سافرت فيك مواجعاً ثكلى وجمراً من أنين |
وصرخت في صمت الحـضور.. صرخت بالألم الدفــين |
غالوك باسم (البعث) يخطر في المرايا الجاهلية |
وأتوا على وادي السراب ململمين خطا أمية |
يتخايلون كأنهم خيل الفتوحات الأبية |
يتواثبون وأنهم في الدرب أشباح غبية |
غالوك .. يا رمز الطهارة من ينابيع الرسول |
يا أبن الحسين، وأن تخثر حاقد، يا أبن البتول |
هيهات أن ترتد شمسك يا (محمد) للأفول |
رغم انتخاء (البعث) في زمن العشائر والطبول |
غالوك فالتهبي جياد الله مدي ألف ثار |
كوني الحــضور الـــصعب يرتاد الـمدى أسياف نار |
قدر بأغلى ما تضم قلوبنا قدر انتصار |
حداك مطلعه ووعدك يا جياد رؤى انتظار |
لولا الشهادة يا أبنها لصرخت ملء القلب آه |
لولا الشهادة يا سليل إبائها واكربلاه |
زرعوا دماءك في الدروب وإنهم زرعوا الحياه |
لو يعلمون وفي دمائك ثورة تحيي الفلاه |
ما زال حرفك في شفاه الجيل ريان العبير |
ما زلت تورق في دمي يا أيها الفكر الكبير |
ما زلت في أبعادك الخضراء أرتقب النفير |
يهب المعاناة الولود ويصلب (الزبد) الحقير |
الريح تلهث في الدروب الخضر تمعن في الديار |
والعاشقون النار تزهر في مراياها اخضرار |
كانوا الحضور الصعب يشرق في المسافة (ذا الفقار) |
كانوا الجهاد فيا رماد سدى ويا (بعث) البوار |
لله يا بنت البتول هواك يا بنت الهدى |
لله أيام العفاف البكر ما ضاعت سدى |
لله نجواك الخصيبة حين يصهرها الفدى |
في مثل عمقك يا سماء ومثل طهرك يا ندى |
لا القيد لا السكين لا الطاغي يروم لها جبينا |
رغم السعار يمد في شق الدجى قيحاً وطيناً |
رغم ارتكاض الريح تنشر في الحمى صداً أفينا |
أن يقتلوك فعبر ذاكرة الصغار ستزهرينا |
رؤياك من مقل الضحى يا أيها النفس الزكية |
وخطاك ترسمك الجراح تضمها مقلاً سخية |
للجيل يشرق في المدى ويعيد رسم القادسية |
لا (البعث) يغزل حلمه شوقاً بعرس الجاهلية |
أبداً ولا ريح التآمر من بقايا (المرجئية) |
للنور أنت وللرماد رموز (نجد) أو (أمية) |
عيناك في كبر الجراح وفي جلال الأنبياء |
ترنو بأهداب الصغار إلى غد ثمل مضاء |
زاهٍ بأفراس الفتوح برودها جيل الفداء |
جيل العقيدة هازئ بـ (البعث) يركض للوراء |
يا آية الله المضيئة رغم أسراب الظلام |
ستظل تزهر في الحضور دماً وتهتف يا إمام |
وتثور في بغداد قافلة (الحسين) على الطغام |
كم ساوموا باسم العروبة باسمها قتلوا السلام |
قتلوك إذ كانوا الغياب وكنت في دمنا الحضورا |
وتوهموا أن اغتيالك يجهض الألم الكبيرا |
ويرمد الرؤيا ضباب ينجب العقم المثيرا |
وتوهموا لكنهم حفروا لـ ( بعثهم) القبورا |
حسب العروبة ما تسام به الدروب وما تلاقي |
للنيل باقية الهوى والكأس تزجى في العراق |
واللاهثون بكل ما يهب الشعار من شقاق |
نفقت بأوطان العروبة باسمها سوق النفاق |
يا أمة لم يروها الأيام إلا في البلاء |
لـو كـنت بـيتـاً في القـصيد لكــنت بـيتاً في الرثاء |
لـو كـنت حرفـاً في الهـجاء لكــنت (هاءً) رغم (فاء) |
أودى بنوك بما بنت (بدر) ويا عز البناء |
بيعت مسافة حبنا القدسي يا بنت الرشيد |
واللاهثون يعاقرون دم الشهادة والشهيد |
والشيخ (خزعل) قصة تروي على شفة الشريد |
وقـصيدة في الـزيف تبحـر باسـم من ذبـحوا القـصيد |
الـشيخ (خزعل) فـي عيـون (البعـث) رمـز الفاتحـين |
رمز العروبة يا (أبا سفيان) رمز الناكثين |
ستظل أهواز الجراح لآية الفلق المبين |
رغم اصطحاب جاهلي نز من صدأ السنين |
(سمراء) باسم الانتماء المر والنسب الصراح |
(يمن) بلا يمن و(نجد) للثراء وللسفاح |
باسم الشعار العفلقي تجوبنا سود الرياح |
وتجوبنا فحضورنا في القهر يكبر في الجراح |
كـنت الـغناء لهـا الخـصيب وكـان من دمـي القصيد |
وزرعتها في القلب رائعة من الحلم النضيد |
وسرقت من أهدابها طير المناجاة السعيد |
وهصرت من جناتها غصن الشباب كما أريد |
يا مقلة غامت ليسكر ن مدامعها الضباب |
غنيتها كبداً يلوب على شواطئها اغتراب |
وحضرت في الآمها واللاهثون رؤى كذاب |
حلمي على أعتابها ورد وقافيتي شراب |
يا أمة يهوي المساء بها ويرتحل النهار |
أحزابها للكفر حزب للمروءات احتضار |
نهب مواسمها لمن كفروا وقر لهم قرار |
والقدس في مقل الرؤى يقتات عفتها الصغار |
سيان وجه (البعث) و(الدولار) في زمن النفاق |
الصمت يكبـر فـي الخـليـج.. الرعـب يغتال العـراق |
وتثور خيل الفاتحين.. النار تمطر في العراق |
والحرف يورق في لهاة الجيل نهتف: |
يا إمام إلى العراق إلى العراق |