كان العرب – الذين نزل القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه و آله في حوزتهم- يعتقدون في اللَّه أنّه إله خالق، مدبر للعالم: «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ..» [الزخرف: ٨٧] ولكنهم افترضوا – لضعف تفكيرهم، وبعد عهدهم من النبوة والانبياء – وجود وسطاء وهميين ...

إنّ القرآن بتنزيله تدريجاً كان إمداداً معنوياً مستمراً للنبي صلى الله عليه و آله كما قال اللَّه تعالى: «وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَ رَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا» [الفرقان: ٣٢]. فإنّ الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كا...

إنّ مجتمع الفراعنة على‏ مرّ التاريخ، مجتمع ممزّق مشتّت الفرعونية على‏ مرّ التاريخ، حينما تتحكم في علاقات الإنسان مع أخيه الإنسان تستهدف تمزيق طاقات المجتمع، تشتيت فئاته، بعثرة إمكانياته، ومن الواضح أنّه في تشتيتٍ وبعثرةٍ وتفتيتٍ وتجزئةٍ من هذا القبيل لا يمكن لأفراد المجتمع أن يحشّدوا قواهم الحقيقية،...

لئن كان للتضحية الإنسانية الفاضلة كتاب، فأعمال عليّ عنوان ذلك الكتاب المشعّ بأضواء الخلود. وإن كان لمبادئ السماء التي جاء بها محمّد صلى الله عليه و آله و سلم تعبير عمليّ على وجه الأرض فعليٌّ هو تعبيرها الحيّ على مدى الدهور والأجيال. وإن كان النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم قد خلّف في […]...

أمّا المستضعفون فمن يواكب منهم الظلم ويسير في اتّجاهه ويخضع للإستغلال يعتبر في المفهوم القرآني ظالماً لنفسه وبالتالي خائناً لأمانته، فلا يكون جديراً بالخلافة. ويظلّ في موقعه من الخلافة اولئك المستضعفون الذين لم يظلموا أنفسهم ولم يستسلموا للظلم، فهؤلاء هم الورثة الشرعيّون للجماعة البشرية في خلافتها، ...

من أجل أن ينتزع الإسلام من الفرد المسلم هذا التعلق الشديد بالدنيا وهمومها أعطى‏ للدنيا حجمها الطبيعي، فالدنيا حينما تتّخذ كهدفٍ تتعارض مع الآخرة- أي مع عملية البناء العظيمة التي تدعو إليها الآخرة وتحث عليها- تتحوّل‏ من دارٍ للتربية إلى أرضٍ لِلَّهو والفساد: «أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَ لَ...

الإحساس بالجماعة والارتباط بها يمكن أن يساهم إلى جانب ما تقدّم في تعبئة طاقات الأمّة الإسلامية للمعركة ضدّ التخلّف إذا أعطي للمعركة شعار يلتقي مع ذلك الإحساس، كشعار الجهاد في سبيل الحفاظ على كيان الأمّة وبقائها الذي أعطاه القرآن الكريم حين قال: «وَأعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ &#823...

وكل طفل يجد عادة في أبويه وجوّهما العائلي الحضانةَ اللازمةَ له، غير أن الإنسان الأول- آدم- الذي لم ينشأ في جوّ عائليّ من هذا القبيل كان بحاجة إلى دار حضانة استثنائية يجد فيها التنمية والتوعية التي تؤهّله لممارسة دور الخلافة على الأرض، من ناحية فهم الحياة ومشاكلها المادية، ومن ناحية مسؤولياتها الخلقي...

وكان أول تكليف وُجّه إليه [آدم عليه السلام] أن يمسك عن شجرة معيّنة في تلك الجُنينة؛ ترويضاً للإنسان الخليفة على أن يتحكم في نزواته، ويكتفي من الاستمتاع بطيّبات الدنيا بالحدود المعقولة من الإشباع الكريم، ولا ينساق مع الحرص المحموم على المزيد من زينة الحياة الدنيا ومتعها وطيّباتها. وقد استطاعت المعصية...

حينما تعرض المحن للإنسان لا بد وأن يفكر أيضاً إلى جانب تصميمه على الصمود إزاء المحنة لا بد وأن يفكر في القدر الذي يتحمله من المسؤولية إزاء هذه المحنة، ما هو القدر الذي يتحمله هو من المسؤولية؟ ما هو القدر الذي يتحمله من التقصير تجاه هذه المحنة؟! القرآن الكريم واضح جداً بأن كل البلايا والمحن […...