لأنك الوطنُ

مداخلة نقدية حول الاتجاه التشكيكي بإبداعات الإمام الشهيد الصدر(رض)

الى الامام الشهيد الصدر فى الخالدين

عمرٌ تقاصرَ دونه الزمنُ*** وشواطىءٌ صلّت لها السفنُ

وجراحُ قلب كلّما نزفت*** ذابت بفيض دمائها المحنُ

ياصدرُ خذ وهج الدموع فقد*** خصبَ الأسى وتبرعم الشجنُ

ياصدرُ إنّا اُمّهٌ ولدت*** في غربة مالّمها سكنُ

جاءت إليك ولم تبع غدها*** أنّى تبيعُ ونحرُها الثمنُ

هذا عراقُكَ راح يصلبُهُ*** حقدُ الغزاةِ ليُعبدَ الوثنُ

خسئوا فأنت اليوم أكبرُ من ***قدرِ الطغاة لأنّك الوطنُ

عمرٌ وأنتَ قتيلُ دمعته*** والقاتلان الحزنُ والفتنُ

أدميت شفرتَها وأرعبها*** ما يحتوي غَدها ويحتضنُ

فاجأتها بدم تقدّسَ أن*** يخبو فسارَ القبرُ والكفنُ

وحملتَ روحك ما تناهبها*** خوفُ ولا استرخى لها بدنُ

فرداً تُحدّقُ في جراحتنا*** وسواك لا عينٌ ولا أُذنُ

تخطو الرجالُ وأنتَ سابقُها*** وثَبتْ بك الآياتُ والسننُ

ويداك أندى غيمتين سقت*** شجرَ العراق فأورقَ الغصنُ

من بعد أن ألوى ببسمته*** عطشُ الثرى والموردُ النتنُ

ياصدرُ طيفكُ جُنحُ غربتنا*** خافقةً والأفقُ مرتهنَ

نعلو فيدنينا تمزّقنا***… نغفو فيسرقُ حُلمنا الوسنُ

دُفن العراق بنا لنبعثه*** فنودُّ أنّا بعضُ مَن دُفنوا

شوكُ الصحاري في أناملنا*** وخيامُنا الحسراتُ والوهنُ

يَبُست قوافلنا وقد تعبت ***ظمأى فلا ضرعٌ ولا لبنُ

إلا رؤاك تلمُّ حيرتنا*** فهي اليدُ البيضاء والمننُ

وهي الربيعُ يَمرُّ في دمنا*** دفئاً فيصحو الجذرُ والفتنُ

رُحماك لا تغضب لدمعتنا*** فالدمعُ في ذكراك ممتحنُ

إن سال أطفأ جمرَ أعيننا*** أو جفَّ فهو الباخلُ الضغنُ

عذراً إذا طالتك أحرفُنا*** فلأنتَ أنتَ البحرُ والسفنُ