاُمّة الإسلامية كلها في مواجهة شاملة مع قوى الاستكبار العالمي إذ ينشِّط الوعي الإسلامي، ويستقطب المثقفين، ويحرك الجماهير بلغة خطاب مستمر[4]، ويسعى إلى تربية جيل من العلماء وانضاج القدرات الاستنباطية باصلاح مناهج الحوزة[5]، ويستشرف آفاق المستقبل فيقدِّم صيغة متطورة لمؤسسة المرجعية الدينية[6] قادرة على استيعاب حركة الاُمّة ومستقبل الوعي فيها، ويؤسس حركة اسلامية[7] ناشطة يوفر كل الامكانات اللازمة لنموها واتساعها وامتدادها إلى الوسط العلمائي والحوزوي ـ وهو أكثر الاوساط تحفظاً بالنسبة إلى العمل السياسي ـ نعم لايكتفي بكل ذلك حتى يلقي بثقله المرجعي والفكري من أجل انجاح تأسيس دولة اسلامية بعد نجاح الثورة الإسلامية التي فجرها الإمام الراحل الخميني(قدس سره)، اذ يقدم مشروع دستورها ونظرية العمل والاقتصاد[8].

لقد ظلّ الإمام الشهيد الصدر(رضي الله عنه) أميناً على تحمل تلك المسؤولية يخطط لوحدة المواجهة الإسلامية الكفوءة الشاملة ازاء وحدة قوى الكفر العالمي حتى سفك من أجل ذلك دمهُ[9]، واستُبيحت حرمته المقدسة فنال (رضوان الله عليه) درجة الشهادة وسام استحقاق وتقدير لإخلاصه وتفانيه من أجل الإسلام العظيم.

إنَّ مايعنينا دراسته هنا من جوانب هذه الشخصية الربانيّة العظيمة هو اطروحته ومنهجه الذي نحاول اكتشافه، في مجال (المشروع التوحيدي والتقريبي) الذي ابتدأ على يد رواد النهضة الإسلامية المعاصرة ورجالاتها الكبار، ولذلك ستتناول هذه الدراسة عرضاً ومعالجة للخطوات والأبعاد التي تضمنها منهج الإمام الشهيد(رضي الله عنه).

نقدّم بين يدي ذلك نبذة مختصرة عمّا قطعه رجال (التوحيد والتقريب) في هذا المجال وما آل إليه الامر الآن.

نبذة تاريخية عن الوحدة ومشروع التقريب بين المذاهب الإسلامية:

لعل من المناسب أولاً أن نتعرف بصورة موجزة على ماكان عليه دعاة التقريب والوحدة، وماقدموه من برامج وماسلكوه من مناهج ليتبين من خلال ذلك منهج الإمام الشهيد الصدر(رضي الله عنه) ومدى تميُّزه وشموليته كما حاولنا استكشافه.

إنّ المنهج الذي سار عليه دعاة التقريب والوحدة كان قد تمثّل عند الرواد الاوائل[10] من أمثال السيد جمال الدين وتلميذه الإمام محمد عبده باصدار النداءات، وحثّ الاُمّة على ضرورة التمسك بالوحدة، وعلى الرغم من أهمية ذلك في تلك الاوقات والازمان إلا أنّ انشغال السيد وتلميذه بالحركة الاصلاحية العامة في أوساط الاُمّة ربما حال دون طرح برنامج محدد في هذا الصدد، وقد حصل ببركة تلك الحركة الاصلاحية تطور مهم عندما تصدى مجموعة من العلماء من مختلف المذاهب، وتنادوا لتأسيس دار ومنتدى في القاهرة يهتم بمشروع التقريب بين المذاهب، فتمَّ تأسيس (دار التقريب في القاهرة) ونتج عن ذلك انجاز مهم تمثل في استقطاب أبرز الشخصيات العلمية والفكرية الإسلامية[11] من أمثال المرجع الديني الإمام البروجردي، والإمام كاشف الغطاء، والإمام السيد شرف الدين الموسوي وكلهم من الشيعة، كما استقطب علماء الازهر الكبار من أمثال الشيخ عبدالمجيد سليم، والشيخ محمد أبو زهرة ثم شيخ الجامع الازهر الشيخ محمود شلتوت الذي عبّر عن جديته وحماسه باصدار فتواه الشهيرة[12] بصحة التعبّد على مذهب الامامية الاثني عشرية. وقد تمَّ ادخال دراسة الفقه الإمامي في برامج التدريس في الازهر الشريف[13] وتمخَّض عن (دار التقريب) مجلة علمية رصينة هي (رسالة الإسلام) كانت تعبّر عن اطروحة التقريب، وصدر منها أكثر من ستين عددا[14] على مدى عشرين سنة، وكان لها أثرٌ ودور في احداث وعي متزايد في الاوساط المثقفة والمؤمنة بأهمية الوحدة.

