تتميز خلافة الجماعة بمفهومها القرآني والإسلامي عن حكم الجماعة في الأنظمة الديمقراطية الغربية، فإن الجماعة في هذه الأنظمة هي صاحبة السيادة، ولا تنوب عن اللَّه في ممارستها، ويترتب على ذلك أنها ليست مسؤولة بين يدي أحد، وغيرُ ملزمة بمقياس موضوعي في الحكم، بل يكفي أن تتّفق على شيء ولو كان هذا الشيء مخالفاً لمصلحتها ولكرامتها عموماً، أو مخالفاً لمصلحة جزء من الجماعة وكرامته ما دام هذا الجزء قد تنازل عن مصلحته وكرامته.
وعلى العكس من ذلك حكم الجماعة القائم على أساس الاستخلاف، فإنه حكم مسؤول، والجماعة فيه ملزمة بتطبيق الحق والعدل، ورفض الظلم والطغيان، وليست مخيَّرة بين هذا وذاك.
الإسلام يقود الحياة، ص ١٣٠.