مقابلة مع الشيخ علي الكوراني

مقابله مع الشيخ الكوراني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله الكريم وآله الطيبين الطاهرين، بمناسبة أسبوع المرجع الشهيد الصدر رضوان الله عليه، يقوم قسم الإعلام في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بمحاورة مجموعة من تلامذة ومعارف الشهيد الصدر، ليُبيّنوا للجماهير المسلمة، الدور الجهادي والعلمي والسياسي الذي تصدّى له السيد الشهيد لإنضاج الحركة الإسلامية في العراق والعالم وتهيئتها لمجابهة المخططات المعادية للإسلام والمسلمين، والآن نلتقي مع سماحة حجة الإسلام الشيخ علي الكوراني ليجيبنا عن الأسئلة التالية:

س: ما هي طبيعة النشاطات التي قام بها السيد الشهيد الصدر رضوان الله عليه على المستوى الفكري؟

بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله ربّ العالمين وأفضل الصلاة وأتم السلام على سيدنا ونبيّنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.. المرجع الشهيد السيد الصدر رضوان الله عليه، أحد نوابغ علماء المسلمين ومفكّري الإسلام، وأحد كبار هؤلاء، وعلى الصعيد الفكري، السيد الصدر رضوان الله عليه صاحب مدرسة فكرية، يُعتبَر من المجددين الفكريين في الحوزات العلمية في مجال علم الأصول بشكل خاص، ومن المجدّدين في استنباط وعرْض الفكر الإسلامي الحنيف، ويُعتبَر مدرسة فكرية متكاملة تقريباً في فهْم وتقديم العلوم الإسلامية المتعارفة في الحوزة والفكر الإسلامي بشكل عام، وخاصة في مجالي الفلسفة والاقتصاد.

س: ما هي طبيعة النشاطات التي قام بها السيد الشهيد الصدر قدس سره على المستوى السياسي؟

الشهيد الصدر رضوان الله عليه شارك في النشاط العام الذي كانت تقوم به الحوزات العلمية والأمّة بحكم كونه طالباً في الكاظمية ثم في النجف الأشرف، ومن أواخر الخمسينات الميلادية بدأ يشارك في فعالية في الأنشطة السياسية وفي مكافحة المدّ الشيوعي الذي كان في العراق، وفي نشْر الفكر الإسلامي من خلال جماعة العلماء، ومن خلال مجلة الأضواء، ومن خلال الحركة الإسلامية،  قام بنشاطات في إرساء الخط الإسلامي السياسي في العراق، وتطوَّر هذا الدور مع نمو الوعي في الأُمّة، ومع تقديم مكانة وتأثير الشهيد الصدر رضوان الله عليه، حتّى أصبح مرجعاً من مراجع الدين في العراق، وامتد تأثيره إلى خارج العراق، وقام بدور سياسي في طرْح الإسلام المنهج المتكامل وفي العمل لإسقاط النظام الطاغوتي وإقامة نظام الإسلام، كما كان له دور  رضوان الله عليه في تأييد الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني حفظه الله.

س: هل لكم ذكريات خاصة مع السيد الشهيد.. تفضلوا بذكر بعض جوانب علاقتكم معه وتبيان دور السيد الشهيد في تحريك الأمّة..؟

بشكل عام كل تلامذة المرجع الشهيد الصدر رضوان الله عليه ومعارفه يشعرون بانشداد خاص له، فقد كان مؤثّراً بحنانه وعاطفته،  بروحيته الكبيرة، بعلمه الغزير.. بأسلوب تربيته وتنميته لطلاّبه، والذكريات الشخصية عن العلاقة بالشهيد الصدر رضوان الله عليه، خاصة لأولئك الذين بدأوا بالدراسة عنده مبكراً، وقبل أكثر من عشرين سنة، ذكريات شخصية عزيزة ومؤثرة في مختلف الجوانب، ومن نماذج هذه الذكريات الشخصية مع الشهيد الصدر رضوان الله عليه، أنه كان يحمل همّ الآخرين.. همّ الطلاب الذين يدرسون عنده والذين لا يدرسون عنده، كان يقضي بعض الأوقات في التفكير بشؤون الطلاب الفكرية والمادية والعلمية، ويوجه طلابه إلى الاعتناء بطلاب الحوزة من أجل أن يتقدموا في مجال العِلْم والعمل.

