عطشُ الرمالِ وغربةُ الأملِ***وشواطيءٌ خضراءُ في المقلِ
ولهيبُ جرح نازف غضر***من الفِ طوفان ولم يَزَلِ
وصدى من الامس الربيع هفا***في جدب دهر حائر وجل
تتناثر النجمات في رمه***ورداً يميس بخاطر ثمل
مخبوءة في طلع نبضته***آمال ملحمة الغد الخضل
لاغرو لما يحتفي قمر***في باب جرحك ذاب من خجل
يايومنا المذبوح منتصباً***مازال طيفك باسم الشعل
في ذكريات غروبه نفس***متفرد يشدو على الطفل
في نبع عينك ظل ادعية***نديانة بمدامع الرسل
في عمر وجهك ضحكة ـ أمل***مخضوبة بالوجد والقبل
من سندباد رؤاك شياطؤنا***صلّت اليه نوارس الغزل
ومن المواجد رفّ برعمنا***بشذى زنابق فجرنا الجذل
ماذا بثغرك غير بارقة***حتى ينوء الكون من ثقل
مابيننا ظمأ وأمنية***ولهاث قافلة على عجل
تطوي الجراح وألف مرحلة***لكنها للآن لم تصل
غارت باعيننا حوافرها***فاستوحشت بخرائب المقل
ياحسرة، ولظاك لاهبة***وصداك مغترب على السبل
لما نزل تحت السياط لنا***بحر تلاطم بالدم ـ الامل
ووراء آهتنا تصادره الـ***ـسعنقاء وهي بعيشها الثمل
اعلمت ان دماً نقدسه***قد بيع في المنفى على هبل
ياايها النزف الجنيّ، ومِنْ***انفاس مذبحه شذى الازل
وقفت بجرحك كلّ راثية***حيرى تناهبها يد الفشل
حزن الفرات ونأي ثاكلة***خرساء باكية على الطلل
وحداء آمالي مخنطة***يستافها وجع السرى الازلي
خسأت دموع وهي بالية***ان تحتفي بزمانك النَهَلِ
مرت سنين وهي هامية***صَدِأت وشيئاً عنك لم تقل
حاشاك تعرفك الدموع وقد***حارت بك الدنيا على وجل
لم تحتملك فآثرت هرباً***عن سر وجهك ساعة الاجل
الشيخ عبدالمجيد فرج اللّه