إنَّ هذه الحركة الناشطة في دعوة التقريب دبَّ إليها الوهن، وأوشك أن يلفها الخمود لولا أن قيّض الله تعالى لهذه الاُمّة مفجر الثورة الإسلامية الإمام الراحل روح الله الخميني(قدس سره) فأعاد إليها الحياة، إذ تبنى الدعوة إلى الوحدة الإسلامية[15]، ودعا إلى التآلف والاتحاد لمواجهة قوى الكفر العالمي وتبنّى خليفته من بعده السيد القائد الخامنئي هذه الدعوة الصادقة فبادر إلى تأسيس (مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية)[16] ليكون منطلقاً في تعزيز مسيرة التقارب والوحدة، وقد بدأ نشاط هذا (المجمع) ينصبُّ على عقد الندوات السنوية[17] على مستوى العالم الإسلامي، واصدار النشرات لتقوية الاتجاه التقريبي ثم توّج أعماله باصدار مجلة (رسالة التقريب)[18] لتكون منبراً حرّاً ومعبراً صادقاً عن منهج التقريب.

إنَّ المحاولات التقريبية الجادة التي قام بها العلماء والمفكرون المخلصون قد حققت نتائج مهمة على مختلف الاصعدة، ففي مجال الدراسات الفقهية والكلامية كادت الدراسات المقارنة تسود في الاوساط الحوزوية والاكاديمية وفي ذلك مافيه من جدوى وثمار حقيقية تتمثل في تفهم اتباع كلّ مذهب مباني ومتبنيات المذهب الآخر، ولعل من المناسب أن نشير هنا إلى أن هذا الاتجاه العلمي في الدراسة المقارنة كان فقهاء الاُمّة الأوائل قد سبقونا إليه، إذ نجد مبادرة علم الهدى الشريف المرتضى في (الانتصار) والشيخ الطوسي في (الخلاف) والعلاّمة الحلي في (التذكرة) وكلّهم من أجلاء فقهاء الإمامية، وتلمسناه على نحو آخر في (المغني) لابن قدامة، وفي (بداية المجتهد) لابن رشد الحفيد هذا في المتقدمين أما في العصور المتأخرة وفي عصرنا الحالي فقد بادر إليه الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء في (تحرير المجلة) والعلاّمة محمد تقي الحكيم في (الاصول العامة)، وتلمسناه في الدراسات الجامعية التي أشرف عليها اساتذة الازهر، وظهر في الموسوعات الفقهية[19] أخيراً.

وأما على الصعيد السياسي فقد كانت هناك مواقف سياسية تنمُّ عن المشاعر الإسلامية الصادقة، وتدلّ على الحرص على كيان الإسلام السياسي مهما كان لونه المذهبي، كما حصل هذا مثلاً في افتاء علماء الإمامية في الربع الأول من هذا القرن العشرين بوجوب الجهاد لحماية الحكم السني[20] في الدولة العثمانية، ومثل ذلك كان موقف كثير من العلماء السُنّة[21] في  دعم واسناد الجمهورية الإسلامية، وكل ذلك يدلُّ على أهمية وجدوى (المشروع التقريبي) وضرورة تنشيطه واتخاذ الخطوات العلمية والعملية لانجاحه.

أبعاد وخصوصية منهج الإمام الشهيد الصدر(رضي الله عنه):

ينطلق الشهيد الصدر(رضي الله عنه) في منهجه العام من حقيقة بسيطة مفادها أن نجاح أي مشروع إنّما يتوقف على كون القائمين عليه مؤمنين كلَّ الايمان بأحقيته وجدواه[22]، لأنّ مثل هذا الايمان يقود بالضرورة إلى الاخلاص والجديّة، ويستتبع ذلك بالضرورة أيضاً الدقة في التخطيط والحرص في المتابعة كما يحفّز على الاخذ بكل مبادرة جادة واغتنام كل فرصة سانحة، والتفتيش عن أيّة امكانية متوفرة تخدم الهدف الاساس للمشروع ولا تتقاطع مع أغراضه الحيوية.

إنّ الوعي العميق بهذه الحقيقة جعل الإمام الشهيد الصدر(رضي الله عنه) ـ وهو يستشعر ويستحضر خدمة الإسلام العظيم طلباً لرضا الله تعالى ـ جعله يتميز في كل فعالياته وأنشطته وحركته المباركة بالجدية والحيوية في الاعداد والتخطيط والمتابعة والاشتراك الفعلي[23] لتنفيذ المشاريع الكبرى والخطيرة التي حمل على عاتقه أعباء مسؤولياتها.

