حوار:
معرفية جديدة في الفكر المعاصر
*: هل قاد الشهيد الصدر (رض) ثورة، ماهي معالم هذه الثورة؟
*: قاد المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رض) حركة تغيرية انقلابية شاملة استهدفت النهوض بواقع الامة وتخليص الشعب العراقي من العصابة الحاكمة وبناء نظام حكم عادل يقوم على اساس الاسلام وتمكين ابناء الشعب من اداء دورهم السياسي كاملاً وان اهم معالم تلك الحركة.. الاصدارات الفكرية الهامة التي هيأت الارضية الفكرية للتغيير والتحرك والبناء ومعالجة نواقص وأخطاء الحوزة العلمية والمرجعية الدينية والسعي لبناء جهاز المرجعية الصالحة والرشيدة، وبناء اسس الحركة الاسلامية المنظمة المعاصرة في العراق بوصفها الاداة الاكفأ للتعبئة ورعاية التيار الشعبي والجماهيري المتصاعد في مختلف ارجاء البلاد والاهتمام بحاجاته الواقعية والتصدي ميدانياً لقيادة الشعب في مواجهة الحكومة الظالمة العميلة وقيادة الحركة الاسلامية بمختلف فصائلها اضافة الى السعي لضبط حركة المرجعية والحوزة ضمن متطلبات عملية التغيير.
*: الجميع يتحدث عن ملأ الفراغ الذي تركه الشهيد الصدر (رض)، برأيكم ماهو الفراغ الذي تُرِك، وكيف يُملأ هذا الفراغ؟
*: اذا كان موت عالم دين رباني يترك ثلمة او فراغاً لايمكن سده بسهولة فكيف بنا اذا كان هذا العالم مرجعاً دينياً قائداً ومفكراً اسلامياً بارزاً وصاحب مدرسة جديدة في صياغة الخطاب الاسلامي والمشروع الفقهي المعاصر، واذا كان شخصية متميزة في سلوكها الاخلاقي والتربوي.. وكيف بنا اذا كان الفقيد قائداً حركياً مطاعاً وثائراً علوياً لا تحد تضحياته في سبيل الله وخدمة الدين والوطن والانسان اية حدود ذاتية او مصلحية.. اظن ان الفراغ سيتجسم أمامنا عندما نفقد مثل هذه الشخصية.
وكلما تحرك تلاميذ وأتباع وانصار الشهيد (رض) بجد للاقتداء بشخصيته والسير على خطه الذي هو خط الاسلام السالم من التحريف وخط العلماء الذين ينطبق عليهم هذا النص «العلماء ورثة الانبياء ما لم يدخلوا في الدنيا».. فيمكن عندئذ التخفيف من بعض آثار ذلك الفراغ القيادي الذي نعيشه منذ استشهاده قبل عشرين سنة ولحد الآن.
*: ماهو تأثير مؤلفات الشهيد الصدر (رض) على الامة عامة وابناء الشعب العراقي خاصة، والمثقفين الرساليين بشكل اخص؟
*: ربما لا اتمكن من اعتماد مقاييس دقيقة لتحديد ذلك التأثير ولكن الذي استطيع قوله وبدون تردد وعن معرفة واقعية، ان مؤلفات المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رض) كانت ولاتزال اكثر النتاجات الفكرية الاسلامية المعاصرة انتشاراً ليس فقط بين ابناء العراق وأتباع مدرسة اهل البيت (ع)، وانما في كل البلاد الاسلامية وبين مختلف القوميات والمذاهب، حتى ان الكثير من الحركات الاسلامية المعاصرة والاتجاهات التغييرية في الوطن العربي والاسلامي تأثرت بدرجة كبيرة.
بتلك المؤلفات، بل ان بعض مؤلفات السيد الصدر (رض) بدأت تفتح آفاقاً معرفية جديدة في الفكر المعاصر بعد ان تم ترجمتها الى اللغات العالمية الحية.
*: هل صحيح ان الامة خذلت الشهيد الصدر (رض) ولم تدافع عنه في محنته مع السلطة في العراق؟
*: كلاّ ليس صحيحاً، ولا يقول هذا القول الاّ جاهل بواقع التضحيات التي قدمها الشعب العراقي دفاعاً عن المرجع الشهيد ونصرة لدعوته وحركته وقيادته، او مغرض يريد التشكيك بنجاح الشهيد الصدر (رض) في تعبئة الشعب وقيادته، او يريد التشكيك باسلامية وحيوية وثورية العراقيين وطاعتهم لقيادتهم الاسلامية.
الفعاليات السياسية والجهادية والاعلامية التي نهض بها العراقيون داخل وخارج العراق منذ اواسط السبعينات ولحد الآن، هي في واقعها تلبية لنداء الشهيد الصدر الاول وامتداده الصدر الثاني وقمة تلك الفعاليات الانتفاضة الشعبانية الكبرى (آذار 1991 م) التي كان شعار الصدر وصورة الصدر عنوانها البارز.
لم تخذل الامة الشهيد الصدر (رض)، وانما خذله بعض المحسوبين زوراً على الواقع الاسلامي وبعض الذين فضلوا حطام الدنيا على نعيم الآخرة وعلى الاستجابة لنداء «ألا هل من ناصر ينصرنا».
الامة في العراق قدمت عشرات الآلاف من الشهداء ومئات الآلاف من المعتقلين والمعذبين وملايين المشردين داخل وخارج الوطن ثمناً لاستجابتها لدعوة المرجع القائد السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رض).
السيد اكرم الحكيم