نبذة عن المعالم الجديدة للأصول / غاية الفكر

نبذة عن المعالم الجديدة للأصول / غاية الفكر

نبذة عن كتابي “المعالم الجديدة للأصول” و”غاية الفكر”

المعالم الجديدة للأصول

أولاً، ألف الإمام الشهيد (قدس سره) كتاب (المعالم الجديدة للأصول) في سنة 1385 هـ، حيث مثلت هذه الحلقة الأولى من سلسلة (دروس تمهيدية في علم الأصول).

في ذلك الوقت، كان يقدّر أهمية تكميل هذه الحلقة بحلقتين أخريين لتشكيل سلسلة دراسية مكوّنة من ثلاث مراحل في علم الأصول.

ومع ذلك، لم ينجح في ذلك حتى مضت حوالي اثنتي عشرة سنة من تأليف الكتاب.

بعد ذلك، في عام 1397 هـ، حظي المؤلّف بتوفيق رباني لاستئناف النظر في هذه الأطروحة.

إذ قام بإدخال تعديلات أساسية، وأكمل الكتاب،

وأخرجه في ثلاث حلقات تحت عنوان (دروس في علم الأصول)، المعروفة بين طلاب الحوزة باسم (الحلقات).

علاوة على ذلك، بالرغم من أن التطور التكاملي أدى إلى اعتماد الصياغة المطروحة في الحلقة الأولى من (دروس في علم الأصول)، يحتفظ كتاب (المعالم الجديدة للأصول) ببعض المميزات الخاصة.

على سبيل المثال، يتميز الكتاب بلغة عصرية واضحة تخلو من التعقيدات اللفظية والمعنوية مقارنةً بما جاء في كتاب الحلقات.

كما يتضمن كتاب المعالم شرحاً تفصيلياً مع أمثلة توضيحية كثيرة تبرز المطالب المختلفة.

بالإضافة إلى ذلك، يشمل الكتاب فصلًا هامًا جداً لدراسة وتحليل تأريخ علم الأصول، وهو فصل لم يسبقه غيره.

وقد اختار السيّد الشهيد (رحمه الله) حذف هذا الفصل في كتاب الحلقات حفاظًا على الطابع العلمي والدراسي المناسب في أوساط الحوزة العلمية.

وبناءً على ذلك، يبقى الكتاب، بصورته السابقة، أكثر توافقًا مع احتياجات الأوساط العلمية في الجامعات والمعاهد العلمية غير الحوزوية،

كما تعكس قيمته التأريخية النشاط العلمي للمؤلّف في ذلك العهد.


غاية الفكر

ثانيًا، ننتقل إلى كتاب (غاية الفكر) الذي يمثل عملاً علميًا تخصصيًا رفيع المستوى في علم الأصول.

قام المؤلّف (قدس سره) بترتيب هذا الكتاب في عشرة أجزاء، كما ذكر في المقدمة،

لكنه طبع منه الجزء الخامس فقط؛ إذ لم تتوفّر باقي الأجزاء، مما حال دون استخراج إحالات أو إرجاعات إليها.

وعلى الرغم من صغر حجم الجزء المطبوع، فإنه يعكس العمق الفكري الذي كان يتمتّع به الإمام الشهيد الصدر (قدس سره) في ريعان شبابه.

فقد طُبع هذا الجزء في سنة 1374 هـ،

وأوضح المؤلّف في مقدّمته أنه بدأ تأليف الكتاب قبل ثلاث سنوات تقريباً (أي في سنة 1371 هـ).

وبمقارنة هذا التأريخ مع سنة ولادته (1353 هـ)، نستنتج أن عمره لم يتجاوز الثمانية عشر عامًا عند بدء التأليف.

وهذا يُعد رقمًا قياسيًا بين العلماء والمجتهدين في العصر الأخير.

علاوة على ذلك، على الرغم من أن الكتاب خالف المشهور في عدد من الآراء والنظريات العلمية،

سار المؤلّف الشهيد الصدر مع بعضهم على مجاراتهم في بعض النقاط،

إذ اعتبر أن التصريح بمخالفتهم قد لا يُستوعب في الوسط العلمي السائد آنذاك.

لذا، بَنَى في محاوراته على التسليم ببعض المباني السائدة معهم،

رغم اختلافه في بعض التفاصيل، وفي كتبه المتأخرة أعلن خلافه لهم بصراحة.

 

أخيرًا، ونظرًا لأن الكتاب طُبع في حياة المؤلّف (قدس سره) طبعة واحدة بالطريقة القديمة التي كانت تفتقر إلى العناوين المناسبة للمواضيع العلمية والضوابط الفنية المعاصرة،

بذلت لجنة التحقيق جهودًا خاصة في تحقيقه.

فقد عملت على وضع عناوين رئيسية وفرعية كاملة لمواضيع الكتاب،

دون الحاجة إلى وضعها بين المعقوفتين كما في باقي مؤلفات الشهيد الصدر.

 

انظر نص الكتاب هنا