ولو حاولنا استكشاف منهج الإمام الشهيد في الوحدة والتقريب بين المذاهب الإسلامية، لوجدنا ايمانه(رضي الله عنه) الراسخ، ووعيه العميق بأهمية الوحدة الإسلامية وخطورتها ليس على صعيد المواجهة مع الخصوم الايدولوجيين والتقليديين فحسب وانما بضرورة تميّز الاُمّة المسلمة كياناً حضارياً ازاء الكيانات الاخرى، إنّ ذلك الايمان والوعي الراسخين دفعاه إلى التأكيد أولاً على ضرورة تغليب الحرص على الكيان الإسلامي والغيرة عليه[24]، بل هو يدعو إلى ضرورة تنظيف مشاعرنا من الغيرة على المصالح الخاصة (كيانات مذهبية أو أفراداً) لحساب الغيرة على الكيان الكلي للإسلام، إنه(رضي الله عنه) يرى أنَّ المحنة التي تواجه الاُمّة كبيرة وكبيرة جداً، وهي تتعلق بمصيرها وبمستقبلها، ولذا لابدّ من وحدة المشاعر ازاء وحدة المحنة، ويفلسف ذلك قائلاً: «لأنَّ اختلاف الشعور يؤدي لا محالة إلى اختلاف الموقف الذي يتخذه الممتحن تجاه محنته، اذ تبعاً لنوعية الشعور سوف يتخذ الموقف المطلوب وفقاً لذلك الشعور..»[25] ثم يضرب مثلاً على ذلك من واقع المحنة في العراق ويأخذ نموذجاً لذلك محنة الصراع بين العرب والاكراد ـ وهي المحنة التي عُرِّض لها الشعب العراقي في مرحلة من تاريخه المعاصر ـ ويعبّر الإمام الشهيد عن هذه المسألة تعبيراً حذراً ودقيقاً اذ يقول: «هناك محنة يعيشها العراق منذ سنين وسنين، محنة صراع مسلح بين أخوين مسلمين في الشمال بين بعض العرب وبعض الاكراد»[26] ثم ينتقل للتدليل على صحة التحليل والاستنتاج السابق قائلاً: «إنَّ شعور بعض الناس ازاء هذه المحنة أنها كلفته ولده، كلفته أخاه، كلفته صديقه، وعليه فهو يعيش المحنة على هذا المستوى ويشعر بها بهذه الدرجة، وموقفه ازاء ذلك أن يهرِّب أخاه… أن يتهرب من واجبات القانون حتى لاينخرط في مأساة من هذا القبيل.. ولايرى له واجباً من وراء ذلك، واخرى يتعمق هذا الشعور أكثر فأكثر فيكون شعوره شعوراً اقليمياً على أساس أنّ أبناء البلد الواحد يتصارعون ويتنازعون فيما بينهم، وهذا الشعور والانفعال الاقليمي تجاه المشكلة يؤدي إلى اتخاذ موقف أوسع من الموقف الاول، إلى موقف يفكر فيه انه كيف يعيد الصفاء والسلام إلى أبناء البلد.. وقد يكون شعوره أعمق من هذا وذلك، قد يشعر بازاء المحنة أنها نتاج عدم تطبيق شريعة الله تعالى على هؤلاء المسلمين.. ان عدم تطبيق شريعة الله هو الذي أدى إلى تعميق التنافس بين الاخ وأخيه حتى ولدت مشكلة بين هذا وذاك، حينئذ سيولّد هذا الشعور موقفاً يختلف عن الشعور السابق والاسبق..»[27].

إنَّ الشهيد الصدر ـ كما يظهر هنا ـ قد امتلك وعياً عميقاً انطلق منه في حركته المباركة ومسيرته المظفرة، وعياً كونيّاً شمولياً قاده إلى ابتكار الوسائل والاساليب الاكثر قدرة على الوصول إلى الاهداف الحيويّة في مشروعه النهضوي الكبير، ولقد شخّص الإمام الشهيد(رضي الله عنه) أهمية وحدة الشعور التي ينبغي أن تقود إلى وحدة الموقف عند الاُمّة ازاء قضاياها المصيرية، ورأى ضرورة الاستعلاء على حالة التمحور حول الذات (شخصية كانت أم مذهبية أم اقليمية) والارتقاء إلى مستوى الاهتمام بالكيان الكلي للاُمّة، وإذا كان ذلك كلّه شرطاً ضرورياً ومدخلاً أساسياً لنجاح البرنامج الطموح والمشروع النهضوي، فإنَّ الذي يعنينا الآن تبيّن أبعاد منهجه في المشروع التقريبي وكالآتي:

أولاً: الدعوة إلى زج الاُمّة الإسلامية في حركة جهادية واحدة:

إنَّ الشهيد الصدر(رضي الله عنه) كان يرى ضرورة زج الاُمّة المسلمة في حركة جهادية تقف فيها وجهاً لوجه أمام قوى الكفر العالمي، وكان (رضوان الله عليه) يرى ضرورة تصدي علماء الاُمّة ومفكريها وطليعتها وجماهيرها لقوى ومخططات الاستكبار العالمي، إنّنا نجد في نداءات الإمام الشهيد(رضي الله عنه) مايعبر عن هذا الاتجاه بوضوح، فقد قال(رضي الله عنه) موجهاً نداءه إلى الشعب العراقي بعد احتدام المواجهة مع عملاء الاستكبار العالمي، قال: «أيُّها الشعب العراقي إني أخاطبك في هذه اللحظة العصيبة من محنتك وحياتك الجهادية بكل فئاتك وطوائفك، بعربك واكرادك، بسنتك وشيعتك، لأنّ المحنة لاتختص مذهباً دون آخر ولاقومية دون اخرى، وكما أنَّ المحنة هي محنة كل الشعب العراقي فيجب أن يكون الموقف الجهادي والرد البطولي والتلاحم النضالي هو واقع كل الشعب العراقي…»[28].

