سأل أحد التلامذة السید الشهید في درس بعنوان «التجديد والتغيير في النبوة»:
هل للتوراة والإنجيل الحاليّين علاقةٌ بالتوراة والإنجيل النازلين من عند الله تعالى؟
فأجابه الشهيد الصدر (قدّسسرّه):
«أنا هكذا بيّنتُ: بأنّ التحريف لا يمنع عن افتراض وجود نصوص دينيّة كثيرة في التوراة [والإنجيل]، خاصّة في التوراة؛ باعتبار أنّ القرآن يقول بأنّ هؤلاء عندهم التوراة، وظاهرهُ أنّ التوراة المعاشة في أيّام النبي (صلّى الله عليه وآله) كان فيها جزءٌ كبيرٌ معتدٌّ به ممّا انزل على موسى [(عليهالسلام)]. ثمّ -على أيّ حال- هي تمثّل الروح الدينيّة العامّة؛ يعني: إنّ الأناجيل حتّى لو فرض أنّها لا تمثّل شيئاً ممّا نزل على السيّد المسيح (عليهالسلام) -كما هو المفروض في الأناجيل، لا في التوراة- إلّا أنّها تمثّل الروح الدينيّة العامّة؛ فإنّ الروح الدينيّة العامّة بعد السيّد المسيح هي هذه الروح التي كتب بها أصحاب الأناجيل هذه الكتب، المفاهيم التي كان يعيشها الناس وقتئذٍ هي هذه المفاهيم؛ فهذا يكشف عن المستوى العام للوعي التوحيدي وقتئذٍ، وإن لم يكشف عن حدود ما أعطاه السيّد المسيح بالذات. وهذا يكفي كاستشهاد على تطوّر الوعي التوحيدي على مرّ الزمن».
أئمة أهل البيت علیهمالسلام ودورهم في تحصين الرسالة الإسلامية، هامش ص ٩٨.