س: ما دوره في تحريك الأُمّة.. وما هي الجوانب التي كان يتّبعها والأُسلوب الذي كان يتبعه؟

الأمّة في فكر وضمير المرجع الشهيد الصدر رضوان الله عليه، لها مكانة خاصة وعميقة.. أذكر حينما بدأت  انتفاضة الثورة الإسلامية المباركة في إيران قبل عشرين سنة تقريباً، كان الشهيد الصدر يخفق قلبه تجاوباً واعتزازاً بحركة الأمّة التي بدأت في إيران وعلى يد الإمام الخميني حفظه الله، وكان مثلاً يقول: نحن تعوّدنا أن نستنكر المنكرات الجزئية اللصيقة بنا، حينما نسمع مثلاً مذياعاً مفتوحاً على الغناء قريباً من مسجد أو قريباً من العتبات المقدسة، ندرك بأن هذا مُحرَّم ومناف للإسلام، ولكن الظلمات الكبرى التي تُرتَكب في حق الأمّة، فإننا لا نحسّ بها والأمّة قلما تحسّ بها، الآن الأمّة بدأت مرحلة جديدة مهمة، أنها تشعر بالظلمات وتنهض مع العلماء لرفع هذه الظلمات، كان يعتبر أنّ هذا العمل عملاً جديداً ومرحلة جديدة من إحساس الأمّة ومن تحركها بقيادة العلماء، واهتمام المرجع الصدر رضوان الله عليه بتحريك الأمّة كان اهتماماً عالياً جداً، عمله لذلك كان على الصعيد الفكري، وعلى الصعيد العملي، كثيراً ما عمل ليؤثر على المرجعية  في النجف الأشرف من أجل أن تتخذ مواقف وأدواراً سياسية مهمة، وكان يعمل من خلال طلابه وتأثيره على المفكّرين، ونشْره الفكر الإسلامي، ومن خلال وكلائه والحركة الإسلامية لتحريك الأمّة من أجل أن تقف في وجه الطاغوت، وتُسقِط الطاغوت، وتُقيم حكْم الله عزّ وجل، نستطيع أن نقول إن الشهيد الصدر استعمل كلَّ الأساليب الممكنة التي يراها أنها ممكنة له من أجل تحريك الأُمّة ونهوضها بالإسلام.

س: سؤال آخر: ما هو موقف الشهيد الصدر من التفرقة المذهبية والقومية، وما هو موقفه من الوحدة الإسلامية؟

الشهيد الصدر رضوان الله عليه من ميزات فكره الإسلامي هو شموله وأممية الإسلام في واقع إسلامي مطروح في القرآن الكريم وفي السُنّة الشريفة وفي حياة النبيّ والأئمة عليهم السلام، كان يرفض التفرقة المذهبية رفضاً كاملاً.

وأذكر على سبيل المثال، أن أحد العلماء المثقفين في مجلس الشهيد الصدر رحمة الله عليه، طرح مسألة القياس، القياس كمسألة أُصولية يأخذ بها الفقه السُنّي، ولا يأخذ بها الفقه الشيعي، فبدأ بعض الأخوة الطلاب يناقش هذا العالم، وازداد النقاش في رفض أن يكون القياس مصدراً من مصادر استنباط الحكم الشرعي، ولما رآهم السيد الشهيد رضوان الله عليه أكثروا من النقض ومن شجب أن يكون القياس مصدراً في استنباط الحكم الشرعي، قال لهم بأسلوب النهي والتعجب: ما هذه الحملة على القياس؟ هل القياس قاعدة كافرة؟ وهل القياس مسألة غير إسلامية؟ القياس مسالة إسلامية متبناة من مذهب المسلمين، أنتم تحملون عليها وكأنها مسألة خارجة عن الإسلام.. كان يريد لطلبته أن يتّسع فكرهم لاحترام كافة الآراء والنظريات عند المذاهب الإسلامية، وهكذا في مجمل فكره وطروحاته رضوان الله عليه على صعيد طرح الإسلام..

