ولا أدري، هل هي صدفة أنْ يقوم شخصان فقط بتفريغ الحضارة الإنسانيّة من محتواها الفاسد وبنائها من جديد، فيكون لكلّ منهما عمر مديد يزيد على أعمارنا الاعتياديّة أضعافاً مضاعفة؟ أحدهما مارس دوراً في ماضي البشريّة وهو النبيّ نوح، الّذي نصّ القرآن الكريم على أنَّه مَكَثَ في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً، وقُدِّر له من خلال الطوفان أنْ يبني العالم من جديد، والآخر يمارس دوره في مستقبل البشريّة، وهو المهديّ الّذي مَكَثَ في قومه حتّى الآن أكثر من ألف عام، وسيُقدَّر له في اليوم الموعود أنْ يبني العالم من جديد. فلماذا نقبل نوحاً الّذي ناهز ألف عام على أقلِّ تقدير، ولا نقبل المهديّ؟!
بحث حول المهدی عجل الله تعالی فرجه الشریف، ص25.