سيد الجرح

مداخلة نقدية حول الاتجاه التشكيكي بإبداعات الإمام الشهيد الصدر(رض)

أبو عمار النجفي

«مقدمة القصيدة»

أطلّي وأسعدينا ياقوافي***فمثلكِ بالحقيقةِ من يوافي

تعالَيْ نَبئينا كيفَ نرسو***على ضَفَةِ المودةِ والتصافي

تجوبُ عواصفُ الاحقادِ فينا***وتنأى عَنْ سَفائِننا المرافي

تَسيلُ جِراحُنا والعمرُ قفرٌ***تيهاً يعانقُهُ التَّصَحُّرُ والفيافي

نَهيمُ على لهيبِ الرملِ***وحلمُ العَوْدِ تعفوهُ السوافي

هلمي واجمعي شَملاً تَوارى***يُشتتُهُ التفرقُ والتجافي

وهذا الزيفُ يملأُ كلَّ شيء***ويصلبُنا على حدِّ الجفافِ

أطلّي من جراحِ الصدرِ صُبحاً***فقد اودى بنا ليلُ المنافي

وكوني في فم الدنيا نشيداً***يردَّدُ في الضلوعِ وفي الشِّغافِ

وقوفاً على ذكركَ الآنَ ..

ياسيدَ الجرحِ

نزفُ عذابكَ يشمَلُ كلَّ الوطنْ

تموتُ النجومَ باقصى الشمالْ

يُيممُها من صعيد الحروب والدمارْ

فدجلةُ ينحرُها الشوقُ والانتظارْ

ويصلبُ ماءَ الفراتِ حِدادُ الديارْ

فياذروةَ المجدِ والانبهار

تباركَ صحوكَ في ساحةِ الانهيار

وبُوركَ فيكَ المدى والمدارْ

وسيفُ التداعي بعمقِ الجراحْ

وقوفاً على ذكرِكَ الآن ..

ياسيَد الجرحِ

في زمن الاعتذار

ستسألُ عنا منافي الزمانْ

وكيفَ المدائنُ في قبضةِ الرعبِ

وعطف المحنْ

وكيفَ تركنا بكفِ الظلامِ النهارْ

فياسيدَ الجرحِ إنّا هنا

نراوحُ بينَ الظنى والشجنْ

وخارطةُ الحزنِ في دمنا المستباحْ

تُضيءُ بها نقطةٌ في اتساعِ المنيهْ

متى اصحونا ففي لحظة للاسى تُرتهنْ

فنحنُ البقايا مثلما قد عَرَفْتْ

على صَفَةِ المستحيلِ دفعنا الثمنْ

وقوفاً على ذكرِكَ الآن …

ياسيدَ الجرحِ نجمّعُ فيكَ بقايا الشَتاتْ

فلا تأمر البحرَ بالابتعادْ

دعِ الموجَ يغسلُ أدراننا

وكلَّ المواجعِ بينَ الظلوع

وصخرةَ خوف بافكارنا تسمى الوثنْ

لأنّا تركناكَ وسطَ الطريقْ

تُشيرُ بكفِكَ نحو الطفوفْ

وتحملُ وحدَكَ همَّ الحسينْ

وتنزفُ منكَ جراحُ العراقْ

ودائرةُ الرعبِ فينا تشدُّ الخناقْ

ولايكسرُ الطوقَ غيرُ الدماءْ

فضاعَ هديرُكَ بينَ الضجيجْ

وماأكثر الناسَ ياسيدَ الجرحِ غيرَ الحجيج

وعِشنا على قصةِ الدمعِ منذ الطفوف

وإنَ الحسينَ غريباً قُتلْ

فأينَ البطولةُ روحُ الجهادْ

ووحدكَ كنت لجرحِ الحسينِ امتدادْ

تعالَ افتح الآن .. ياسيدَ الجرحِ

عالمَ هذا السرابْ

تعالَ انظر الآن .. ماتشتهي

فبابُ الحقيقة لايختفي

ليُغلِقَ عينيكَ هذا الخراب

فهذي الشوارعُ تبحثُ عن دفئها

وتلك المدائنُ تبحثُ عن سائرين

تطوفُ السبايا على وجدِها

ونهمُ المنافي لاينتهي

وللآن ينزفُ جرحُكَ في فكرِها

وتزفُ ايضاً جراحُ الحسين

رجوعاً الى جُرحِكَ الآن…

هل تمنحُ الخطو ياسيدي ولو لحظةً للمرور

فهذي خطانا يسمّرها الارتحافْ

وزينُ التواريخِ، موت الشنعور

نمدُّ اليك

أكفاً غزاها الجفافْ

نضمُّ بها جمرةً من عطورِ الضفافْ

ونخلَ البلادِ

وحلمَ الرجوعْ

لنعبرَ جسراً بنتهُ الظلوعْ

وقوفاً على ذكركَ الآن ..

لقد وأدَ الظالمونَ الحياة

ولكن سيشرقُ فجرُ جديدْ

وعهدُ جديدْ

ستطفحُ من قبرك الامنياتْ

ومجدك يستنهم والمخلصون الاباةْ

طريقَ الخلاصِ وهدَّ العروشِ وسحقَ الطغاةْ

حداداً على صمتِكَ الآن..

سأترُكُكَ الآنَ في هيكلِ المجدِ والجرح

تطوف عليه صلاةُ الكفاحِ الوحيدهْ

وتخضرُ فيه الاماني السعيدهْ

ويأخذني الحلمُ نحو الضفافِ البيعدهْ

بالنخيلِ احتضارَ القصيدهْ

وداعاً لجرحِكَ الآن…

فلا بدَّ يوماً من الملتقى

بارضِ البطولةِ في كربلاء