كتاب “الأسس المنطقية للاستقراء” ينضم إلى قائمة احتفالات اليونسكو العالمية

وافق المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في دورته الـ 222، على طلب دولي لتكريم الذكرى الخمسين لنشر كتاب “الأسس المنطقية للاستقراء”، العمل الخالد للمفكر الراحل في العالم الإسلامي، آية الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر.

هذا القرار التاريخي، الذي قُدِّم باقتراح من العراق وبدعم من 19 دولة من قارات مختلفة، بما في ذلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أفغانستان، اليابان، روسيا، الهند، ليبيا، وعدة دول أخرى، يعني انضمام هذا العمل المنطقي-الفلسفي البارز إلى قائمة الاحتفالات العالمية لليونسكو لعامي 2026-2027.

وأعلنت اليونسكو، عبر رسالة رسمية موجهة إلى الممثل الدائم للعراق لدى المنظمة، أن اقتراح إدراج الذكرى الخمسين لنشر كتاب “الأسس المنطقية للاستقراء” ضمن قائمة الاحتفالات المرتبطة باليونسكو للفترة 2026-2027، قد تم اعتماده من قبل المجلس التنفيذي، وأعربت عن تقديرها واهتمامها ومشاركة الدول الداعمة.

كتاب “الأسس المنطقية للاستقراء”، الذي نُشر لأول مرة عام 1976 ميلادية، يسعى إلى نقد النظريات التقليدية والحديثة للاستقراء وتقديم أسس منطقية جديدة للطرق الاستنتاجية في العلوم والمعارف البشرية. إن إدراج هذا العمل ضمن قائمة اليونسكو يؤكد الأهمية العالمية لهذه التحفة الفكرية في تاريخ الفلسفة والمنطق.

هذا الكتاب هو تجلٍ لفكر إبداعي ومتميز توصل إليه المؤلف خلال بحثه في المسائل المنطقية والفلسفية المتعلقة بـ “الاستقراء”. وقد أفضى هذا الجهد الفكري إلى تأسيس منهج جديد في نظرية المعرفة، يختلف تمامًا عن المنهجين التقليديين، وهما “المدرسة العقلية” و “المدرسة التجريبية”. وقد أطلق المؤلف على هذا المنهج اسم “المدرسة الذاتية للمعرفة” لتمييزه عن المدرستين الأخريين. في هذا الكتاب، سعى لإعادة بناء نظرية المعرفة على أسس جديدة، ودرس قضاياها الأساسية بمنظور مختلف تمامًا عما قدمه في كتابه “فلسفتنا”. لهذا، كان الأستاذ الشهيد يولي هذا الكتاب أهمية خاصة بين سائر أعماله، ويعتبره تجسيدًا لمستواه العلمي والفكري. فقد عده حصيلة جهوده العلمية المكثفة التي كان يصفها بـ “حاصل العمر”.

ستُعتمد القائمة النهائية لاحتفالات اليونسكو في الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام لليونسكو.