في رحاب القرآن (٤)

كانت الأساطير والخرافات شائعة بين العرب، نظراً لانخفاض مستواهم الفكري واميتهم بصورة عامة.. وقد جاء القرآن الكريم برسالة الاسلام، فحارب تلك العقائد والخرافات، ومحا تلك الأوهام عن طريق تنوير عقول العرب والدعوة الى التفكير الاصيل، والتدبر والاعتماد على العقل، والمطالبة برفض التقليد، وعدم الجمود على تراث السلف، بدون تمحيص أو تحقيق؛ قال اللَّه تعالى: «وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَ وَ لَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَ لا يَهْتَدُونَ» [البقرة: ١٧٠].

وقد أدت هذه الدعوة من القرآن الى تعريض كل الافكار السابقة والموروثة الى الامتحان من جديد على ضوء المنطق، والعقل، وعلى هدى الاسلام، فأسفر ذلك عن اضمحلال تلك الخرافات، وزوال تلك العقائد الجاهلية، وتحرر العقول من قيودها، وانطلاقها في طريق التفكير السليم.

المدرسة القرآنية، ص ٢٤٢.