وقد ورد الحث الشديد في الكتاب العزيز، والسنة الصحيحة على تدارس القرآن والتدبر في معانيه، والتفكر في مقاصده وأهدافه.
قال تعالى:
«أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها» [محمد: ٢٤].
وفي هذه الآية الكريمة توبيخ عظيم على عدم إعطاء القرآن حقه من العناية والتدبر.
وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال: «حدثنا من كان يقرئنا من الصحابة أنّهم كانوا يأخذون من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عشر آيات فلا يأخذون العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل».
..ومن الطبيعي أن يتخذ الإسلام هذا الموقف، ويدفع المسلمين بكل ما يملك من وسائل الترغيب إلى دراسة القرآن والتدبر فيه، لأنّ القرآن هو الدليل الخالد على النبوة، والدستور الثابت من السماء للأمة الإسلامية في مختلف شؤون حياتها، وكتاب الهداية البشرية الذي أخرج العالم من الظلمات إلى النور، وأنشأ أمةً، وأعطاها العقيدة، وأمدّها بالقوّة، وأنشأها على مكارم الأخلاق، وبنى لها أعظم حضارة عرفها الإنسان إلى يومنا هذا.
المدرسة القرآنية، ص ٢١٥.