كان يؤكد ضرورة أن يطرح العاملين للإسلام – من أي مذهب إسلامي كانوا – الإسلام العام الشامل، وأن يكون قصْدهم تحريك المسلمين بالإسلام وبمذاهبهم، فليتحرك المسلمون بمذاهبهم الإسلامية المختلفة على وفق فقههم وعلى وفق قناعتهم من أجل الوقوف ضد الطغاة في بلادنا ومقاومة الاستعمار، وليكن كل مسلم حراً في تبنّي، الفقه الذي يقتنع به والمذهب الذي يقتنع به، كان يرفض التمييز والفرقة والبغضاء بين المسلمين على أساس مذاهبهم، وكذلك كان يرفض كل أنواع التمييز الإقليمي أو التمييز الطبقي أو أي تميز آخر.

وباختصار، إن الشهيد الصدر رضوان الله عليه كان نموذجاً للفكر الإسلامي في شموله، في اتجاهه التوحيدي، في أُمميته من دون تفريق بين فئة وفئة من الناس وبين قوم وقوم آخرين.

أذكر حينما اتخذ النظام العميل في العراق قراراً بتسفير الإيرانيين قبل (15) سنة تقريباً فالشهيد الصدر رضوان الله عليه أدرك أن هذه المسألة مؤامرة على الحوزة العلمية، ووقف بكل قوة في وجه هذا المخطط، وقام بعدة اتصالات وأعمال في هذا المجال، وأمميته وعالمية الفكر الإسلامي للشهيد الصدر والعمل الإسلامي للشهيد الصدر رضوان الله عليه بارزة جداً في كتاباته وفي أعماله، والواقع أننا محتاجون إلى هذه القدوة وإلى هذه القدوات في أعمالنا وفي طرحنا للإسلام خاصة، وأن الاستعمار يعمل الآن بكل ما أوتي من قوة لإثارة التفرقة المذهبية من جديد، ويعمل لإثارة التفرقة القومية من جديد، ويعمل لإثارة التفرقة الإقليمية من جديد، هذا يحتاج إلى الطرح القومي للفكر الإسلامي التوحيدي الأممي العالمي، وهذا ما نجده في فكر الشهيد الصدر رضوان الله عليه.

س: سماحة الشيخ، لقد كان للشهيد الصدر رضوان الله عليه مواقف رسالية من الثورة الإسلامية في إيران، ما هو أثر تلك المواقف على توعية الجماهير وفتح أذهانها على تلك الثورة المباركة المظفرة؟ وما هي أبعاد كلمته الخالدة (ذوبوا في الإمام الخميني كما ذاب هو في الإسلام)؟

هذا الاتجاه والمواقف التي كانت للشهيد الصدر رضوان الله عليه من الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني حفظه الله، كان لها تأثير كبير في مقاومة ما ذكرت من التفرقة المذهبية والإقليمية والقومية التي يريد الاستعمار أن يثيرها من جديد، وكان يؤكد بذلك على عالمية الإسلام ووحدة الأمّة الإسلامية بحيث أنه ما كان يشعر حقيقة بفرق، سواء بدأت الثورة الإسلامية في العراق أو في أندونيسيا أو في إيران أو في مصر، من أي بقعة بدأ تحرّك المسلمين والثورة الإسلامية، كان يعتبر ذلك أنه هنا ثورة الإسلام، وهو الحلم والأمل الذي يسعى لتحقيقه إذا قامت دولة الإسلام وبدأت على أي جزأ من أجزاء الوطن الإسلامي، فيرى وجوب تأييدها والذوبان فيها، وهذه من إسلامية فكر الشهيد الصدر وعالمية وشمول هذا الفكر؛ ولهذا كان تأثيره إيجابي على الحركة الإسلامية، والشهيد الصدر رضوان الله عليه كان مع الثورة الإسلامية  والإمام الخميني دام ظله بدون قيد ولا شرط، والذوبان الذي أمر به وأوصى هو الذوبان الكلّي في ظل وأمر ومسيرة القيادة الشرعية للإسلام، كان يرى وجوب ذلك ويرى حُرمة تعدد القيادة الإسلامية وحُرمة تعدد الدولة الإسلامية رضوان الله عليه.

