All posts by hasan

كان يعيش بكلّ وجوده حالة الاتّصال باللَّه

  لا تقولوا بأنّ الناس يسخطون لأن الناس على دين ملوكهم؛ لأنّ الملوك وقتئذٍ ماذا كان موقفهم من عليّ بن الحسين؟ هل كان هشام بن عبد الملك أو كان عبد الملك نفسه مع عليّ بن الحسين؟! أكان يحمل مفهوماً صحيحاً أو يبشّر بمفهوم صحيح عن عليّ بن الحسين؟! لكنّ الناس أنفسهم كانوا مجذوبين إلى الإمام […...

الحریة؛ حق ومسؤولیة

والحرّية في مفاهيم الحضارة الرأسمالية حقّ طبيعيّ للإنسان، وللإنسان أن يتنازل عن حقِّه متى شاء، وليست كذلك في مفهومها الإسلامي؛ لأنّ الحرّية في الإسلام ترتبط ارتباطاً أساسياً بالعبودية للَّه، فلا يسمح الإسلام للإنسان أن يستذلّ ويستكين ويتنازل عن حرّيته، «لا تكن عبداً لغيرك وقد خلقك اللَّه حرّاً». فال...

فانظروا کیف ینظر الإسلام إلی الفقر..

إنّ الإسلام يجعل من الدولة وسيلة لتهيئة فرص العمل ومجال الحياة المنتجة لكلّ فرد من الامّة، فإذا لم يكن في طاقة الشخص ممارسة نشاط عملي يهيّئ له الحياة الحرّة الكاملة ولم يكن له معيل، فالإسلام يموّنه بحياة معيشيّة كاملة أو يكمّل النقص في مستواه المعيشي من الفرائض الماليّة التي يجعلها في أموال الامّة، ...

أفضل عند اللَّه من المتعبّد الذي لا يعمل

من الناحية الفكريّة حثّ الإسلام على العمل والإنتاج، وقيّمه بقيمة كبيرة، وربط به كرامة الإنسان وشأنه عند اللَّه وحتّى عقله. وبذلك خلق الأرضيّة البشريّة الصالحة لدفع الإنتاج وتنمية الثروة، وأعطى مقاييس خُلُقيّة وتقديرات معيّنة عن العمل والبطالة لم تكن معروفة من قبله، وأصبح العمل في ضوء تلك المقاييس وا...

المثل الأعلى للإنسان..

واللَّه سبحا‌نه وتعالى هو نهاية هذا الطريق ولكنه ليس نهاية جغرافية، ليس نهاية على نمط النهايات الجغرافية للطرق الممتدّه مكانياً.. اللَّه سبحانه وتعالى هو المطلق، هو المثل الأعلى، أي المطلق الحقيقي العيني، وبحكم كونه هو المطلق، إذن هو موجود على طول الطريق أيضاً، ليس هناك فراغ منه، ليس هناك انحسار عنه...

في رحاب القرآن (۱)

قال سبحانه وتعالى‏: «ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَ لا نَصَبٌ وَ لا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَ لا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ‏ * وَ لا يُنْفِقُونَ...

في رحاب القرآن (۲)

وكما كان القرآن محيطاً بالماضي، كذلك كان محيطاً بالمستقبل، فكم من خبر مستقبل كشف القرآن حجابه فتحقق وفقاً لما أخبر به، ورآه المشركون؛ من هذا القبيل إخبار القرآن بانتصار الروم على الفرس في بضع سنين، إذ قال تعالى: «غُلِبَتِ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ* ...

في رحاب القرآن (۳)

إنّ القرآن بشّر به وأعلنه على العالم فَرْدٌ من أفراد المجتمع المكي، ممن لم ينل ما يناله حتى المكيون من الوان التعلم والتثقيف، فهو امي، لا يقرأ ولا يكتب، وقد عاش بين قومه اربعين سنة فلم تؤثر عنه طيلة هذه المدة محاولة تعلم أو اثارة من علم أو ادب: «وَ ما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ […]...

في رحاب القرآن (٤)

كانت الأساطير والخرافات شائعة بين العرب، نظراً لانخفاض مستواهم الفكري واميتهم بصورة عامة.. وقد جاء القرآن الكريم برسالة الاسلام، فحارب تلك العقائد والخرافات، ومحا تلك الأوهام عن طريق تنوير عقول العرب والدعوة الى التفكير الاصيل، والتدبر والاعتماد على العقل، والمطالبة برفض التقليد، وعدم الجمود على ترا...

في رحاب القرآن (٥)

كان العرب – الذين نزل القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه و آله في حوزتهم- يعتقدون في اللَّه أنّه إله خالق، مدبر للعالم: «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ..» [الزخرف: ٨٧] ولكنهم افترضوا – لضعف تفكيرهم، وبعد عهدهم من النبوة والانبياء – وجود وسطاء وهميين ...