ويمكننا- عن طريق دراسة الأئمّة على أساس النظرة الكلّيّة- أن نخرج بنتائج أضخم من مجموع النتائج التي تتمخّض عنها الدراسات التجزيئيّة؛ لأنّنا سوف نكشف ترابطاً بين أعمالهم. وسوف أستخدم مثالًا بسيطاً لتوضيح الفكرة: فنحن نقرأُ في حياة أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه جمع الصحابة في خلافته واستشهدهم على نصوص الإمامة، فشهد عددٌ كبيرٌ بالسماع من الرسول الأعظم. ونقرأ في حياة الإمام الحسين (عليه السلام) أنّه جمع في عرفة- على عهد معاوية- من تبقّى من خيار الصحابة والمهاجرين وعدداً كبيراً من التابعين، وطلب منهم أن يحدّثوا بنصوص النبي (صلّى الله عليه وآله) في عليٍّ وأهل البيت. ونقرأ في حياة الإمام الباقر أنّه قام بنفس العمليّة، واستشهد التابعين. وتابعي التابعين. وحين ندرس الأئمّة ككلٍّ، ونربط بين هذه النشاطات بعضِها ببعض، ونلاحظ أنّ العمليّات الثلاث وُزّعت على ثلاثة أجيال، نجد أنفسنا أمام تخطيط مترابط يكمّل بعضُه بعضاً، يستهدف الحفاظ على تواتر النصوصعبر أجيال عديدة؛ حتّى تصبح في مستوىً من الوضوح والاشتهار يتحدّى كلَّ مؤامرات الإخفاء والتحريف.
أئمة أهل البيت عليهم السلام، ص108.