من الناحية الفكريّة حثّ الإسلام على العمل والإنتاج، وقيّمه بقيمة كبيرة، وربط به كرامة الإنسان وشأنه عند اللَّه وحتّى عقله. وبذلك خلق الأرضيّة البشريّة الصالحة لدفع الإنتاج وتنمية الثروة، وأعطى مقاييس خُلُقيّة وتقديرات معيّنة عن العمل والبطالة لم تكن معروفة من قبله، وأصبح العمل في ضوء تلك المقاييس والتقديرات عبادة يثاب عليها المرء، وأصبح العامل في سبيل قوّته أفضل عند اللَّه من المتعبّد الذي لا يعمل، وصار الخمول أو الترفّع عن العمل نقصاً في إنسانيّة الإنسان وسبباً في تفاهته.
ففي الحديث أنّ الإمام جعفراً سأل عن رجل؟ فقيل: أصابته الحاجة، وهو في البيت يعبد ربّه وإخوانه يقومون بمعيشته، فقال عليه السلام: «الذي يقوته أشدّ عبادةً منه».
🔺اقتصادنا، ص ٧٢٤