وقال (رضوان الله عليه) في موطن آخر: «إنَّ الطاغوت وأولياءه يحاولون أن يوحوا إلى أبنائنا البررة من السُنّة، أن المسألة مسألة شيعة وسُنّة ليفصلوا السُنّة عن معركتهم الحقيقية ضد العدو المشترك..»[29] وفي ضوء ذلك كلّه:

فإنّ الاُمّة المسلمة بجميع طوائفها ومذاهبها ومفكريها عندما يكونون في خندق واحد إزاء قوى الاستكبار العالمي فإنّ ذلك من شأنه بالضرورة أن يخلق حالة من التقارب والوحدة ويكون كفيلاً بتذويب الجليد وردم الهوة. إنَّ الشعور بالمصير المشترك، والوقوف في وجه العدو المشترك (أمّة واحدة) له أعمق الأثر في احداث وعي عميق بضرورة تقليص أسباب الخلاف والاختلاف والارتقاء إلى حالة الانسجام والألفة.

ومما ينبغي ملاحظته في هذا الصدد أنَّ الإمام الشهيد الصدر(رضي الله عنه)عندما يطرح رؤيةً يكون هو أول المبادرين إلى العمل والتبني والاخلاص قال(رضي الله عنه): «إني منذ عرفتُ وجودي ومسؤوليتي في هذه الاُمّة، بذلتُ هذا الوجود من أجل السُنّي والشيعي على السواء، ومن أجل العربي والكردي على السواء، حيث دافعت عن الرسالة التي توحِّدهم جميعاً، وعن العقيدة التي تضمّهم جميعاً، ولم اعش لفكري وكياني إلاّ للاسلام طريق الخلاص وهدف الجميع..»[30].

إنَّ أهمية حركة الاُمّة ككل لا تكمن أهميتها فيما ذكرناه فحسب، بل هي في منظور الإمام الشهيد «شرط أساسي لإنجاح أي تنمية وأي معركة شاملة ضد التخلف، لأنَّ حركتها تعبير عن نموها ونمو ارادتها وانطلاق مواهبها الداخلية. وحيث لاتنمو الاُمّة لايمكن أن تمارس عملية تنمية، فالتنمية للثروة الخارجية والنمو للاُمّة يجب أن يسيرا في خط واحد»[31].

ولم يكتفِ الإمام الشهيد بالدعوة إلى زج الاُمّة في عمل جهادي ضد قوى الاستكبار العالمي وما يكون لذلك من أثر مباشر ومهم في تقارب وتآلف واتحاد طوائف الاُمّة، بل وجدنا السيد الشهيد الصدر(رضي الله عنه)يتجه إلى تأسيس حركة اسلامية تتبنى الإسلام عقيدة ونظام حياة، وتستند في برنامج عملها إلى قواعد الشريعة ومبادئها التي هي محل ايمان جميع المسلمين، وتقرّ مبدأ رجوع كل مكلف إلى من يراه أهلاً للتقليد، ويتسع صدرها إلى احتضان جميع المسلمين لزجهم في حركة الجهاد المقدس، ومن هنا واستناداً إلى هذه الاطروحة، وإلى التربية الجهادية والروحية التي قام بها الإمام الشهيد الصدر(رضي الله عنه) في أوساط هذه الحركة الإسلامية المباركة لا نجدُ في أدبياتها ونشراتها، كما لا نجدُ في مواقفها أثراً للّون المذهبي و (الخصوصية المذهبية)، بل نجد الانطلاق من افق الإسلام الأرحب فكراً وسلوكاً ومواقف[32].

ثانياً: القيام بدراسات وبحوث فقهية وفكرية تتسم بنزعة التقريب والوحدة:

يحسن أولاً أن نشير هنا إلى أنَّ كثيراً من العلماء والفضلاء والباحثين قدّموا دراسات علمية رصينة في مجال العقيدة والتاريخ والفقه والاصول التزموا فيها باصول البحث العلمي وقواعده، وناقشوا أخطر الموضوعات بروح موضوعية وبنَفَس تقريبي واضح[33]، وكل ذلك أسهم بلا شك في خدمة هدف التقريب والوحدة، إلاّ أنه ربما يلاحظ أنَّ كثيراً من الموضوعات المهمة ذات الطبيعة العقائدية والتاريخية والأكثر حساسية وخطورة بقيت في معظمها بعيدةً عن التناول العلمي الموضوعي الجاد، إما خشية من اثارتها لما تحمّله من حساسية خاصة، أو لأنَّ تناولها بعيداً عن مداخلات (الموروث) وعن اطار (القناعات الخاصة) أمرٌ ليس بالسهل اليسير، وربما تكون مثل هذه الموضوعات أيضاً اختباراً جدِّياً لمدى مصداقية الباحث العلمي في قدرته على الانفتاح الوجداني على ماتوصله إليه نتائج البحث النزيه، ولقد وجدنا كثيرين على مدى التاريخ يتصدون لمثل هذه الموضوعات أو يحاولون معالجتها، ولكنّهم لم يستطيعوا الافلات من الاستجابة الواعية أو غير الواعية إلى الموروث أو (القناعة المزمنة)، ولا أراني بحاجة إلى ايراد الشواهد على ذلك فهي كثيرة في مجال الدراسات الكلامية والفقهية والتاريخية وغيرها[34].

