قصيدة مصطفى الغماري

مداخلة نقدية حول الاتجاه التشكيكي بإبداعات الإمام الشهيد الصدر(رض)
سافرت فيك مواجعاً ثكلى وجمراً من أنين
وصرخت في صمت الحـضور.. صرخت بالألم الدفــين
غالوك باسم (البعث) يخطر في المرايا الجاهلية
وأتوا على وادي السراب ململمين خطا أمية
يتخايلون كأنهم خيل الفتوحات الأبية
يتواثبون وأنهم في الدرب أشباح غبية
غالوك .. يا رمز الطهارة من ينابيع الرسول
يا أبن الحسين، وأن تخثر حاقد، يا أبن البتول
هيهات أن ترتد شمسك يا (محمد) للأفول
رغم انتخاء (البعث) في زمن العشائر والطبول
غالوك فالتهبي جياد الله مدي ألف ثار
كوني الحــضور الـــصعب يرتاد الـمدى أسياف نار
قدر بأغلى ما تضم قلوبنا قدر انتصار
حداك مطلعه ووعدك يا جياد رؤى انتظار
لولا الشهادة يا أبنها لصرخت ملء القلب آه
لولا الشهادة يا سليل إبائها واكربلاه
زرعوا دماءك في الدروب وإنهم زرعوا الحياه
لو يعلمون وفي دمائك ثورة تحيي الفلاه
ما زال حرفك في شفاه الجيل ريان العبير
ما زلت تورق في دمي يا أيها الفكر الكبير
ما زلت في أبعادك الخضراء أرتقب النفير
يهب المعاناة الولود ويصلب (الزبد) الحقير
الريح تلهث في الدروب الخضر تمعن في الديار
والعاشقون النار تزهر في مراياها اخضرار
كانوا الحضور الصعب يشرق في المسافة (ذا الفقار)
كانوا الجهاد فيا رماد سدى ويا (بعث) البوار
لله يا بنت البتول هواك يا بنت الهدى
لله أيام العفاف البكر ما ضاعت سدى
لله نجواك الخصيبة حين يصهرها الفدى
في مثل عمقك يا سماء ومثل طهرك يا ندى
لا القيد لا السكين لا الطاغي يروم لها جبينا
رغم السعار يمد في شق الدجى قيحاً وطيناً
رغم ارتكاض الريح تنشر في الحمى صداً أفينا
أن يقتلوك فعبر ذاكرة الصغار ستزهرينا
رؤياك من مقل الضحى يا أيها النفس الزكية
وخطاك ترسمك الجراح تضمها مقلاً سخية
للجيل يشرق في المدى ويعيد رسم القادسية
لا (البعث) يغزل حلمه شوقاً بعرس الجاهلية
أبداً ولا ريح التآمر من بقايا (المرجئية)
للنور أنت وللرماد رموز (نجد) أو (أمية)
عيناك في كبر الجراح وفي جلال الأنبياء
ترنو بأهداب الصغار إلى غد ثمل مضاء
زاهٍ بأفراس الفتوح برودها جيل الفداء
جيل العقيدة هازئ بـ (البعث) يركض للوراء
يا آية الله المضيئة رغم أسراب الظلام
ستظل تزهر في الحضور دماً وتهتف يا إمام
وتثور في بغداد قافلة (الحسين) على الطغام
كم ساوموا باسم العروبة باسمها قتلوا السلام
قتلوك إذ كانوا الغياب وكنت في دمنا الحضورا
وتوهموا أن اغتيالك يجهض الألم الكبيرا
ويرمد الرؤيا ضباب ينجب العقم المثيرا
وتوهموا لكنهم حفروا لـ ( بعثهم) القبورا
حسب العروبة ما تسام به الدروب وما تلاقي
للنيل باقية الهوى والكأس تزجى في العراق
واللاهثون بكل ما يهب الشعار من شقاق
نفقت بأوطان العروبة باسمها سوق النفاق
يا أمة لم يروها الأيام إلا في البلاء
لـو كـنت بـيتـاً في القـصيد لكــنت بـيتاً في الرثاء
لـو كـنت حرفـاً في الهـجاء لكــنت (هاءً) رغم (فاء)
أودى بنوك بما بنت (بدر) ويا عز البناء
بيعت مسافة حبنا القدسي يا بنت الرشيد
واللاهثون يعاقرون دم الشهادة والشهيد
والشيخ (خزعل) قصة تروي على شفة الشريد
وقـصيدة في الـزيف تبحـر باسـم من ذبـحوا القـصيد
الـشيخ (خزعل) فـي عيـون (البعـث) رمـز الفاتحـين
رمز العروبة يا (أبا سفيان) رمز الناكثين
ستظل أهواز الجراح لآية الفلق المبين
رغم اصطحاب جاهلي نز من صدأ السنين
(سمراء) باسم الانتماء المر والنسب الصراح
(يمن) بلا يمن و(نجد) للثراء وللسفاح
باسم الشعار العفلقي تجوبنا سود الرياح
وتجوبنا فحضورنا في القهر يكبر في الجراح
كـنت الـغناء لهـا الخـصيب وكـان من دمـي القصيد
وزرعتها في القلب رائعة من الحلم النضيد
وسرقت من أهدابها طير المناجاة السعيد
وهصرت من جناتها غصن الشباب كما أريد
يا مقلة غامت ليسكر ن مدامعها الضباب
غنيتها كبداً يلوب على شواطئها اغتراب
وحضرت في الآمها واللاهثون رؤى كذاب
حلمي على أعتابها ورد وقافيتي شراب
يا أمة يهوي المساء بها ويرتحل النهار
أحزابها للكفر حزب للمروءات احتضار
نهب مواسمها لمن كفروا وقر لهم قرار
والقدس في مقل الرؤى يقتات عفتها الصغار
سيان وجه (البعث) و(الدولار) في زمن النفاق
الصمت يكبـر فـي الخـليـج.. الرعـب يغتال العـراق
وتثور خيل الفاتحين.. النار تمطر في العراق
والحرف يورق في لهاة الجيل نهتف:
يا إمام إلى العراق إلى العراق