هناك دور مفروض للأئمّة عليهم السلام في نصّ الشريعة الإسلاميّة، في عالم التشريع، وهو دور صيانة تجربة الإسلام، تجربة المجتمع الإسلاميّ الّتي أنشأها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. وكان المفروض أنّ هذه القيادة تتسلسل في هؤلاء الأئمّة الاثني عشر عليهم السلام واحداً بعد الآخر. أئمة أهل البيت عليهم السلام...

ويمكننا- عن طريق دراسة الأئمّة على أساس النظرة الكلّيّة- أن نخرج بنتائج أضخم من مجموع النتائج التي تتمخّض عنها الدراسات التجزيئيّة؛ لأنّنا سوف نكشف ترابطاً بين أعمالهم. وسوف أستخدم مثالًا بسيطاً لتوضيح الفكرة: فنحن نقرأُ في حياة أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه جمع الصحابة في خلافته واستشهدهم على نص...

في عقيدتي، أنّ وجود دور مشترك مارسه الأئمّة جميعاً، ليس مجرّد افتراض نبحث عن مبرّراته التاريخيّة، وإنّما هو ممّا تفرضه العقيدة نفسها وفكرة الإمامة بالذات. لأنّ الإمامة واحدة في الجميع بمسؤوليّاتها وشروطها، فيجب أنْ تنعكس انعكاساً واحداً في شروط الأئمّة عليهم السلام وأدوارهم مهما اختلفت أدوارها الطار...

قد لا نحتاج إلى شيء من البحث لكي نتّفق بسرعة على نوعيّة الدور المشترك الّذي أُسند إلى الأئمّة عليهم السلام في تخطيط الرّسالة. كلّنا يعلم أنّ الرّسالة الإسلاميّة، بوصفها رسالة عقائديّة، قد خطّطت لحماية نفسها من الانحراف، وضمان نجاح التجربة خلال تطبيقها على مرّ الزمن، فأُوكل أمر صيانة التجربة وتحويلها...

إنّ الأئمّة عليهم السلام بالرغم من إقصائهم عن مجال الحكم، كانوا يتحمّلون باستمرار مسؤوليّتهم والحفاظ على الرّسالة وعلى التجربة الإسلاميّة وتحصينها ضدّ التردّي إلى الهاوية، هاوية الانحراف والانزلاق عن مبادئها وقيمها. أئمة أهل البيت عليهم السلام، ص110....

كلّما كان الانحراف يقوى ويشتدّ، وينذر بخطر التردّي إلى الهاوية، كان الأئمّة عليهم السلام يتّخذون التدابير اللازمة ضدّ ذلك. وكلّما وقع في التجربة الإسلاميّة والعقيدة من المحنة والمشكلة، وعجزت الزعامات المنحرفة عن علاجها بحكم عدم كفاءتها، بادر الأئمّة عليهم السلام إلى تقويم الحلّ، ووقاية الأُمّة من ال...

بكلمة مختصرة، كان الأئمّة عليهم السلام يحافظون على المقياس العقائديّ والرّساليّ في المجتمع الإسلاميّ، ويحافظون على أنْ لا يُحبط إلى درجة تُشكّل خطراً ماحقاً. أئمة أهل البيت عليهم السلام، ص110....

نجد تصوّراً شائعاً لدى كثيرين من الناس، الّذين احتاجوا إلى أنْ يقيّموا الأئمّة بوصفهم أُناساً مظلومين فقط قد أُقصوا عن مركز القيادة، وذاقوا بسبب ذلك ألوان الاضطهاد والحرمان. فهؤلاء الناس يعتقدون أنّ دور الأئمّة في حياتهم كان دوراً سلبياً على الأغلب، نتيجة لإِقصائهم عن مجال الحكم، فحالهم حال من يملك ...

لم يترك الأئمّة عليهم السلام – على الرغم من إبعادهم عن مركزهم الطبيعيّ في الزعامة الإسلاميّة – مسؤوليّاتهم القياديّة، وظلّوا باستمرار التجسيد الحيّ الثوريّ للإسلام والقوّة الرافضة لكلّ ألوان الانحراف والاستغلال. وقد كلّف الأئمّةَ ذلك حياتهم  الواحد بعد الآخر. واستُشهد الأئمّة الأحد عشر م...