إنَّ المتأمل في الدراسات والبحوث التي أنجزها الإمام الشهيد الصدر(رضي الله عنه)يجد مصداقية (التقريب والوحدة)، فهو قد انطلق أولاً في دراساته ومعالجاته لأكثر القضايا خطورة وحساسية من أفق الإسلام، وما تمليه مقتضياته وروحه ومنطقه العام، فهو (رضوان الله عليه) لم ينطلق في دراساته من مبدإ التسالم على (نصوص) معينة يقتضي منطقها ومنطوقها تثبيت (المطلوب)، بل كان منطلقهُ أولاً من الافق الأرحب، أي منطق الاشياء ومنطق الشريعة ومقاصدها [35] ثم يكون الاحتكام إلى (النصوص) في مرتبة تالية على أن تستبعد التمحلات والتأويلات البعيدة، وتلاحظ تلك النصوص ضمن ظروفها وملابساتها[36].

لقد كان وعي الإمام الشهيد(رضي الله عنه) عميقاً أيضاً عندما أنجز عدة بحوث ودراسات في حقول المعرفة الإسلامية تهدف إلى تأسيس قناعات مشتركة بين أبناء الإسلام، أو تثبيت اسس ومقررات شرعية مقبولة تصحّ منطلقاً لقيام دراسات ذات سمة تقريبية.

ويلاحظ في هذا الصدد مثلاً دراسته العميقة حول مسألة الخلافة، ومعالجته لهذا الموضوع الذي يعدُّ من اكثر الموضوعات حساسية وخطورة نجده يترسم تلك الخطوات وينطلق من تلك الاسس. فيبتعد عن المعالجة التقليدية المتوارثة عِبرَ قرون متطاولة، ويبحث المسألة باسلوب علمي رصين وبنفس هادئ محايد وينطلق من افق الإسلام ومنطقه، ومايفرضه منطق العلم بطرح الافتراضات المحتملة، واختبارها، مستنطقاً حقائق الواقع ومشهور الوقائع.

إنَّ الدارس والمتأمل في كتاب الشهيد الصدر(رضي الله عنه) الذي صدر تحت عنوان (بحث حول الولاية)[37] وتمّ تحقيقه ونشره تحت عنوان (نشأة التشيع والشيعة)[38] سيلاحظ ـ الدارس ـ أنَّ الروح التي سادت في هذا البحث، والطريقة التي اتبعت في معالجته واسلوب المناقشات العلمية الهادئة، تكشف عن مصداقية الإمام الشهيد في نزعته التقريبية.

ويقع في هذا الاطار أيضاً المعالجات والدراسات التي أنجزها الإمام الشهيد الصدر(رضي الله عنه) والتي تتصل بالقضايا الإسلامية المعاصرة والاشكالات الفكرية التي تواجه المسلمين عموماً سواء في نطاق (نظرية المعرفة) كما في دراسته (فلسفتنا) (والاسس المنطقية للاستقراء)، أم في المجال الاجتماعي والاقتصادي كما في كتابه (اقتصادنا) و (البنك اللاربوي في الإسلام)، أم في مجال التفسير والفقه، ولديه عشرات البحوث[39] في هذا النطاق.

إنَّ اقدام الإمام الشهيد على مثل هذه المعالجات والدراسات يحقق هدفاً مزدوجاً إذ هو في نفس الوقت الذي يقدّم إلى مثقفي الاُمّة زاداً فكرياً نضيجاً لمواجهة التحديات الحضارية والفكرية الغربية فإنّ ذلك يتضمن بالضرورة تحقيق أرضية مشتركة، وقناعات مشتركة يتحرك عليها المسلمون الواعون، وينطلقون منها جميعاً في عملية المواجهة، وفي بلورة المواقف الموحّدة أو الحلول العملية لاشكاليات الحياة المعاصرة، إنَّ كلَّ ذلك لا يحقق وحدة الفكر والموقف فحسب، وهو أمرٌ بحد ذاته يصبُّ في هدف التقريب والوحدة، بل يؤدي بالضرورة إلى تقليص أسباب الخلاف والاختلاف في أكثر المسائل والقضايا حيويةً وخطورة والتي تهمّ الاُمّة الإسلامية وتتعلق بمستقبلها السياسي والاجتماعي في ظل الحاكمية الإسلامية، بالاخص اذا لاحظنا أنَّ الإمام الشهيد(رضي الله عنه) قد أفاد في بلورة النظرية الاقتصادية والمذهب الاقتصادي في الإسلام من الاجتهادات الاخرى في المدارس الفقهية الإسلامية وقد أشار[40] (رضوان الله عليه) إلى ذلك، ودعا إلى هذا اللون من الدراسة التي تنفتح على الآخرين وتفيد من نظراتهم وبحوثهم واجتهاداتهم، بل ذهب في هذا المجال إلى ماهو أهم عندما أسس مقولةً حيوية قائلاً: «إنَّ أي موقف للشريعة الإسلامية يحتوي على أكثر من اجتهاد يعتبر نطاق البدائل المتعددة من الاجتهاد المشروع دستورياً ويظل اختيار البديل المعيّن من هذه البدائل موكولاً إلى السلطة التشريعية التي تمارسها الاُمّة على ضوء المصلحة العامة..»[41].

