عزالدين فارس
«الصوت الاول»
(باقر) العلم، يا سليل الميامين ويا سيف جده ذي الفقار
يا دليل الهداة في الزمن الصعب ويا (صدر) أمة المختار
إن جرحاً حملته في الحنايا لم يزل في مغبة الإنتظار
لهو جرح في كل قلب سيبقى شعلة في مسيرة الثوار
يا ثورة الدين، يا (صدراً) لأمتنا
ويا طريقاً إلى العلياء يهدينا
ما كان دمع على الخدين منهملا
لكنما دمنا يسقي أراضينا
فاترك جراحك مدراراً بمصحرنا
فأنت قد عدت ثاراً ماثلاً فينا
واشرف على خطوات الجيل تلحظه
فلم تزل لمسير الركب حادينا
في راحتينا دماء أنت شاهدها
وفوق أفواهنا تشدو تشدو أغانينا
هذي الملايين ثار أنت تطلبه
وتلك أشلاء قتلانا تناجينا
«الصوت الثاني»
قدر كان أن تكون شهيداً لتغذي الشعوب بالأنعتاق
لم تكن كفك الخضيبة إلا مشعلاً في طريقها الخلاق
إن فجراً نحو التحرر قد لاح يبيد الأقزام بالإحتراق
فتعالي تفحصي كل شبر من أراضيك يا ضحايا (العراق)
لم يهدأ الجرح فالثار الطويل لنا
وليس يجهل جرحاً من يعانيه
فأطبق على زمرة الكفار منتقماً
وأقطع عن الأرض رجساً من أياديه
ساعاتك الثار فإغنمها تعش أبداً
حراً، فسهم المنايا أنت راميه
وليس تربك محمياً بمعجزةٍ
إن لم تكن كفك الخضباء تحميه
لا يدرك المجد من ضحى بحاضره
وعاش كلا على أشلاء ماضيه
فالمجد أن تبني كفاك قلعته
وأن تشع الأماني بالذي فيه
«الصوت الثالث»
قدر كان يوم مناك عنا أن تكون الشهيد يوم الكفاح
لم تزل شامخاً بكفيك تدعو فنلبي النداء بالأرواح
إن وجه الليل البهيم سيطوى عندما يعتليه وجه الصباح
فلقانا غداً على كل أرضٍ نشرت من عبيرك الفواح
درباً خططت، وجرحاً فاغراً بدمي
مستأسداً كخطى مشبوبة الضرم
وتلك أيامك المعطاء اتبعها
كضامىء يتشهى صيب الديم
بيني وبينك قبر لست أعرفه
وبين جيليك آلاف بغير فم
ويا دماءً تحدى الظلم تورتها
فعاد يمشي بلا ساق ولا قدم
مشلولة الرأي دنيانا، اتيت لها
مبدلاً نهجها المنهار بالحكم
وتلك يمناك كم سفراً رقمت بها
تلوح مقطوعة سيفاً بلا قلم
لن يحرقوا وجهك الوضاء نارهم
تزيد نورك يا إشراقة الأمم