Tag Archives: المدرسة القرآنية

السنن التاریخیة

إنّ عدداً كبيراً من السُنن التاريخيّة في القرآن قد تمّت صياغته على شكل القضيّة الشرطيّة الّتي تربط ما بين حادثتين اجتماعِيَّتين أو تاريخيَّتين، فهي لا تتحدّث عن الحادثة الأوّلى: أنّها متى توجد، ومتى لا توجد، لكنْ تتحدّث عن الحادثة الثانية بأنّه: متى ما وُجدتْ الحادثة الأوّلى وُجدتْ الحادثة الثانية. ...

التفسیر الموضوعي

الاتّجاه التّوحيديّ أو الموضوعيّ في التفسير لا يتناول تفسيرَ القرآن آيةً فآيةً في الطريقة الّتي يمارسها التفسير التجزيئيّ، بل يُحاوِل القيام بالدراسة القرآنيّة لموضوعٍ من موضوعات الحياة العقائديّة، أو الاجتماعيّة، أو الكونيّة. ويَستهدِف التفسير التّوحيديّ أو الموضوعيّ من القيام بهذه الدراسات تحديدَ ...

أهمیّة العمل ضمن الإطار الإیمانی

رفض القرآن رفضاً باتاً إمكان المقايسة والمقارنة بين العمل الّذي يحقّقه الإنسان ضمن الإطار الإيمانيّ العامّ، مندفعاً بالميول والدوافع الإلهيّة الّتي يحدّدها هذا الإطار، وبين العمل الّذي يوجد بعيداً عن ذلك الإطار وينبثق عن ميول ودوافع أخرى. فإنّ هذا العمل لا يمكن أن يقارَن في المفهوم القرآنيّ بذلك الع...

أمة لاتخضع الا لله

استطاع القرآن عن طريق زرع الايمان باللَّه وتربية المسلمين على‏ التوحيد والشعور بالعبودية للَّه‏ وحده، استطاع عن هذا الطريق أن يجعل من اولئك الذين كانوا يخضعون للحجارة، ويدينون بسيادتها امّة موحدة لا تخضع إلّا للَّه، ولا تتذلل لقوة على‏ وجه الارض ولا تستكين لجبروت الملك وعظمة الدنيا، ولو في أحرج اللح...

وآتاكُم مِنْ كُلِّ ما سَألْتُمُوه..

«وآتاكُم مِنْ كُلِّ ما سَألْتُمُوه وإن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها» [إبراهيم: ٣٤] .. السؤال في الآية الكريمة «وآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَألْتُمُوه» لا يراد منه الدعاء طبعاً، السؤال اللفظى الذي هو الدعاء؛ لأنّ الآية تتكلّم عن الإنسانية ككل عمَّن يؤمن باللَّه ومن لا يؤمن باللَّه، من يدعو الل...

تطبيقات النظرية الصدرية على المشروع الإحيائي لكتاب (أفكار هادفة)

تمهيد: أولاً: تطبيقات النظرية الصدرية على المشروع الإحيائي لكتاب “أفكار هادفة”. دعيت لكتابة قراءة نقدية تحليلية أو قل نقداً موضوعياً لموضوعات ومقالات كتاب “أفكار هادفة” الذي واكبت العديد من موضوعاته وهي بذور صغيرة ما لبثت أن تحولّت إلى زرع «يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ»[1] والعاملين ...

المثل الأعلى للإنسان..

واللَّه سبحا‌نه وتعالى هو نهاية هذا الطريق ولكنه ليس نهاية جغرافية، ليس نهاية على نمط النهايات الجغرافية للطرق الممتدّه مكانياً.. اللَّه سبحانه وتعالى هو المطلق، هو المثل الأعلى، أي المطلق الحقيقي العيني، وبحكم كونه هو المطلق، إذن هو موجود على طول الطريق أيضاً، ليس هناك فراغ منه، ليس هناك انحسار عنه...

في رحاب القرآن (۱)

قال سبحانه وتعالى‏: «ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَ لا نَصَبٌ وَ لا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَ لا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ‏ * وَ لا يُنْفِقُونَ...

في رحاب القرآن (۲)

وكما كان القرآن محيطاً بالماضي، كذلك كان محيطاً بالمستقبل، فكم من خبر مستقبل كشف القرآن حجابه فتحقق وفقاً لما أخبر به، ورآه المشركون؛ من هذا القبيل إخبار القرآن بانتصار الروم على الفرس في بضع سنين، إذ قال تعالى: «غُلِبَتِ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ* ...

في رحاب القرآن (۳)

إنّ القرآن بشّر به وأعلنه على العالم فَرْدٌ من أفراد المجتمع المكي، ممن لم ينل ما يناله حتى المكيون من الوان التعلم والتثقيف، فهو امي، لا يقرأ ولا يكتب، وقد عاش بين قومه اربعين سنة فلم تؤثر عنه طيلة هذه المدة محاولة تعلم أو اثارة من علم أو ادب: «وَ ما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ […]...