إنَّ هذه المقولة التأسيسية تعدُّ بحق خطوة كبيرة جداً في مسيرة وحدة الاُمّة وفي المشروع التقريبي، إذ هو(رضي الله عنه) يرى عدم حصر موقف الشريعة في نطاق اجتهاد معين في مثل هذه المواضيع الاساسية في حياة الاُمّة، وأنَّ الاجتهادات تعتبر مشروعة دستورياً، والسلطة التشريعية هي التي تختار (الاجتهاد المعين على أساس من مصلحة الاُمّة ككل).

ثالثاً: المشاريع الواعدة وأهميتها في التقريب والوحدة:

لقد نهض الإمام الشهيد(رضي الله عنه) باعباء ومسؤوليات جسام، وأسهم في وضع اللبنات الاساسية لمشاريع عديدة بل وقدم اطروحة بنّاءة في أكثر من مجال تصبُّ كلّها في هدف حيوي هو توحيد الاُمّة في أطار كيان متميز لا يستعير من الآخرين ولايقلدهم بل له أصالته وشخصيته الحضارية وقد أعطى كلَّ وقته من أجل انجاز جملة من تلك المشاريع، وكان في تقديره (رضوان الله عليه) أن ينجز مشاريع اخرى بدأ بوضع لبناتها الاساسية، وهي تصبُّ في الهدف ذاته ولعل من أهم تلك المشاريع هو مشروع الدستور الإسلامي للدولة الإسلامية، ومشروع فقه المعاملات أو القانون المدني، وتنبع أهمية هذه المشاريع من صلتها بالحياة العملية للمجتمع المسلم، وبمستقبل الاُمّة الإسلامية وكيانها السياسي المستقل في ظل حاكمية الإسلام المرتقبة. وقد وجد الإمام الشهيد الصدر(رضي الله عنه) الفرصة مواتية بعد نجاح الثورة الإسلامية في ايران فقدّم لمحة فقهية عن «مشروع دستور الجمهورية الإسلامية»، والمتأمل في لوائح ومواد هذا المشروع يجد الروح الإسلامية العامة واستشراف الأفق الإسلامي والنظر إلى الاُمّة المسلمة كياناً واحداً وحالة موحدة مع الأخذ بنظر الاعتبار خصوصية (ايران) باعتبار المشروع ناظراً إلى هذه الجهة، فعلى سبيل المثال، نجد في احدى مواد الدستور المقترح مايلي:

«إنَّ الاُمّة هي صاحبة الحق في الرعاية وحمل الأمانة، وأفرادها جميعاً متساوون في هذا الحق العام أمام القانون، ولكل منهم التعبير من خلال ممارسة هذا الحق عن آرائه وأفكاره وممارسة العمل السياسي بمختلف اشكاله، كما إنَّ لهم جمعياً حق ممارسة شعائرهم الدينية والمذهبية، وتتعهد الدولة بتوفير ذلك لغير المسلمين من مواطنيها الذين يؤمنون بالانتماء السياسي إليها…».

وجاء في مادة اخرى:

«للجمهورية الإسلامية الايرانية أهداف تاريخية بحكم رسالتها ومسؤوليتها العظيمة، وهي أهداف تقوم على أساسها خطوطها السياسية ومناهجها في مختلف المجالات ففي الداخل تهدف إلى:

1ـ تطبيق الإسلام في مختلف المجالات.

2ـ تجسيد روح الإسلام بإقامة مبادئ الضمان الاجتماعي والتوازن الاجتماعي والقضاء على الفوارق بين الطبقات في المعيشه وتوفير حدّ أدنى كريم لكل مواطن واعادة توزيع الثروة بالأساليب المشروعة، وبالطريقة التي تحقق المبادئ الإسلامية للعدالة الاجتماعية.

3ـ تثقيف المواطنين على الإسلام تثقيفاً واعياً، وبناء الشخصية الإسلامية العقائدية في كل مُواطن لتتكون القاعدة الفكرية الراسخة التي تمكن الاُمّة من مواصلة حمايتها للثورة.

وأما في الخارج، أي في نطاق العلاقات الدولية فيقترح الإمام الشهيد أن تكون أهداف الدولة الإسلامية هي:

1ـ حمل نور الإسلام ومشعل هذه الرسالة إلى العالم كلّه.

2ـ الوقوف إلى جانب الحق والعدل في القضايا الدولية وتقديم المثل الأعلى للاسلام من خلال ذلك.

3ـ مساعدة كل المستضعفين والمعذبين في الأرض ومقاومة الاستعمار وبخاصة في العالم الإسلامي الذي تعتبر ايران جزءاً لايتجزأ منه.