س: سؤال آخر: ما هو دور الشهيد الصدر رضوان الله عليه في إنضاج الحركة الإسلامية في العراق؟

يمكن أن نقول إن الحركة الإسلامية في العراق في السنوات الخمسين الأخيرة مرت بمراحل متعددة؛ لكن لا شك عند أي ناظر ومؤرّخ للحركة الإسلامية في العراق، أنها من أواخر الخمسينات وبالذات من ثورة 14 تموز أو من الانقلاب الذي جاء على واجهته عبد الكريم قاسم وما تبع ذلك من مدّ شيوعي ـ يمكن أن يكون مدّاً شيوعياً مفتعلاً ـ لكن على أي حال هذه الفرصة التي أعطيت وسُمّيت بالمدّ الشيوعي، وتحدّت عقيدة المسلمين تحدّياً أساسياً وشاملاً في أنحاء العراق، من هذه المرحلة بدأت الحركة الإسلامية في العراق مرحلة جديدة، كان الشهيد الصدر رضوان الله عليه يبذل جهوداً كثيرة لتأصيل هذا الوعي فكرياً، ولأجل أن يمتدّ بالأمّة، ودوره في إنضاج وتنمية وتوسيع الحركة الإسلامية، دور أساسي وكبير، ولا أعرف من علماء النجف من كان لهم مثل هذا الدور المبارك في تنضيج الحركة الإسلامية، سواء في العراق أو في المنطقة العربية أو المنطقة التي وصل إليها فكر الشهيد الصدر رضوان الله عليهم.

س: هل لكم أن تحدّثونا عن دور الشهيد الصدر في بناء المرجعية الرشيدة، وما هو دوره في تطوير الحوزة العلمية في النجف الأشرف؟

كان للشهيد الصدر رضوان الله عليه أطروحة خاصة للمرجعية، كان يُسمّيها أطروحة المرجعية الموضوعية في مقابل المرجعية الذاتية، وأطروحة المرجعية الرشيدة تعني في مقابل حالة المرجعية التي قد تكون موجودة وغير رشيدة، الهدف من هذه الأطروحة أن يعيد إلى المرجعية مضمونها الإسلامي في قيادة الأمّة، كان يرى أن المرجعية يجب أن يرتفع مستواها عن حالة الشخص، عن الحالة الموجودة في النجف، ويطرح هذا النمط من المرجعية من أجل أن تقود الأمّة، وأن تتحرك الأمّة بالإسلام وتصبح حالة وحركة في الأمّة، وتُواصل مسيرتها حتى بعد موت المرجع، وهذه الحالة خطا بها المرجع الشهيد الصدر رضوان الله عليه، خطوات واسعة في بناء المرجعية، وكما نرى من فضل الله عز وجل أنه حتى بعد استشهاده، فجهود مرجعيته المباركة الآن موجودة في ضمير الأمّة حيث تُحرّك المؤمنين المتأثرين الواعين لفكر السيد الصدر رضوان الله عليه فطرح مرجعيته التي هي تيار عمل إسلامي في الأمّة، والحمد لله استمر بعد استشهاده.

وأما دوره في بناء الحوزة العلمية، فقد كان يُعطي من وقته الكثير للطلاب ولبناء الحوزة العلمية، ومن أفكاره المهمة في بناء الحوزة العلمية، أي من أفكاره العلمية رضوان الله عليه، مسألة البداية بتنظيم جديد للدراسة في الحوزة العلمية في النجف الأشرف، مع الاحتفاظ بحرية الدراسة ولكن  مع تركيز المسؤولية في الحوزة ، أي جمَعَ  بين المسؤولية والإشراف،  والامتحان  للطالب وبنفس الوقت إبقاء الدراسة حُرّة يستطيع الطالب أن يتقدم فيها بمقدار استيعابه، هذا المشروع الذي بدأ بمشروع الدورة الإسلامية  في النجف الأشرف، كان له ثماره الكبيرة ولله الحمد، وأثمر العديد من العلماء المبلغين النابغين المؤثرين في الأمّة، فكان هذا تغييراً نوعياً في الحوزة العلمية في النجف وفي أسلوب  الدراسة في الحوزة العلمية في النجف الأشرف.

