كتاب (الفتاوى الواضحة) عبارة عن رسالة عمليّة كتبها السيّد الشهيد إلى مقلّديه، وقد ارتأى (قدس سره) ـ في الطبعة الثانية لهذا الكتاب ـ أن يقدِّم لها مقدّمة في العقائد تحت عنوان (موجز في اُصول الدين) في ثلاثة محاور:
المرسِل والرسول والرسالة، وقد عالج ذلك باُسلوب استدلالي متين ورائع حاول فيه تبسيط الاستدلال إلى الحدّ الممكن والمناسب مع مستوى البيان في (الفتاوى الواضحة).
وقد ألقى في آخر (الفتاوى الواضحة) (نظرة عامّة في العبادات) وهي دراسة مختصرة ممتعة تناول فيها جانبين: أوّلهما ـ المبرّرات الموضوعيّة التي تفسِّر ظاهرة العبادات وتشريعها وثباتها في الشريعة الإسلامية. وثانيهما ـ الملامح العامّة لنظام العبادات في الإسلام.
وبذلك يكون المؤلّف (قدس سره) قد قدَّم للمقلّدين باقة من الفتاوى والأحكام الشرعيّة مقرونة بمقدّمة تحقّق وضوحاً عقائدياً واستيعاباً لاُصول الدين الأساسية ومختومة بملحق يحقّق الوعي للروح العامّة التي يتّسم بها القسم الرئيسي في الأحكام وهو العبادات. وكلا الأمرين يمثّل عنصر دفع وتحريك نحو امتثال التكاليف الشرعيّة، ويشدّ القارئ المقلِّد إلى دينه وفقهه شدّاً مبتنياً على النضج والوعي التامّ.
وقد امتاز هذا الكتاب بعدّة خصائص، منها:
ــ وضوح العبارة وسلاستها وعصريّة التطبيق وحيويّته، بحيث يتمكّن عامّة المقلّدين من دركها وفهمها، فقد التزم (قدس سره) التزاماً كاملا بالهدف المرسوم للرسالة العمليّة، وهو تبسيط وتوضيح الأحكام الشرعيّة لعامّة المقلِّدين وتحاشى التعقيد في التعبير واجتنب المصطلحات الغامضة، بل بيّن معاني ما ورد من مصطلحات داخل الرسالة وإن لم تكن بتلك الدرجة من الغموض.
ــ الاُسلوب المنهجي في بيان الأحكام ضمن كلّ باب وفصل، فقد تدرّج من الكلّيات إلى الجزئيّات ومن العامّ إلى التطبيقات، وسعى لاستيعاب التطبيقات الملموسة والمبتلى بها في حياة الفرد أو الجماعة.
ــ تقديم صورة إجماليّة عن العبادات وأجزائها قبل الخوض في بيان أحكامها.
ــ التقسيم العامّ لكلّ الأحكام والأبواب الفقهيّة، حيث اعتمد (قدس سره) هيكليّة خاصّة وتبويباً رباعياً، يجمع بين المنطقيّة والحيويّة والمعاصرة، وهو:
القسم الأوّل: العبادات، والثاني: الأموال (العامّة والخاصّة)، والثالث: السلوك الخاصّ، والرابع: السلوك العامّ.
ــ ولعلّ من أهمّ المزايا الملحوظة في هذا الكتاب مروره بتطوّر تكاملي على يد المؤلّف (قدس سره) ضمن الطبعتين الثانية والثالثة ممّا خلّف تأثيراً واسعاً على الكتاب، سواءً على صعيد صياغة العبارة، أو على صعيد توضيح المعنى، أو على صعيد التغيير والتطوير في محتوى الحكم المطروح فيه، وإن كان هذا الأخير نادراً جدّاً.
إلى غير ذلك من مزايا فريدة جعلت من هذا الكتاب رسالة عمليّة نموذجيّة تدعو المعنيين بالأمر مواصلة السير على نهجها بكلّ ما لذلك من أبعاد وخصائص.
انظر نص الكتاب هنا