إنَّ هذه المبادئ والمواد الدستورية التي يصوغها الإمام الشهيد الصدر(رضي الله عنه)، تعدّ اسهامةً جديةً في إقامة دولة اسلامية حديثة على أساس الإسلام، ويعدّ هذا المشروع نموذجاً رائعاً لما يجب أن تتبناه الاُمّة الإسلامية وقواها الطليعية في مستقبل حياتها السياسية، وهو يشكل بالتالي قاعدة رصينة مشتركة تلتقي عندها الاُمّة الإسلامية وتتوحد بمقتضاها.

هذا مايتعلق بالقانون الدستوري، أما مايتعلق بمشروع القانون المدني، فقد كان هاجساً رئيساً عند الإمام الشهيد الصدر(رضي الله عنه) ينبّه إليه مراراً[42]، ويتحين الفرص لانجازه، وله نظرات وآراء مبثوثة في كثير من بحوثه الفقهية وتعليقاته وخاصة في كتابه (اقتصادنا)، ولا يخفى مافي انجاز مثل هذا المشروع من ثمار عظيمة وجدوى حقيقية على صعيد وحدة الاُمّة من خلال مبادئ التعامل وقيام الحياة اليومية على أساس شريعة الإسلام بالأخص إذا لاحظنا المنهج الذي جرى عليه (رضوان الله تعالى عليه) في تأصيل النظريات وتقرير الأحكام، وهو منهج يقوم على مبدإ (البدائل الاجتهادية)، والإفادة من آراء فقهاء الاُمّة وعلمائها، والانفتاح على الآراء النضيجة.. وقد قدّم الإمام الشهيد(رضي الله عنه) (اقتصادنا) نموذجاً على ذلك.

إن مايمكن أن نخلص إليه بعد هذا العرض السريع للخطوات والمشاريع التي قام بها الإمام الشهيد الصدر(رضي الله عنه) هو تميّز المنهج الذي اتبعه عن سائر المناهج الاخرى بالشمولية والأصالة والعلمية، وأنَّ ترسُّمَ مثل هذا المنهج الذي حاولنا استكشاف جوانب منه، واكمال الأشواط التي قطعها في هذا المجال سيحقق الأهداف العظمى المقصودة من المشروع التقريبي والوحدوي المبارك.

الدكتور عبدالجبار شرارة

[1] راجع: الاسس المنطقية للاستقراء. فقد عالج الشهيد الصدر اشكالية فلسفية بطريقة لم يسبقه إليها سابق.

[2] راجع: كتاب «فلسفتنا» في تزييف ونقد الفكر الغربي المادي، وراجع «اقتصادنا» الجزء الأول في مناقشة الاطروحة الماركسية في الاقتصاد والاسس الاقتصادية للفكر الرأسمالي.

[3] راجع: «اقتصادنا» الجزء الثاني إذ يطرح الإمام الشهيد النظرية الاقتصادية والمذهب الاقتصادي الإسلامي، وراجع أيضاً: «البنك اللاربوي في الإسلام» الاطروحة البديلة لحل المعاملات المصرفية.

[4] راجع «رسالتنا» ماكان يكتبه الإمام الشهيد في افتتاحية الاضواء راجع مباحث الاصول، العلامة السيد كاظم الحائري 1: القسم الثاني: 73، نشر مكتب الاعلام الإسلامي ـ قم 1407 هـ.

[5] راجع: دروس في علم الاصول 1: 18 مؤسسة النشر الإسلامي ـ قم 1410 هـ.

[6] راجع: مباحث الاصول، تقريرات أبحاث الشهيد الصدر(رضي الله عنه) بقلم العلامة السيد كاظم الحائري 1: 94 ـ 98.

[7] مباحث في علم الاصول، السيد الحائري 1: 141 القسم الثاني. وراجع ص 87 ومابعدها «استراتيجية الشهيد الصدر في العمل الإسلامي».

[8] راجع مباحث الاصول 1: 68 من القسم الثاني. «الإسلام يقود الحياة» ألّف منه ست حلقات في سنة 1399  هـ بمناسبة نجاح الثورة الإسلامية وهي:

آ ـ لمحة فقهية تمهيدية من مشروع دستور الجمهورية الإسلامية فى ايران.

ب ـ صورة عن اقتصاد المجتمع الإسلامي.

جـ ـ خطوط تفصيلية عن اقتصاد المجتمع الإسلامي.

د ـ خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء.

هـ ـ منابع القدرة في الدولة الإسلامية.

و ـ الأسس العامة للبنك اللاربوي في المجتمع الإسلامي.

[9] المصدر السابق: 164. استشهد رضوان الله عليه 23 جمادي الأولى 1400 هـ ولم يحضر دفنه سوى الحجة السيد محمد صادق الصدر. وقد شوهدت آثار التعذيب الوحشي المروّع على بدنه ورأسه الشريف.

[10] رسالة الإسلام: العدد الثاني، السنة الأولى 1368 هـ ـ  1949 م ـ اصدار دار التقريب ـ كلمة التحرير ـ محمد محمد المدني.