سؤال آخر: سماحة الشيخ ما هي أهم مؤلفات الشهيد الصدر وهل ترك آثاراً غير مطبوعة؟

مؤلفات الشهيد الصدر رضوان الله عليه كلّها مهمة ومعروفة ومتداولة ولله الحمد، وقسْم منها مُترجَم إلى أكثر من لغة، وأما من حيث النفع فالمعروف أن أكثر كتب الشهيد الصدر رضوان الله عليه وأوسعها نفعاً كتاب فلسفتنا واقتصادنا والمدرسة الإسلامية، وكتبه كلها نافعة ومفيدة رضوان الله عليه.. نعم منها لأهل الاختصاص والمثقفين، ومنها ما يمكن أن يستفيد منه من له مستوى من الثقافة من عامة الأمّة.. كتُب الشهيد الصدر كلها مطبوعة، ولكن قسم من كتاباته بالفقه والأصول لم تخرج ولم يُطبَع، وما يُتداوَل على بعض الألسنة من وجود كتاب مجتمعنا، أنا لا أعرف وجود مثل هذا الكتاب للشهيد الصدر رضوان الله عليه، بل كان يقول حينما يُسأل عن مجتمعنا متى يكتمل، كان يقول أن الذي يمنع عنه هو مجتمعنا، كانت الظروف المتعددة الاجتماعية، يعني السياسية العامة وظروف الحوزة وانشغالاته الأخرى تمنع الشهيد الصدر رضوان الله عليه بحيث ما جعلته يكتب، نعم الخطوط العامة لمجتمعنا كان يتحدث فيها رضوان الله عليه.

س: السؤال الأخير.. ما هي في رأيكم معالم مدرسة الشهيد الفكرية؟

من خصائص مدرسة المرجع الشهيد الصدر الفكرية رضوان الله عليه، هذا العمق المتميز ومن خصائصها أيضاً الطرح العملي للإسلام والابتعاد عن الشطط النظري والطرح العملي للإسلام على أساس أن الإسلام أنزله الله عز وجل لهؤلاء الناس لهذه الجماهير، الطرْح العملي الاجتماعي للإسلام هذا من مميزات مدرسته أيضاً رضوان الله عليه، عالمية الإسلام وشموليته هذا أيضاً من خصائص فكره رضوان الله عليه، وحدودية الإسلام وعدم التفرقة بين المسلمين بسبب انتماء المذهبية أو غيرها أيضاً من خصائص فكره رضوان الله عليه، كذلك من خصائص فكر الشهيد الصدر، الحساسية العالية والمقاومة العالية للاستعمار ومشاريع الاستعمار الغربي والشرقي بفكر الشهيد الصدر، ترى باستمرار أنه يقاوم الثقافة الغربية الغازية، والثقافة  الغربية بالنسبة لأوربا بالنسبة لنا كلها ثقافة غربية ، وكذلك من خصائص فكر الشهيد الصدر رضوان الله عليه، الأسلوب الحركي في طرحه للإسلام وفي تربيته لتلاميذه، من خصائص فكر الشهيد الصدر رحمة الله عليه، نمط المعالجة التي تُعطي للمفكر وللمبلّغ بعداً كافياً لتبليغ الإسلام والتأثير بالإسلام، وخصائص أخرى في الواقع، هي خصائص كلها تعود إلى فكر الشهيد الصدر رضوان الله عليه، مستنبط من الإسلام بأصالة وبجدارة ويريد تقديم هذا الإسلام للأمّة ومن أجل أن تقاوم به وتُقيم على أساسه حياتها.

(في ختام لقائنا مع سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ علي الكوراني نشكره ونسأله تعالى أن يوفقه لخدمة الإسلام والمسلمين ويوفقه لما يحب ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…)