لم يكن الاهتمام على هذا المستوى بالعدل الإلهيّ وتمييزه كأصل مستقلّ للدين من بين سائر صفات الله تعالى من علم وقدرة وسمع وبصر وغير ذلك إلّا لما لهذا الأصل من مدلول اجتماعيّ وارتباط عميق بمغزى الثّورة الّتي يمارسها الأنبياء على صعيد الواقع. الإسلام یقود الحیاة، ص39....
العدل وتوجيه المسيرة الإنسانية
لم يكن من الصدفة أن يوضع العدل ثانياً من أصول الدّين ويميَّز عن سائر صفات الله تعالى بذلك. وإنّما كان تأكيداً على أهمّ صفات الله تعالى في مدلوله العمليّ ودوره في توجيه المسيرة الإنسانيّة وذلك لأنّ العدل في المسيرة وقيامها على أساس القسط هو الشرط الأساسيّ لنموّ كلّ القيم الخيّرة الأخرى. وبدون العدل و...
المجتمعات الجاهلية والحياة القصيرة
إنّ المجتمعات الجاهليّة لا تنظر إلى الحياة إلّا من خلال شوطها القصير الّذي ينتهي بالموت، ولا تدرك ذاتها ومتعها إلّا من خلال إشباع ما لدى الإنسان من غرائز وشهوات. وهي على هذا الأساس تجد في المال بوصفه مالاً وفي تجميعه وادّخاره والتنافس فيه الهدف الطبيعيّ الّذي يضمن للإنسان القدرة على امتصاص أكبر قدر ...
الإسلام وتربية الإنسانية
إنّ الطريقة الّتي استعان بها القرآن على انتشال الإنسانيّة من ربقة الشهوات وعبوديّات اللذّة.. هي الطريقة العامّة الّتي يستعملها الإسلام دائماً في تربية الإنسانيّة في كلّ المجالات: طريقة التّوحيد. المدرسة الاسلامیة، ص97....
الشيعة وممارسة الاجتهاد
قد تقول: إذا كان الاتّجاه الشيعيّ يمثّل التعبّد بالنصّ، والاتّجاه الآخر المقابل له يمثّل الاجتهاد، فهذا يعني أنّ الشيعة يرفضون الاجتهاد ولا يسمحون لأنفسهم به، مع أنّا نجد أنّ الشيعة يمارسون عمليّة الاجتهاد في الشريعة دائماً! والجواب: إنَّ الاجتهاد الّذي يمارسه الشيعة ويرونه جائزاً بل واجباً، وجوباً ...
التشيّع وُلِد في أحضان الإسلام
الحقيقة أنَّ “التشيّع” لم يكن في يوم من الأيّام منذ ولادته مجرّد اتّجاه روحيّ بحت، وإنّما وُلد التشيّع في أحضان الإسلام بوصفه أطروحة مواصلة الإمام عليّ عليه السلام للقيادة بعد النبيّ فكريّاً واجتماعيّاً وسياسيّاً على السواء. بحث حول المهدی عجل الله تعالی فرجه الشریف، ص60....
مطالبة العدل حقيقة الثورة الدينية
أنّ الثورة الحقيقية لايمكن أن تنفصل بحالٍ عن الوحي والنبوّة وما لهما من امتدادات في حياة الإنسان، كما أنّ النبوّة والرسالة الربّانية لا تنفصل بحالٍ عن الثورة الاجتماعية على استغلال والترف والطغيان. الإسلام يقود الحياة، ص151....
الإنسان وخيانة الرسالة
لو أنّ أيّ واحد منّا استطاع أنْ يرى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بأمّ عينه، أو رأى أمامه إمام زمانه عجّل اللّه تعالى فرجه، رأى قائده بأمّ عينه وعاهده وجهاً لوجه على أنْ لا يعصي، على أنْ لا ينحرف، على أنْ لا يخون الرّسالة، هل بالإمكان لهذا الإنسان بعد هذا لو فارقته تلك الجلوة […]...
رائد الطريق وعيش الوحي
ليس عبثاً وليس صدفةً أنّ رائد الطريق دائماً كان إنساناً يعيش الوحي , لأنّه كان لا بدّ له أنْ يعيش طريقه بأعلى درجة ممكنة للحسّ، حتّى لا ينحرف، حتّى لا يتململ، حتّى لا يضيع، حتّى لا يكون سبباً في ضلال الآخرين. ونحن يجب أنْ ندعو، أنْ نتضرّع إلى اللّه دائماً، لأنْ يفتح أمام أعيننا معالم […]...
القائد والعصمة
أيّ اتّجاه عقائديّ في العالم يريد أنْ يبني الإنسان من جديد في إطاره، ويريد أن ينشئ للإنسانيّة معالم جديدة، فكريّة وروحيّة واجتماعيّة، يُشترَط لأنْ ينجح، وأنْ ينجز وأنْ يأخذ مجراه في خطّ التاريخ، يشترط أنْ يكون القائد الّذي يُمارس تطبيق هذا الاتّجاه معصوماً… أئمة أهل البيت عليهم السلام، ص212....