[11] راجع مجلة (رسالة الإسلام) الطبعة الجديدة ـ اصدار مجمع البحوث الإسلامية للاستانة الرضوية، ومجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية ـ مؤسسة النشر في الاستانة الرضوية 1411 هـ المقدمة، بقلم الشيخ محمد واعظ زاده الخراساني ـ الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب

[12] مجلة رسالة التقريب، العدد الأول: 129.

قال فضيلة العلاّمة الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر: «إنَّ مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الامامية الاثني عشرية، مذهب يجوز التعبّد به شرعاً كسائر المذاهب السنية..» وراجع نصّ الرسالة في: ايران من الداخل، فهمي هويدي: 327 .

[13] راجع: ايران من الداخل، فهمي هويدي: 330 ـ نشر مركز الاهرام للترجمة والنشر: 31 عام 1988 م.

[14] صدر العدد الأول من مجلة (رسالة الإسلام) في ربيع الأول سنة 1368 هـ  ـ 1949 م وكان آخر عدد قد صدر في رمضان 1392 هـ ـ 1972 م.

[15] راجع البحث القيم الذي نشره الكاتب خالد توفيق بعنوان «قضايا الوحدة ومشكلات التجزئة» في فكر الإمام الخميني(رضي الله عنه) القسم الثاني، مجلة التوحيد، العدد (6) السنة العاشرة في صفر 1413 هـ اصدار منظمة الاعلام الإسلامي.

[16] مجلة رسالة الإسلام، العدد الأول ـ الطبعة الجديدة ـ المقدمة بقلم الشيخ واعظ زاده

[17] تمَّ عقد ست ندوات، كانت الاولى والثانية في مكة المكرمة 1411 هـ ـ 1412 هـ كما عقدت ندوة عالمية في الأردن، وندوات اخرى في طهران.

[18] صدر العدد الاول من مجلة (رسالة التقريب) في شهر رمضان المبارك سنة 1413 هـ  وقد صدر منها لحد الان أربع أعداد.

[19] راجع: الموسوعة الفقهية الصادرة عن وزارة الاوقاف فى الكويت.

[20] مباحث الاصول، الحائري: 152، نداء الشهيد الصدر(رضي الله عنه).

[21] قضية وقوف كثير من علماء ومفكري أهل السُنّة مع الجمهورية الإسلامية حقيقة معروفة للجميع.

[22] مباحث الاصول: 77.

[23] راجع مباحث الاصول، السابق: 88، 58 ـ 66، وراجع: 77.

[24] المحنة، الإمام الشهيد الصدر ـ انتشارات ذو الفقار ـ قم.

[25] المصدر السابق: 26.

[26] المصدر نفسه: 26.

[27] المصدر السابق: 27 ـ 28.

[28] مباحث الاصول، الحائري: 151.

[29] المصدر السابق: 151.

[30] المصدر السابق: 151.

[31] اقتصادنا، الشهيد الصدر: 13 ـ عام 1408 م ط2.

[32] رسالتنا، نشر دار الكتاب الإسلامي ـ قم.

[33] راجع مجلة رسالة الإسلام باعدادها الستين مثلاً على ذلك، وراجع مثلاً كتاب المراجعات، العلامة عبدالحسين شرف الدين، وكتابات الشيخ شلتوت شيخ جامع الأزهر. وتحرير المجلة، كاشف الغطاء، والفقه الإسلامي وأدلته، الدكتور الزحيلي وغيرهم كثير.

[34] راجع فجر الإسلام، أحمد أمين المصري، وراجع كتابات احسان ظهير الهي، وراجع أيضاً مع محب الدين الخطيب في خطوطه العريضة، الشيخ لطف الله الصافي.

[35] راجع اقتصادنا: 421 ـ 423، المجمع العلمي للشهيد الصدر ـ 1408 هـ الطبعة الثانية.

[36] المصدر نفسه ـ دراسة رائعة لكيفية التعامل مع النص: 1404 فما بعدها.

[37] بحث حول الولاية، الشهيد الصدر(رضي الله عنه)، طبع مقدمة لكتاب الدكتور عبدالله فياض، تاريخ الامامية واسلافهم من الشيعة ـ الاصدار مطبعة أسعد 1970 م، ونشرته دار التعارف ـ بيروت سنة 1977 م، ونشر في القاهرة بعنوان آخر باشراف السيد طالب الرفاعي 1977 م.

[38] نشأة التشيع والشيعة، الشهيد الصدر(رضي الله عنه)، تحقيق الدكتور عبدالجبار شرارة ـ نشر مركز الغدير للدراسات الاسلامية 1414 هـ ـ  قم  ط 1.

[39] راجع مباحث الاصول: 67 ـ 69.

[40] اقتصادنا، السابق: 34 المقدمة، وراجع: 423.

[41] لمحة فقهية عن مشروع دستور الجمهورية الإسلامية: 13، طبع قسم الاعلام الخارجي لمؤسسة بعثة ـ طهران

[42] راجع مباحث الاصول: 62.