إنّ التكليف لا يزال مستمراً

إنّ الإمام (عليه السلام) حينما فتح عينيه في تلك اللحظة العصيبة ورأى الإمام‏ الحسن‏ (عليه السلام) يبكي وهو يدرك بأنّ وفاة أبيه هي وفاةٌ لكلّ الآمال، أراد أن ينبّهه إلى أنّ الخطّ لا يزال باقياً، وأنّ التكليف لا يزال مستمرّاً، وأنّ نجاح المؤامرة لا يعني أن نلقي السلاح.
نعم، المؤامرة نجحت يا ولدي، ولهذا سوف تشرّدون وسوف تقتلون، ولكنّ هذا لا يعني أنّنا يجب أن نلقي السلاح، ولا يعني انتهاء المعركة، ولهذا يجب أن تقاوم حتّى تقتل مسموماً، ويجب أن يقاوم أخوك الحسين (عليه السلام) حتّى يقتل بالسيف شهيداً..
الامّة حينما تنازلت عن إرادتها وعن شخصيّتها لجبّار من الجبابرة، لفرعون من الفراعنة، تكون عرضة للذوبان والتميّع في أتونه. لكن إذا بقي لدى الامّة محاولةُ استرجاعِ هذا الوجود- باستمرار هذه المحاولة التي يحاولها خطُّ عليٍّ، ومدرسةُ عليٍّ، والشهداءُ والصدّيقون من أبناء علي (عليه السلام) وشيعتِه- فسوف يبقى مع هذه المحاولة أملٌ في أن تسترجع الامّة وجودها، وعلى أقلّ التقادير سوف تحقّق هذه المحاولة مكسباً آنيّاً باستمرار، وهو تحصين الامّة ضدّ التميّع والذوبان المطلق في إرادة ذلك الحاكم وفي إطاره، وهذا ما وقع.

أئمة أهل البيت عليهم السلام ودورهم في تحصين الرسالة الإسلامية، ص ٣٠٦.

 

4